اعلان

"أحبال الليف".. مهنة نقلها صحابة النبي إلى قرية البراجيل بالمنيا.. التصنيع يمر بـ 5 مراحل.. والمرأة الصعيدية صاحبة الدور الرئيسي

علي بعد 200 متر من طريق المحيط المار بين قرى مركز ملوى جنوبي محافظة المنيا، تقع قرية البراجيل صاحبة الصناعة القديمة في مجال تصنيع "أحبال ليف النخيل"، تلك الصناعة التى يرجع تاريخها إلى زمن الصحابة، فتجد أغلب أبناء القرية توارثو المهنة من آبائهم وأجدادهم.

"أهل مصر" عاشت يومًا كاملًا داخل قرية البراجيل، للتعرف عن قرب على مراحل تصنيع "أحبال ليف النخيل"، وتاريخ هذه المهنة التي ورثها أهالي القرية قبل ما يزيد عن 1400 عام من الآن، وبمرور السنوات أصبحت هي مصدر الرزق الوحيد لأكثرية الأهالي.

مهنة صحابة رسول الله

بدأت جولتنا، من داخل مخزن تشوين "الليف"، حيث يقول محمد عزت، أقدم تاجر في بيع "أحبال الليف" بقرية البراجيل: "ورثت صناعة الليف عن أبي، وهو ورثها من أبيه وجده، وتعد هذه الصناعة من أقدم المهن والحرف التي تعلمها أهالي القرية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين سكنوا قرى المنيا عقب فتح مصر"، واصفًا إياها بـ"أحب المهن إلى قلبي، رغم قلة العائد المادي الذي يأتي منها، ولكني لا استطيع تركها لأنها مهنة أبي وأجدادي".

"عزت"، يوضح أن تصنيع "أحبال الليف"، يبدأ بـ"بجمعه من النخيل، ويتم هذا عن طريق الاتصال ببعض تجار الليف المتخصصين في تقليم النخيل، والاتفاق معهم علي سعر القنطار الذي يتراوح ثمنه ما بين 50 إلى 60 جنيهًا، علي حسب جودته، حيث يختلف سعر قنطار الليف الناعم من الخشن، أما عن المرحلة الثانية فتتمثل في التخزين ونقعه في المياه، ويقوم بهذا الدور الأطفال، حيث ينقعونه في مياه الترعة ثم ينقلونه إلى الرصيف حتى يصبح جافًا".

ويتابع "عزت": "بعد أن يصبح الليف جافًا، يُحمل على تروسيكل ويُوزع على سيدات القرية داخل منازلهن، حيث يقوموا بتقطيعه وفلته أو برمه وهو ما يحول الليف إلى أحبال، وبعد مرور يومين من توزيع الليف يذهب واحدًا من أبنائي إلى المنازل لجمع الحبال التى انتجتها السيدات ومحاسبتهم بنظام الانتاج، حيث يتقاضين على كل 100 حبل خمسة جنيهات، وهو ما يعتبر مشاركة من المرأة الصعيدية في مساعدة زوجها على تحمل نفاقات البيت". 

الرواج التجاري

ويتوافد على قرية البراجيل، الكثير من تجار الجملة من محافظة البحيرة، وبالأخص في موسم الأرز، لشراء "حبال الليف"، حيث يستخدمونها في تربيط محصول الأزر، كما يتوافد على القرية أيضًا تجار محافظة الإسكندية، الذين يتواجدون دال القرية طوال أيام العام لشراء الحبال، واستخدامها في ربط بعض البضائع داخل الموانئ، أما بالنسبة لقرى المنيا ومحافظات الوجه القبلي، فأحبال الليف بها تستخدم في موسم حصاد القمح فقط، ويتعبر حبل الليف من أفضل الوسائل المستخدمة في تربيط محصول القمح، حيث يأتي تجار سوهاج بداية من منتصف شهر مارس لشراء الأطنان من الحبال قبل زيادة الطلب عليه.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً