اعلان

ثورة نسوية تضع نظام الملالي على عتبة التغيير.. كواليس ما يحدث في طهران.. مرفت زكريا: ولاية الفقيه قمعت النساء.. وشعت: الشباب يرفض النظام الديني

حالة من الغليان في المجتمع الإيراني تتصاعد في ظل غضبة نسائية وحركة تمرد واسعة على الحجاب الإيراني، أو ما يعرف بالشادور. ووسط سخط من تردِّي الأوضاع الاقتصادية يبدو أن الحركة النسوية في إيران على وشك أن تطيح بنظام الملالي في طهران، وتخرج مسيرات في شوارع العاصمة الإيرانية ومدن أخرى لنساء تخلَّيْنَ عن الحجاب، وكشفن رءوسهن في حركة احتجاج نسوية واسعة ضد القيود التي فرضها نظام الملالي في طهران ضد ملابس النساء منذ سقوط الشاه وإعلان ما يُسمَّى بالجمهورية الإسلامية في إيران.

وقالت مرﭬت زكريا، باحثة في الدراسات الإيرانية بالمركز العربي للبحوث والدراسات، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن تاريخ الحركة النسوية في إيران يعود إلى أوائل القرن العشرين، وبدأت المرأة في الخروج إلى المعترك السياسي والاجتماعي، وإصدار الصحف الخاصة بها، كما حاول الشاه تقليد الغرب فيما يتعلق بمظهر المرأة، لا سيما فيما يتعلق بالحجاب، أو ما يعرف "بالشادور".

وعن وضع المرأة بعد الثورة الإسلامية لفتت زكريا إلى أنه رغم وجود دور فاعل للمرأة الإيرانية في المشاركة جنبًا إلى جنب مع الرجل أثناء الثورة الإسلامية والمواجهة ضد نظام الشاه، إلا أن نظام ولاية الفقيه أنكر عليها حقوقها فيما بعد، ومن هنا خرجت المرأة الإيرانية في مظاهرات كبيرة، وأعلنت تمردها على القالب الضيق الذي وضعها نظام ولاية الفقيه داخله، وإنكار أبسط حقوقها في ارتداء الحجاب من عدمه. وفي تقديري أن هذا التمرد لن ينتهي إلا بزوال نظام الملالي داخل الجمهورية الإسلامية.

وعن البعد السياسي لقرار فرض الحجاب أفادت زكريا أنه البعد السياسي لقرار فرض الحجاب في رغبة نظام ولاية الفقيه في الحصول على شرعيته من فكرة التشدد تجاه مثل هذه القضايا والادعاء بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية، ومواجهة قوى الاستكبار والشر المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل، فضلاً عن مساندة المستضعفين في الأرض والدفاع عنهم، الأمر الذي اتخذته الجمهورية الإسلامية كذريعة للتدخل في دول المنطقة والسيطرة عليها؛ بغرض تحقيق مصالحها وأهداف سياستها الخارجية، ومن ناحية أخرى يستمد نظام الجمهورية الإسلامية شرعيته في الداخل من وجوده الخارجي وسيطرته على كثير من الدول، مثل سوريا، العراق، اليمن، ولبنان.

وأفادت زكريا أنه مع مجيء الرئيس الإيراني "حسن روحاني" المحسوب على التيار الإصلاحي كان هناك الكثير من الوعود أثناء حملته الانتخابية، لا سيما فيما يتعلق بقضايا المرأة والأقليات، ولكن لم يتحقق منها الكثير، على خلفية سيطرة المتشددين على عملية صنع القرار ومؤسسات الدولة ورغبتهم في إظهار فشل حكومة "روحاني"، خاصة بعد الخروج الأمريكي من الاتفاق النووي وفرض العقوبات الاقتصادية الأمريكية، وتدهور وضع الاقتصاد الإيراني. وفي النهاية لن يثنى كل ما سبق المرأة الإيرانية عن المشاركة والمطالبة بحقوقها.

"محمد شعت"، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، كانت له وجهة نظر أخرى في أزمة فرض الحجاب على الإيرانيات، وأكد خلال تصريحاته لـ"أهل مصر" أن هناك حملات شبابية كثيرة ظهرت خلال الآونة الأخيرة في إيران؛ لرفض فكرة الحكم الديني والعقائدي والأيديولوجية التي يفرضها النظام، والتي كانت من أبرز هذه الحركات "حركة ريستارت"، والتي أعلنت التمرد على نظام الملالي والعقلية الحاكمة وضرورة الانفتاح على العالم، موضحًا أن التمرد على فرض الحجاب في إيران مؤشر كبير إلى سقوط قدسية العمامة السوداء والولاء المطلق لآية الله.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً