اعلان
اعلان

وضع قانوني لم تشهده أمريكا من قبل.. هل يستطيع "ترامب" الترشح للرئاسة مجددًا إذا تم عزله؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

أعلنت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي وزعيمة الحزب الديمقراطي المعارض، الأسبوع الماضي أن الكونجرس سيجري تحقيقًا رسميًا مع الرئيس دونالد ترامب في قضية المكالمة الهاتفية مع الرئيس الأوكراني لتحديد ما إذا كان الرئيس قد انتهك يمينه في منصبه وينبغي بذلك إزاحته عن السلطة.

لكن إذا تم عزل ترامب على خلفية تلك التحقيقات، هل يمكنه الترشح في انتخابات الرئاسة الأمريكية مرة أخرى خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تواجه سابقة قانونية كتلك التي يتعرض لها ترامب حاليًا على خلفية التحقيقات التي تُجرى معه الآن،.. سؤال يطرح نفسه، وأجاب عنه هذا التقرير الذي نشرته صحيفة "الاندبندنت" البريطانية.

الجميع يعلم أن التحقيقات مع ترامب كانت بسبب المكالمة الهاتفية مع الرئيس الأوكراني بشأن منافسه بايدن، لكن كيف بدأت مشكلة بايدن وكيف توّصل ترامب لتلك الاتهامات؟

قُدمت شكوى من أحد المخبرين المجهولين إلى جوزيف ماجوير، القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية، أن ترامب استغل مكالمة تهنئة هاتفية مع الرئيس الجديد لأوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، في 25 يوليو للضغط عليه للتحقيق في مزاعم فساد ضد الديمقراطي، ومنافسه الأول جو بايدن، متهمًا إياه بإساءة استخدام سلطته كنائب لرئيس باراك أوباما في عام 2016 من خلال مطالبة رئيس أوكرانيا آنذاك بيترو بوروشينكو بإقالة المدعي العام فيكتور فيكتور شوكين من أجل حماية ابنه هنتر من التحقيق، الذي اتهمه مجلس إدارة شركة الغاز الطبيعي الأوكرانية، بوريسما، بالتهرب من الضرائب.

لكن سرعان ماتبددت تلك الاتهامات الموجهة ضد بايدن وابنه، لعدم وجود أدلة كاملة وبسبب مخاوف السلطات الأوكرانية بشأن توظيف هنتر بايدن من قِبل الشركة في عام 2014، لكن وفقًا للصحيفة، فإن هذا لم يمنع ترامب من متابعة هذه المسألة، مع المحامي الشخصي له رودي جولياني، الذي تطوع للسفر إلى كييف في شهر مايو بحثًا عن تلاعبات هنتر وإثارة القضية مرارًا وتكرارًا مع يوري لوتسينكو، خليفة فيكتور شوكين، في اجتماعات في نيويورك ووارسو، وأصر لوتسينكو على أنه لاتوجد قضية لبايدن وابنه حتى يقوم هو بالرد.

اقرأ أيضًا.. عزل ترامب.. تطورات وزير الخارجية الأمريكي في قضية مكالمة ترامب زيلينسكي

لكن "لا" لم تكن إجابة كافية لجولياني، فوفقًا للصحيفة والتي استندت في ذلك الحديث إلى نسخة مكتوبة من البيت الأبيض، قال جولياني لنظيره الأوروبي من أوروبا الشرقية: أود منك أن تفعل لنا معروفًا لأن بلدنا مر بالكثير، وأوكرانيا تعرف الكثير عنه .. أنا أود أن يتصل بك النائب العام وليام بار- النائب العام الأمريكي- لأن هناك الكثير من الحديث عن ابن بايدن، وأن بايدن أوقف الملاحقة القضائية لابنه، والكثير من الناس يرغبون في معرفة ذلك، لذا فإن كل ما يمكنك القيام به مع المدعي العام سيكون رائعًا .. لأن الأمر يبدو فظيعًا بالنسبة لي.

وذكرت الصحيفة أن ترامب قد حجب ما يقرب من 400 مليون دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا لأسباب غير واضحة حاليا – واتصل ترامب زيلينيسكي من المكتب البيضاوي في يوليو وامتدحه على فوزه في منصبه.

كيف يمكن عزل ترامب؟

ستقود لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الآن التحقيق في ما إذا كان ترامب قد حجب التمويل عن أوكرانيا للتآمر في تأجيل انتخابات عام 2020 لصالحه من خلال تشويه منافس رئيسي.

يُذكر أن تلك المكالمة الهاتفية قد جرت بعد يوم واحد فقط من إدلاء روبرت مولر، المحامي الخاص السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي، أمام الكونجرس باستنتاجات تقريره المؤلف من 446 صفحة، والذي حقق بشكل أساسي مع ترامب لنفس الجريمة في عام 2016، ووجدت 10 تهم من العوائق المحتملة للعدالة وصرحت صراحة أن ترامب لن يُبرأ، مما يوحي ضمنيًا بأنه كان سيُحاكم لو لم يكن رئيسًا حاليًا.

اقرأ أيضًا .. نانسي بيلوسي: كفة الرأي العام تتجه لتأييد عزل ترامب

وستشرف اللجنة القضائية بمجلس النواب، جيرولد نادلر، التي تحقق بالفعل في مخالفات محتملة ناشئة عما ورد أعلاه والعديد من التهم الأخرى، على نتائج لجنة الاستخبارات، ويمكن للجنة صياغة مواد رسمية من المساءلة ضد ترامب في الوقت الملائم مع عيد الميلاد، مما يسمح لمجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون بالتصويت على ما إذا كانوا يعتبرونه لائقًا لمواصلة منصب رئيس الدولة أو ما إذا كانوا يعتقدون أنه ارتكب "جرائم كبرى" وينبغي عزله.

إذا كان الجواب "نعم"، فسيقوم مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون بإجراء محاكمة، ويحتاج إلى أغلبية الثلثين في أي تصويت لاحق لطرده من البيت الأبيض.

لكن إذا تم إقالة ترامب، فهل يمكنه الترشح للرئاسة مرة أخرى في عام 2020؟

أحد أهم الأسئلة المثيرة للاهتمام التي يطرحها الوضع هي ما إذا كان بإمكان الرئيس الذي تم عزله الترشح لمنصب الرئاسة، كما من المقرر أن يقوم ترامب بالقيام به العام المقبل.

فقط أندرو جونسون في عام 1868 الذي نجا بصوت واحد فقط من الإدانة فى مجلس الشيوخ من الإطاحة به وبيل كلينتون في عام 1998 وكلاهما تمّت إقالتهما على مستوى مجلس النواب، ولكن تمت تبرئتهما في مجلس الشيوخ، وهو ما سمح لهما بالبقاء في منصبهما، كما تنحى ريتشارد نيكسون في عام 1974 قبل أن يواجه هذه المحنة نتيجة لفضيحة ووترجيت، وهذا يعني أنه لا توجد بالفعل سابقة قانونية للوضع الحالي.

لكن وفقًا لقواعد مجلس الشيوخ، فإن التصويت بإقالة الرئيس يعزلهم تلقائيًا، لكنه لا يمنعهم صراحة من شغل المنصب مرة أخرى، مما يعني أن ترامب سيكون حرًا في الترشح حتى لو تم عزله -وإن كان قد تعرّض للتشويه في نظر الناخبين الأمريكيين- ويتولى المنصب مرة أخرى إذا تمكن من تحقيق انتصار غير محتمل في صندوق الاقتراع.

وينص دستور الولايات المتحدة على أنه: لا يجوز أن يمتد الحكم في حالات الإقالة إلى أبعد من الإقالة من منصبه، وعدم أهليته شغل أي منصب شرف أو ائتمان أو ربح بموجب الولايات المتحدة والتمتع به، لكن، وفقًا لما ورد في مجلة "بوليتيكو"، كان بإمكان مجلس الشيوخ، بعد أن وجده مذنبًا، إجراء تصويت على استبعاد ترامب من شغل مناصب في المستقبل، الأمر الذي لن يتطلب سوى أغلبية بسيطة من المجلس الأعلى "مجلس الشيوخ الأمريكي".

وذكرت الصحيفة أن هذه الخطوة نادرة للغاية، ولم يتم تطبيقها إلا على ثلاثة قضاة اتحاديين أمريكيين عزلوا، وهم وست إتش هامفريز في عام 1862، وروبرت دبليو أرشيبالد في عام 1913 وجيم توماس بورتيوس جونيور في عام 2010، وهذا من شأنه أن يترك الكرة مع زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً