اعلان

رمضان في ميانمار| الأكثر اضطهادًا في العالم.. حظر صلاة التراويح وصعوبة في الحصول على المستلزمات الرمضانية

رمضان داخل مخيمات اللجوء الخاصة بأقلية «الروهينجا»

في ركنٍ بعيدٍ من العالم، خفيٌ عن الأنظار، تعيش أقلية مسلمة معاناة لم يشهد التاريخ لها مثيلًا، إنهم الروهينجا الذين مارست عليهم حكومات ميانمار "بورما سابقًا" المتعاقبة ألوانًا شتى من العذاب بالقتل والتشريد والحرق والتدمير بمساعدة مجموعات بوذية متطرفة.

احتفالاً خاصاً

وفي الوقت الذي احتفل فيه معظم المسلمين حول العالم بشهر رمضان المبارك، كان للروهينجا احتفالاتهم أيضًا، ولكن على طريقتهم الخاصة، طريقة ألفت الدماء على مائدة الإفطار أمام رائحة اللحوم البشرية المشوية في نيران الأخاديد، وقوارب الموت التي يهربون فيها من الجحيم إلى المجهول.

اقرأ أيضاً: رمضان في كندا| الأطول عالميا في ساعات الصيام.. ومعاناة بسبب قلة أعداد المساجد

الأكثر اضطهادًا في العالم

على الرغم من المآسي التي يعيشها مسلمو الروهينجا منذ 70 عامًا، إلا أن المجتمع الدولي يكتفي بالمشاهدة؛ ولربما كان يستمتع بمناظر الحرق والتعذيب على اعتبارها أحد الأفلام الهوليودية، ومع ذلك فلم يكن من الأمم المتحدة إلا أن تصنف الروهينجا ضمن أكثر الأقليات اضطهادًا في العالم.

فصل عنصري

أوضحت الأمم المتحدة، أن أكثر من 800 ألف مسلم في ولاية أراكان غربي ميانمار يذوقون الويلات على أيدي الجماعات البوذية المتطرفة وبمعاونة من الأجهزة الحكومية، علمًا أن 8 ملايين مسلم يعيشون في ميانمار، ويعانون من سياسات الفصل العنصري، إذ تحرمهم السلطات من الحصول على الجنسية وحرية التنقل، والأكثر إيلامًا ما تعانيه أقلية الروهينجا من قيود على الحركة والعمل والسفر.

اقرأ أيضاً: رمضان في الهند| 20 ركعة في صلاة التراويح.. وعصير الأرز ومعجون الهريس على مائدة الإفطار

اللجوء إلى الدعاء

ولا يجد نحو 8 ملايين من أقلية "الروهينجا" المسلمة إلا استقبال صيام شهر رمضان المبارك بالدعاء، رافعين أكف الضراعة أن ينتقم الله لهم من جماعة "الماغ" البوذية المتطرفة، بعد ما ارتكبوه بحقهم من قتل وتعذيب وتهجير وطرد وحرق، حتى أبادوا قرى يقطنها مسلمون بكاملها، في ظل صمت عالمي مريب!!

ويُعد الروهينجا وبقية مسلمي البلاد الذين ينحدر أسلافهم من الهند وبنجلاديش، مواطنين بورميين إلى أن انتقلت مقاليد السلطة إلى العسكر في انقلاب عام 1962م، وما لبث أن تدنت وضعيتهم بموجب دستور 1974م الذي لم يعترف بهم مواطنون أصليون، واعتبرهم مهاجرون غير شرعيين، وحثّ على طردهم من البلاد.

وعلى إثر ذلك، شهدت البلاد مذابح متعددة تعرّض لها المسلمون هناك، أجبرت الآلاف من الروهينجا على الهروب إلى ماليزيا وأندونيسيا وبعض الدول الإسلامية.

حصار ومقاطعة في رمضان

ويعاني المسلمون الذين يعيشون في مدن عدة من ولاية أراكان، كثيرًا في توفير المستلزمات الرمضانية، من السلع الضرورية، والمواد الغذائية؛ لعدم توفرها في الأسواق، ولامتناع الباعة البوذيين عن بيعهم إلا بأثمانٍ باهظة وبطرق سرية.

حظر الصلاة

وتحظر السلطات في بورما عليهم إقامة الصلوات جماعة في المساجد، وتمنعهم كذلك من صلاة التراويح، وإقامة حلقات تحفيظ القرآن الكريم والدروس العلمية، كما تمنعهم من العمل، أو الزراعة، في مزارعهم، أو صيد الأسماك من الخلجان والأنهار، أو حتى الاحتطاب من الغابات القريبة من القرى التي يعيشون فيها.

صمت عالمي

وعلى الرغم من شُحّ التفاصيل، عن حياة مئات الآلاف في ميانمار، خلال هذه الأيام، إلا أن بعض الأنباء تعكس أوضاعًا سيئة يواجهها الروهينجا في مخيماتهم، التي يسعون للتأقلم مع الحياة فيها، وأكبر دليل على هذه المعاناة الصمت العالمي، ومنع وسائل الإعلام من التواصل مع السكان هناك.

حملة تطهير جديدة

وبعد إعلان حكومة ميانمار عن مشروع لتسجيل أبناء الروهينجا في إقليم أراكان، ومنحهم بموجب ذلك بطاقات خضراء تهدف إلى تصحيح أوضاعهم القانونية وفق زعمها، حذرت منظمات روهينجية من حملة تطهير جديدة تخفيها الحكومة تحت هذا المشروع.

وذلك لأن الاستمارة التي توزع على الروهينجيين تطلب منهم الإجابة عن أسئلة تنتزع منهم إقرارًا بأنهم أجانب، مثل السؤال عن البلد الأصلي وتاريخ الوصول إلى ميانمار ووسيلة النقل، فتلك المعلومات تطلب عادة من الأجانب عند وصولهم نقاط العبور للدول. 

حالة من القلق والحزن

ويستقبل مسلمو الروهينجا الشهر الكريم كذلك فيما تغشاهم حالة من القلق وتنتابهم حالة من الحزن، ليس فقط على أحبائهم وإخوانهم وذويهم الذين قتلوا، ولا على ديارهم التي شردوا منها، ولا بسبب أنهم يبيتون ليلتهم وهم لا يعرفون إن كان سيطلع عليهم النهار أم لا، ولكن كل ما يقلقهم أن يحافظوا على "بقعة" لطالما رُفع فيها اسم الله على مدار قرون، داعين الله سبحانه في الوقت نفسه أن يتقبل صيامهم وقيامهم، وأن يلهمهم الصبر على ما يلاقونه، ويرحم ذويهم ممن لقوا حتفهم على أيدي جماعة "الماغ" البوذية المتطرفة.

إحياء رمضان رغم المذابح

وفي ظل ما يتعرض له مسلمو بورما من مذابح، ورغم ما كانوا يواجهونه على مدار السنوات الماضية من تضييق عليهم في العبادة، فإنهم يحرصون قدر استطاعتهم أن يحيوا شهر رمضان بتلاوة القرآن الكريم في المساجد نهارًا، وأداء صلاة التراويح في الليل، ليناموا بعد صلاة التراويح مباشرة، ثم يستيقظون في وقت السحور، وبعد الفجر يبدأون أعمالهم.

وفي ظل هذا التوتر والاضطهاد يحرص مسلمو بورما على إعداد أطعمة معينة على مائدة الإفطار خلال شهر رمضان الكريم، أشهرها "لوري فيرا" والذي يعدّ من الخبز والأرز بطريقة خاصة، وذلك في سعيهم لإعداد أطعمتهم الخاصة وأداء عباداتهم وإحياء شهرهم الكريم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وزير الخارجية الأمريكي يزور إسرائيل الثلاثاء المقبل