اعلان

"أردوغان" يسقط مرة أخرى في أسطنبول.. هل كانت انتخابات بلدية أم ضد حاكم "مستبد"؟

رجب طيب إردوغان
كتب : سها صلاح

يبدو أن رجب طيب إردوغان، قد اقترف خطئاً فادحاً عندما تمسك برئاسة مدينة اسطنبول، رغم خسارة "بن علي يلدريم" أمام مرشح المعارضة "أكرم إمام أوغلو" في الجولة الأولى نهاية مارس الماضي، والذي فاز مرة أخر على خصمه في جولة الاعادة اليوم بنسبة 53.6% مقابل 45.4% لمرشح الحزب الحاكم بعد إحصاء 94.5% من الأصوات، مما زاد من شعبيه "إمام أوغلو" في المدينة الأهم في تركيا والتي قال عنها "اردوغان" سابقاً من يفوز بإسطنبول فاز بتركيا، وهذا بسبب أن موازنة بلدية إسطنبول ضخمة، وتتيح للحزب الكثير من النفوذ فيها في حال فاز مرشحه برئاستها.

وقالت مجلة "ميدل إيست آي" أن انتخابات اسطنبول اليوم تعد استفتاء على إردوغان نفسه، وذلك لعدة أسباب أبرزها ظهور مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو "ند" قوي للرئيس التركي، بالإضافة إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد، فأصبح التصويت في جزء منه تصويتاً عقابيًا لإردوغان.

اقرأ أيضاً.. انتخابات تركيا.. مراكز الاقتراع تغلق أبوابها وبدء فرز الأصوات

وأكدت أن بإعادة الانتخابات زادت شهرته وشعبيته بعدما كان بالكاد معروفا قبل انتخابات مارس الماضية، فقد كان يترأس بلدية صغيرة صنع بها تطويراً ، لكن لم يكن لينتشر صيته في أرجاء تركيا لولا ما حدث في إسطنبول، عندما استطاع هزيمة الحزب الحاكم منذ 2002 في عقر داره، ثم تشبث الأخير بالمدينة مستخدما آلية إعادة الفرز ثم إلغاء الانتخابات بالكلية.

39 مقاطعة في إسطنبول تشارك في اختيار عمدة بلديتها الكبرى، ويحق لـ10 ملايين و560 ألفا و963 ناخبا الإدلاء بأصواتهم في إسطنبول التي يبلغ عدد سكانها نحو 16 مليون نسمة، ويتوزع هؤلاء الناخبون على 31 ألفا و124 صندوق اقتراع، ولن يتمكن الجنود والمدانون وأصحاب الأمراض العقلية الذين يبلغ عددهم 68 ألفا و17 شخصا من الإدلاء بأصواتهم.

اقرأ أيضاً.. مع إعادة انتخابات تركيا.. أردوغان يخشى الهزيمة

وأكدت المجلة أن الأمر أكبر من معركة بين يلدريم وإمام أوغلو أو بين حزبي العدالة والتنمية والشعب الجمهوري، بل معركة بين الأيديولوجيتين الكمالية والإسلاموية العثمانلية، حيث يريد الكماليون استعادة الجمهورية لوضعها على المسار الذي رسمه مؤسسها كمال أتاتورك كدولة منفتحة على جميع الأفكار، بعدما استبد بها الإسلام السياسي منذ 2002 وحولها إلى بلد الصوت الواحد، أو هكذا يطمح إردوغان.

وفي سياق متصل، قال الخبير العسكري مصطفي الأمين" في تصريحات لـ"أهل مصر" أن إسطنبول تعد بمثابة جائزة كبرى، مشيرة إلى أنها تمثل القوى الاقتصادية لتركيا، حيث تكون 30% من الاقتصاد التركي.

اقرأ أيضاً.. مرشح أردوغان يعترف بسقوطه أمام ممثل المعارضة في انتخابات إسطنبول

ووصف "الامين" أن الانتخابات في إسطنبول كانت "اللعبة عالية المخاطر"، موضحاً أن أردوغان يسيطر على الهياكل والمؤسسات الأساسية في تركيا، وأن هزيمة حزبه في إسطنبول ستحرم الرئيس التركي من مصدر مهم للدعم.

واضاف أن إمام أوغلو استطاع هزيمة بن علي يلدريم في المناظرة التي جرت بينهما الأسبوع الماضي قبل جولة إعادة الانتخابات المحلية على منصب رئيس بلدية إسطنبول، وهمه اليوم ايضاً.

وأكد أن أسعار

"الليرة التركية" قد انخفضت بشكل كبير طوال الأشهر الماضية، بسبب

العقوبات الأميركية، وزادت نسب التضخم الاقتصادي على الـ20%، في أقل من ستة أشهر،

ورغم محاولات انفتاح الحزب الحاكم على الاكراد لكسب أصوات اليوم إلا أن الأمر لم

يكن له جدوى. 

واضاف أن فوز "إمام أوغلو" يعني أن

يكون منافساً مستقبلياً لأردوغان، خصوصاً في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام

2023، فخلال رئاسته المتوقعة لبلدية إسطنبول، وما يمكن أن يحققه من منجزات، فإن

إمام أوغلو سيستعيد السيرة السياسية لأردوغان نفسه، الذي كان بدوره رئيساً لبلدية

إسطنبول منذ 1994، إلى أن استطاع أن يحول نجاحاته إلى زعامة سياسية، وتأسيس حزب

العدالة والتنمية عام 2001.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً