اعلان

وزير الأوقاف: يجب أن نفرق بين العبادة والعبودية.. والإنسان لابد أن يثق بما عند الله

قال وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، إن مقام العبودية هو مقام الصفاء والنقاء ,ومقام التسليم والخضوع والانقياد المطلق لله (عز وجل), وحسن الاعتماد والتوكل عليه، والاطمئنان بما عنده , بأن يكون الإنسان بما عند الله (عز وجل) أوثق منه بما في يده , مرتكنا إلى قوله تعالى: "أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ” , وقوله تعالى : ” وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ” , وقوله تعالى : “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا” , وقوله تعالى: ” وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا” , وقوله تعالى: ” نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ”.

وأضاف في مقال له نشر على موقعه الرسمي، "ولما كان مقام العبودية أشرف المقامات اختار نبينا محمدًا (صلى الله عليه وسلم) أن يكون عبدًا رسولا لا ملكًا رسولا , وكان تشريفه (صلى الله عليه وسلم) بهذا المقام في أعظم رحلة في تاريخ البشرية رحلة الإسراء والمعراج , حيث يقول رب العزة في كتابه العزيز : ” سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ” , ويقول سبحانه : ” ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى”, وفي إضافة العبودية إلى ضمير العظمة تشريف وتكريم للحبيب (صلى الله عليه وسلم) , فهو عبد الله ورسوله , واقتصر هنا على مقام العبودية لأنها أشرف مقامات العبد بين يدي ربه" .

وأردف، "ثم إن مقام العبودية هو مقام النبيين والمرسلين والصالحين والمخلصين , يقول الحق سبحانه في شأن سيدنا أيوب (عليه السلام) : “إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ” , ويقول سبحانه : “وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ” , ويقول سبحانه: “ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا” , ويقول سبحانه في شأن الخضر (عليه السلام) : “فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا".

وتابع، "وإذا كانت الرسالات قد ختمت ببعثة الهادي البشير محمد (صلى الله عليه وسلم) فإن مقام العبودية يظل باب رحمة واسعة لعباد الله المخلصين إلى يوم القيامة" .

وأكد، أننا يجب أن نعي الفرق بين العبادة والعبودية , فالأولى أخص والثانية أعم, العبودية هي أن تكون سائر حركاتك وسكناتك لله (عز وجل) , فقد كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه , ولما سألته أم المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها) : يا رسول الله أتصنعُ هذا ، وقد غُفِرَ لك ما تقدم مِن ذنبِك وما تأخر , فقال (صلى الله عليه وسلم) : “يا عائشةُ أفلا أكون عبدًا شكورا” .

واختتم، "قال بعض العارفين: من ادعى العبودية وله مراد باقٍ فهو كاذب في دعواه , إنما تصح العبودية لمن أفنى مراداته وقام بمراد سيده , فلمقام العبودية من التعبد والخضوع , والتذلل والخشوع , ورفع الأيدي وسفح الدموع بين يدي عالم السر والنجوى وكاشف الضر والبلوى , أحوال تدرك ولا توصف , وأسرار لا يباح بها , فالعبودية هي مقام الأصفياء لا الأدعياء" .

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مصدر رفيع المستوى: اتصالات مصرية مع جميع الأطراف لإنهاء معاناة الفلسطينيين