اعلان

السوشيال ميديا بين النعمة والنقمة.. جمال فيروز: زادت المسافات بين الناس

أصبحت السوشيال ميديا تتحكم في حياتنا بشكل ملفت، نظرًا لما تقدمه من سهولة في التواصل مع الآخرين بحرية تامة، فالأوقات التي نقضيها على مواقع التوصل الاجتماعى، أطول من أوقات التى نستخدمها فى أمور الحياة العادية المهمة، وناهيك عن الدور الإيجابى الذى يتصوره البعض من هذه المواقع، وقد أصبحنا نستخدمها أستخدامًا خاطئًا، ولهذا سنستعرض أهم إيجابيات وسلبيات السوشيال ميديا من وجهة نظر بعض من الكُتاب وعلماء النفس والاجتماعي.

قال الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع، إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أحد وسائل تشكيل الوعي الزائف في مجتمعاتنا العربية، فالمرء كان يستمد معارفه من المرحلة الأولى، لتشكيل الوعي من مصادر التنشئة الاجتماعية المختلفة مثل الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة ووسائل الإعلام التقليدية مثل الصحف والإذاعة والتليفزيون وهي مصادر تتم الرقابة عليها، وفي ظل تراجع دور هذه المؤسسات التقليدية أصبح فريسة لمواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت المصدر الأول للحصول على المعلومات وللأسف هذه المصادر لا توجد عليها أي رقابة وبالتالي تنتشر الأخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة وغير المحققة عليها وبذلك يتم تشكيل وعي زائف لدى المرء، وأهم إيجابيات هذه المواقع سهولة تداول المعلومات، وامكانية المشاركة والتفاعل والتعبير عن الرأي من قبل الأفراد.

وأضاف أستاذ الدكتور "جمال فيروز"، أستاذ طب النفس جامعة القاهرة أن مواقع التواصل الاجتماعى "السوشيال ميديا" زودت المسافات بين الناس، وكثرت بين الجيل الحالي نمطية الشخصية الانطوائية، التي لا تستطيع التعامل مع العالم الواقعي وتجيد من خلالها التعامل مع العالم الافتراضي، إندثرت العلاقات الحقيقية بالتواصل بين افراد الاسرة وجعلت تواصلهم افتراضي حتي بين الاصدقاء باعدت بينهم نظرا لتواجدهم معا علي مواقع التواصل والعزاء اصبح واجب افتراضى من خلال فيس بوك، إلى جانب تأثير الأجهزة نفسها علي المستخدمين، وتؤدي هذه الأجهزة إلى تقليل التركيز والانتباه، وزيادة نسبة الكهربة بالمخ، وآلام فقرات الرقبة وأسفل الظهر، وتقليل التحصيل الدراسي للأطفال.

واختتم كلامه قائلا إن هناك معلومات مغلوطة كثيرة على مواقع التواصل والناس بتعتبرها حقائق، وهناك من يعطون نصائح خاطئة على الجروبات مما يضر بمن يتلقي النصيحة اجتماعيا ونفسيا.

وأفادت الكاتبة والأدبية ريم أبو عيد، صاحبة كتاب "عاهات فيسبوكية" التي تحدثت فيه عن المشاكل الذي يعاني منها المجتمع في العالم الافتراضي والذى يعتبر انعكاس للواقع بشكل كبير، أن "السوشيال ميديا جعلت التواصل سريع وفي التو واللحظة وكذلك الناس الذي بينهم اهتمامات مشتركة جعلت بينهم تواصل وتعارف وسرعه في تبادل الخير، اما عن سلبيات بعض مستخدمي السوشيال ميديا فهي التشهير والاشاعات والاخبار المفبركه وبعض المستخدمين الذين ينتحلون صفات ليست صفاتهم وينصبون علي المجتمع، والسوشيال ميديا ما هي إلا أداة ليس لديها سلبيات ونحن من يسئ استخدامها.

وتابع محمد عبد الله دكتور المحاسبة بكليه التجارة جامعه بنها قائلا، إن المجمتع يشهد مع كل يوم تطور أكثر في ظل ثقافات مغلوطة أصبحت السلبيات غالبة على الإيجابيات، فلو نظرنا لها بمنظور اجتماعي أكثر فالسوشيال ميديا بدل ما تقرب الناس بقت طريقة أسرع لفقدان الروابط الاجتماعية والأسرية، مثلاً ممكن اختلاف رأي مع صديق ينتهي ببلوك وانتهت علاقتنا. 

وأضاف أن السوشيال ميديا أصبحت للتحفيل فى تشجعينا لكرة القدم، والتقليل من شأن المنافس والجمهور وبقينا نقع في فتن ومشاكل، ومواقع التواصل الاجتماعي مواقع الانفصال والخلاف الاجتماعي، وهذا يرجع لثقافتنا بدل ما نستفيد من التطور بشكل إيجابي أصبح العكس، ولو فضلنا نسرد السلبيات مش هتنتهي يكفي أنها دمرت الوقت.

وحدثنا الدكتور محمد عبدالله عن إيجابيات السوشيال ميديا قائلا: "على المستوى الشخصي وفي مجالي بالاخص في مجموعات على فيسبوك كثيرة بنتجمع عليها بنتداول مع بعض رسائلنا العلمية ماجستير ودكتوراة، أو حتى أبحاث علمية منشورة بدل ما كنت بروح جامعة الاسكندرية مثلاً أو الإسماعيلية أو أسيوط أو بني سويف ودا مكلف ومرهق الموضوع أصبح أسهل بنتواصل مع بعض وكل واحد في جامعته يقدر يسهل للثاني ويوفر له احتياجاته وكل اللي في الجروب يستفيد، ومن الممكن التواصل مع أهلي زملائى خارج مصر بشكل يومي واصبحت الغربة طعمها مش قاسي طالما في تواصل، وهذا أفضل من الكالمات الهاتفية".

وقالت دينا محمد دكتورة اللغة الروسية بكلية الألسن، إن السوشيال ميديا لها إيجاببات، ففي الجامعة والمدارس تعتبر وسيلة هامة للتواصل بين المعلم والطلاب، يمكن الاتفاق على مواعيد المحاضرات، وتحميل ملفات تعليمية للطلاب، وإعطاء امتحانات منزلية، مضيفة أن مع انشغال البشر وضيق الوقت، هي وسيلة للتواصل بين الأهل والأقارب مهما كانوا في أماكن بعيدة، ومن خلاله يمكن التعرف على أخبار بعضهم البعض.

وأوضحت أنه يمكن الحصول على معلومات مفيدة والتزود بالثقافة والمعرفة من خلال بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى، ومن خلالها يمكنا الاطلاع علي الاخبار العالمية والمحلية، وتعتبر وسيلة للترفيه من خلال المزاح وتبادل الكوميكس وأيضا للترويح عن النفس، ونستخدمها لمعرفة الافراح والمناسبات الاجتماعية والتهنئة بها واسرع وسيلة أيضا للإعلان عن حالات الوفاة وما يستوجبه من مواساة، ولنشر الإنجازات العلمية لأهل العلم والفنية للفنين، ولكل صاحب موهبة لعرض موهبته بأسرع طريقة.

وأما عن سلبيات السوشيال ميديا قالت دينا محمد: "تعتبر وسيلة للتلاسن والشجار نتيجة اختلاف الآراء وتبادل التعليقات التي تثير المشكلات والجدل، ومن الممكن التعرض عليها لمضايقات وتطفل أو تحرش لفظي خاصة للفتيات، وهى تثير الغيرة والأحقاد بين البعض في حالة التباهي والتفاخر بشراء سيارة جديدة أو تبوء منصب جديد أو السفر أو الزواج أو الإنجاب.

وعن أراء بعض الشباب قال محمد أحمد طه، خريج كليه الألسن، جامعة عين شمس: "السوشيال ميديا سلاح ذو حدين 95٪ من الناس دلوقتي بتستخدم السوشيال ميديا سواء فى تعارف أو اعلانات او توظيف وشغل ايجابياتها دلوقتى بتخليكى تتابعى الأحداث أول بأول، ومن خلالها تمكن الأشخاص من البحث عن الوظائف من خلال صفحات التوظيف، ويقوم أصحاب الشركات بترويج سلعهم ومنتجاتهم من خلال الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعى، وتتلخص سلبيات السوشيال ميديا فى انها تستخدم فى بث ونشر المعلومات الكاذبة، والغير صحيحة، والجرائم الإلكترونية.

وأضاف أحمد عبد المنعم، خريج كلية الهندسة جامعة حلوان "أن ايجابيات السيوشال ميديا، نقدر من خلالها التواصل مع الناس في اي وقت ومكان فى العالم سواء أهل أو أقارب أو أصدقاء، وتجعلنا نتعرف علي أصدقاء جدد من مناطق ومدن لم نقوم بزيارتها من قبل، وتبادل الثقافات ومعرفة أخبار العالم كله بكل سهولة من خلال الموبايل او الكمبيوتر، ونعبر من خلالها عن رأينا في المواضيع بكل حرية، ومن الممكن استخدمها في الاعلان عن منتجات للبيع والشراء ووصولها للمشتري في أسرع وقت ومن غير مجهود، وايضا فى حجز تذاكر الطيران والقطارات بدون الذهاب للمطار او محطة السكة الحديد". 

وعن السلبيات قال المهندس أحمد: "تسبب الاضطرابات الشخصية والصداع وألم العين بسبب قضاء وقت طويل أمامها وتؤثر على أوقات العمل والمذاكرة، إلى جانب تسهيل انتشار الإشاعات علي الأشخاص، وتدمر حياة الأفراد عن طريق انتشار كلام غير حقيقي حوله، وعدم مراقبة الوالدين للابن او الابنة لاستخدامه يمكن ان يستخدموه استخدام سئ".

وتابعت شهد أيمن الطالبة بالصف الثالث الثانوي: "السوشيال ميديا وسيلة مفيدة، ولكن الشعب المصري يستخدمها بشكل خاطئ، بمعني أن السوشيال ميديا تعرفنا ما يدور حولنا من أحداث جاريه فى البلد، وتمكنا من أننا نتحدث مع ناس من كل دول العالم، وبالتالى يتم اكتساب ثقافات كثيرة، وبتعلمنا حاجات كثيرة، ولكن الشعب المصرى يسئ استخدامه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً