اعلان

علماء الأوقاف: حب الأوطان من أهم عوامل الحفاظ على العقيدة.. صور

نظمت وزارة الأوقاف ندوة علمية كبرى بعنوان ”مفهوم الانتماء الوطني ” بمسجد ”علي بن أبي طالب” بمحافظة القاهرة ، وحاضر فيها كل من طارق صبري عبد الوهاب مدير الدعوة , محمد هلال عامر بديوان عام الوزارة ، و\أحمد ربيع عبد الهادي إمام مسجد علي بن أبي طالب , وأدار الندوة وقدم لها الشيخ محمد ندا مدير إدارة أوقاف شرق مدينة نصر .

وفي كلمته قدم طارق صبري عبد الوهاب مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة خالص الشكر للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف صاحب النهضة الدعوية والفكرية المستنيرة التي أعادت لوزارة الأوقاف دورها الريادي في مجال العمل الدعوي والمجتمعي , وخدمة الاسلام والمسلمين , والذي يعطي لكل العاملين في وزارة الأوقاف ، بل ولكل المصريين مثالا في الإخلاص في العمل ، ومواصلة الليل بالنهار في العمل الجاد الدؤوب .

وأكد أن مفهوم الانتماء من المفاهيم العالميّة المهمّة في العالم المعاصر , مبينًا أن الانتماء يظهر في الأفعال والمواقف المختلفة التي تهدف إلى حماية الوطن ورفعته وتقدمه ، وتتجسد تلك المواقف في العديد من السلوكيّات المختلفة الصادرة من الفرد تجاه ما يحدث على أرض وطنه ، وتجاه مجتمعه , ويعتبر الانتماء من الاحتياجات الهامة التي تشعر الفرد بالرابط المشترك ، الذي يربطه بأرضه وبأبناء وطنه ، وسيؤدّي هذا الشعور إلى صقل توجهاته بحيث تتحول إلى توجهات تهدف إلى خدمة الوطن والمجتمع ، والتفاني والتضحية من أجله.

وفِي ختام كلمته استشهد بموقف الصحابة (رضي الله عنهم) عندما نزلوا المدينة المنورة أصابتهم الحمى حتى بلغت ببعضهم إلى الهذيان من شدتها ، فقال (صلى الله عليه وسلم ): “اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ ” , وسأل الله أن ينقل حماها إلى مكان آخر ، قال الإمام السهيلي: وفي هذا الخبر وما ذُكر من حنينهم إلى مكة ما جبلت عليه النفوس من حب الوطن.

وفي كلمته أكد محمد هلال عامر بديوان عام الوزارة أن الانتماء الوطني أمر فطري من المسلمات والبديهيات ، ولكن عندما تم تغيير المفاهيم الصحيحة ، كان لا بد من إقامة مثل هذه اللقاءات الهامة في هذا الزمان , وبين لنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) أن حب الأوطان والحفاظ عليها من أهم عوامل الحفاظ على العقيدة والدين , وقد رفض النبي (صلى الله عليه وسلم) إهلاك الناس لما قال له الملك : إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : “بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا”.

كما أوضح أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحب مكة حبًا شديدًا رغم الإيذاء الذي تعرض له وحزن لفراقها فأنزل الله (عزوجل) ” إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ “، ولما ذهب للمدينة المنورة وشعر المسلمون بالتعب وأصابتهم الحمي لم يجد أعظم من حبه لوطنه الأول مكة فدعا قائلًا : “اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ ” , مؤكدًا أن الله (عزوجل) أخبر بأن الاغتراب عن الوطن والخروج منه أمر مؤلم وبمثابة إزهاق الروح لقوله تعالى:” وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ” من أجل هذا كان الدفاع عن الوطن أمرًا فطريًا وشرعيًا , وقد قرر الفقهاء أن العدو إذا دخل بلدًا من بلاد المسلمين صار الجهاد ودفع العدو فرض عين على أهل هذا البلد .

وفي كلمته أكد أحمد ربيع عبد الهادي إمام مسجد علي بن أبي طالب أن الله (عزوجل) فطر العباد على أمور جليلة منها حب الوطن والانتماء إليه , والانتماء للوطن هو مؤشر لقوة الشعوب وتماسُكها، والقاعدة التي يرتكز عليها بناء وتنمية المجتمعات .

وأضاف أنه لا بد من ترسيخ قيمة الانتماء للوطن العزيز مصر , حيث ذكرت مصر أكثر من ثلاثين مرة في القرآن الكريم منها ما هو صريح ومنها ما دلت عليه القرائن لقوله تعالى :”رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر ” , وواجبنا نحو الوطن التعاون بين أفراد المُجتمع الواحد لحماية الوطن من كلّ ما يُهدّد أمنه واستقراره ، ووجوب المساهمة بشكلٍ إيجابيّ في رفعة الوطن .

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً