اعلان

فشل تجربة "السكر والزيت" في بقاء عرش أردوغان.. المعارضة تفوز بأنقرة واسطنبول.. وحزب الرئيس التركي يخترق انتخابات تركيا بتصويت الشرطة

النتائج النهائية للانتخابات البلدية التركية
كتب : سها صلاح

رغم أن النتائج النهائية للانتخابات البلدية التركية لن تعلن قبل أيام، وذلك بعد أن تبت اللجنة العليا للانتخابات في الطعون المقدمة لها، فإن النتائج الأولية، والتي ربما لن تختلف كثيراً عن تلك النهائية، كشفتها صحيفة زمان التركية ويمكن تلخيص أبرز ملامحها في الاتجاهات العامة الثمانية التالية:

أولاً، خسر حزب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مدينتي أنقرة واسطنبول بعد ٢٥ عاما وهما اكبر مدينتي في تركيا.

ثانياً، لا تأثيرات سلبية مباشرة لنتائج الانتخابات البلدية على الاستقرار السياسي في البلاد رغم فوز المعارضة برئاسة بلدية أنقرة الكبرى و فوزها ببلدية إسطنبول الكبرى وذلك لأنها انتخابات محلية من جانب، ولنتائج تحالف الشعب (المُكوَّن من العدالة والتنمية والحركة القومية) الذي فاز بأغلبية الأصوات (51.6 بالمئة) وغالبية بلديات المدن بواقع بواقع 52 من أصل 81 في عموم تركيا من جانب آخر.

ثالثاً، نسبة المشاركة في التصويت كانت مرتفعة حيث بلغت %84، رغم أنها انتخابات إدارات محلية وبلديات، إضافة إلى أسلوب التصويت الذي يُظهِر وعياً واضحاً لدى المواطن التركي الذي فرّق في اختياراته بين بلديات المدن الكبرى وبلديات الأحياء الفرعية والمجالس البلدية، باعتبار أن كلّاً منها تحكمه معادلات وحسابات مختلفة، حيث أصبح لديهم وعيا وتركوا العيش والزيت الذي تم توزيعه أمام اللجان.

ولعل خسارة مرشح العدالة والتنمية في أنقرة محمد أوزحسكي الذي واجه اعتراضات كبيرة لدى ترشيحه لأنه "من خارج أنقرة، وليس ابنها"، وفوز رئيس بلدية كيركلار ألي السابق عن الشعب الجمهوري كمرشح مستقل بعد رفض حزبه إعادة ترشيحه، مقالات بارزان على وعي الشعب التركي.

رابعا، يمكن القول إن حزب الشعب الجمهوري المعارض هو أكبر الفائزين في هذه الانتخابات، إذ رفع رصيده من 13 إلى 20 بلدية في عموم تركيا، في مقدمتها العاصمة أنقرة التي غاب عنها لأكثر من 25 سنة متتالية، ومع منافسة شديدة له في إسطنبول قد تسفر عن فوزه فيها، فضلاً عن فوزه ببلديات فرعية إضافية في كل من إسطنبول وأنقرة.

خامسا، بالرغم من حلوله بالمركز الأول وبفارق كبير جداً في عدد البلديات بلغ الضعف، إذ فاز بـ40 مقابل 20 لأقرب منافسيه، إلا أن حزب العدالة والتنمية خسر بعض البلديات المهمة خصوصاً الكبرى منها مثل أنقرة وهو ما يعتبر خسارة كبيرة.

بالمقارنة مع الانتخابات المحلية الأخيرة عام 2014 يتضح أن الحزب فقد 10 بلديات من أصل 50 كانت تحت سيطرته من بينها العاصمة أنقرة ذات الرمزية السياسية، بعد أن أدارها طوال فترة حكمه، وثمة احتمال لفوز المعارضة كذلك برئاسة بلدية إسطنبول التي تُعتبر "تركيا المصغرة" وخزانها الانتخابي الأكبر والتي ترتبط رمزياً بالحزب وأردوغان شخصياً إلى حد كبير، إذ كانت الرصيد الأكبر له لدى الناخب التركي حين فاز برئاستها عام 1994.

سادسا، تصويت مناطق الأغلبية الكردية في البلاد، أي محافظات الشرق والجنوب الشرقي، بدا لافتاً، إذ خسر حزب الشعوب الديمقراطي هناك بلديتين مهمتين هما شرناق وأغري (%20 من البلديات التي فاز بها سابقاً) لصالح حزب العدالة والتنمية في ظل جمود نسبة التصويت له في حدود %4، وهي نسبة أقل بكثير من حضوره السابق في عموم تركيا.

يُنسب جزء من هذا التراجع إلى تصويت أنصاره في المدن الكبرى لصالح مرشحي الشعب الجمهوري، لكن جزءاً آخر مرتبط بالتأكيد بتراجع التأييد الشعبي له في تلك المحافظات.

سابعا، الحضور القومي الواضح في الانتخابات وانقسامه بين حزبَي الحركة القومية وحزب إيي، إذ رفع الأول رصيده من البلديات من 8 إلى 11، بينما فاز الثاني بـ22 بلدية فرعية في المدن الكبرى -وإن لم يفز ببلدية أي مدينة- في أول انتخابات محلية يخوضها، كما بلغ مجموع أصوات الحزبين القوميين المتنافسين %14.7، تقاسماها متناصفَين تقريباً، وهو نفس نصيب الحركة القومية في الانتخابات المحلية السابقة.

هذه المحاور الثمانية هي الاتجاهات العامة التي يمكن قراءتها في النتائج الأولية التي أُعلِنَت ليلة أمس والتي قد تتغير جزئياً فقط مع إعلان النتائج الرسمية والنهائية، وبالتالي لا تغيّر ملامحها العامة واستخلاصاتها الكبرى.

صناديق الاقتراع

قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إنه تم تخصيص 553 ألف عنصر أمن، لتأمين الانتخابات المحلية المقررة في 31 مارس الجاري،وشدد صويلو على عدم السماح بأي عمل مخالف للقانون، قد يتم اللجوء إليه تحت ذريعة نتائج الانتخابات.

جوية وبحرية، وتخصيص 6 آلاف و745 سيارة مدرعة، و126 طائرة مختلفة، و294 مركبة مائية.

وشدد صويلو على عدم السماح بأي عمل مخالف للقانون، قد يتم اللجوء إليه تحت ذريعة نتائج الانتخابات.

وفي وقت سابق، أكد رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، سعدي غوفن، اتخاذ كافة التدابير الأمنية المتعلقة بالانتخابات المحلية المقبلة.

وبحسب بيانات حصلت عليها وكالة الأناضول من اللجنة العليا للانتخابات، فإن 57 مليون ناخب في عموم تركيا، سيدلون بأصواتهم في 194 ألفاً و390 صندوقاً انتخابياً.

وأوضح وزير الداخلية أن التدابير المتخذة تستهدف 3 مراحل هي "فترة الحملات الانتخابية"، و"يوم الانتخابات"، و"فترة ما بعد الانتخابات".

وأشار إلى تأسيس "لجنة تنسيق الانتخابات" التي ستكون على ارتباط مع الولايات التركية الـ81.

كما لفت إلى تشكيل "مركز الطوارئ الأمنية" بمقر وزارة الداخلية، مشيراً أنه سيكون على تواصل مع فروع له في جميع الولايات لمتابعة عمليات الاقتراع بشكل متواصل.

اردوغان يخسر أنقرة واسطنبول

فاز مرشح حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، منصور يافاش، برئاسة بلدية أنقرة، ومرشحه أكرم إمام أوغلو ببلدية إسطنبول، وفقًا للنتائج الرسمية غير النهائية.

وعقب فوزه بالانتخابات، ألقى يافاش خطاب الشرفة، ذكر خلاله أن مرشح حزب العدالة والتنمية، محمد أوزحسكي، خسر رئاسة أنقرة قائلاً: “نعم كل من أوزحسكي وسياسته الخبيثة خسر”.

في عام 1994 ترشح مليح جوكشاك لرئاسة بلدية أنقرة بينما كان يحمل عضوية البرلمان عن حزب الرفاه، وفاز جوكشاك برئاسة بلدية أنقرة بفارق أصوات بلغ 6 آلاف و500 صوت.

وفي عام 1999 أعيد انتخاب جوكشاك لرئاسة بلدية أنقرة، وفي عام 2001 انضم إلى حزب العدالة والتنمية وحافظ على رئاسة البلدية في الانتخابات اللاحقة.

وخلال الانتخابات المحلية التي أقيمت في 2004 و2009 و2014 أعيد انتخاب جوكشاك رئيسًا لبلدية أنقرة، غير أنه في الثامن والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2017 استقال من رئاسة بلدية أنقرة بناء على طلب من رئيس حزب العدالة والتنمية والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وتم إسناد منصب رئيس بلدية أنقرة إلى رئيس بلدية سنجان مصطفى تونة.

ومع أن وكالة الأناضول الرسمية تصر على إخفاء الحقيقة وعدم إعلان النتائج التي تصل إليها، إلا أن رئيس مجلس الانتخابات الأعلى سعدي جوفين أعلن بعد صمت طويل أن مرشح حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول أكرم إمام أوغلو متقدم على مرشح حزب أردوغان، فيما كشف الموقع الإلكتروني التابع للمجلس أن إمام أوغلو حصل على 48.80% من الأصوات، بينما توقّفت نسبة يلدريم عند 48.48%.

غير أن شاشة وكالة الأناضول لا تزال متجمدة عند 48.70% لحزب العدالة والتنمية و48.65% لحزب الشعب الجمهوري في إسطنبول، الأمر الذي اعتبره مراقبون فضيحة مدوية بالنسبة للديمقراطية التركية.

اردوغان يخترق الانتخابات

شهدت مدينة سعرد فى شرق تركيا قيام جنود بالجيش وعناصر شرطة بالتصويت بالانتخابات المحلية وذلك بعدما تم نقلهم من العديد من المدن مثل كوجالي ويوزجات على متن 45 حافلة.

وبحسب صحيفة زمان التركية قضى بعض الجنود وعناصر الشرطة الليلة داخل المساجد بعدما امتلأت الفنادق ودور الطلبة بالمدينة.

وأمس دخل موكب مؤلف من عشرات الحافلات إلى المدينة برفقة سيارات عسكرية مصفحة، وتم تسكين الأشخاص الذين كانوا على متن الحافلات في دور الطلبة.

وتم رصد 45 حافلة قامت بنقل ناخبين مسجلين في مركز مدينة سعرد إلى المدينة، غير أن اللافت في الأمر هو تأمين الشرطة للحافلات طوال الليل، ثم توجهوا في ساعات الصباح لصناديق الاقتراع للتصويت.

وتدل هذه المعطيات الرسمية غير النهائية على أن أردوغان قد خسر كلاً من العاصمتين الإدارية أنقرة والاقتصادية والثقافية إسطنبول بعد 25 عامًا من الزمن، لتبدأ فيها فترة جديدة تحت رئاسة المعارضة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً