اعلان

نسيه الجميع فاحتفل بطريقته الخاصة.. أسكندراني شارك في حرب أكتوبر يخصص مكان عمله لتعريف الأهالي ببطولاته.. فؤاد شكري: أفقدت العدو الاتصال بوحداته وشاركت في أسر 36 جندي إسرائيلي

قرر فؤاد شكري غالي فرج، مدير عام سابق بأحد المدارس التابعة لإدارة المنتزه التعليمية بالإسكندرية، أحد أبطال حرب أكتوبر، أن يحتفل بذكري انتصارات أكتوبر المجيدة علي طريقته الخاصة، وذلك بعد أن تجاهله الجميع ولم يسبق أن تم تكريمه، حيث قام بوضع لافتة على السلع داخل محله ودوّن عليها عبارة: "مرور 46 عاما على حرب أكتوبر المجيدة بسيناء الحبيبة والتي شارَكْتُ فيها بمنطقة عيون موسي وتبة الشجرة وجبل الطور".

والتقط أحد المارة صورة للافتة ونشرها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" والتي لاقت تفاعلًا كبيرًا وسيلًا من التهاني من جانب الرواد على سبيل التكريم تعاطفًا معه بعد أن تجاهلته "كاميرات" وسائل الإعلام والتي تركزت على وجوه بات الجميع يعرفها، حتى اختصرت الحرب في مجموعة ضيقة من المقاتلين.

تفاصيل الواقعة بدأت داخل محل صغير لبيع الخردوات والحلويات بأحد الشوارع الجانبية الضيقة بمنطقة المندرة، شرقي الإسكندرية، حيث التقت "أهل مصر" بصاحب اللافتة للتعرف على قصته، وأوضح أنه قد شارك في حرب أكتوبر المجيدة، حيث تم تجنيده في 15 9 1970، وكان رقيب فصيلة بالوحدة الثالثة مشاه ميكانيكي، وكانت كتيبته التي خدم بها هي الكتيبة التي سبق وخدم بها الضباط الأحرار وعلى رأسهم الزعيم جمال عبد الناصر.

يقول "فؤاد"، إن من العمليات العسكرية البارزة التي شهدها هي عملية أسر 36 جندي إسرائيلي دفعة واحدة، والتي بدأت عندما خرج أحد زملائه من الجنود المصريين للبحث عن مياه للشرب إلا أنه اختفى، فخرج أحد زملائه وراءه ليبحث عنه فاختفى هو الآخر، ولم يعودا الإثنان، فقام بتتبع أثر أقدامهما فاكتشف أن آثار الأقدام تنتهي إلي إحدي الدشم الإسرائيلية واستشهدا على يد الجنود الإسرائيليين، فرجع في الخفاء وقام في الحال بإرسال إشارة لقائد السرية فأصدر أوامره بتشكيل قوة عسكرية وإرسالها لوحدته وقاموا باقتحام الدشمة الإسرائيلية ونجحوا في أسر 36 جنديًا إسرائيليًا، وقد صدر وقتها بيان عسكري بالعملية.

ويُشير، إلي أن من المهام الصعبة التي كان قد كُلّفَ بها خلال حرب أكتوبر قطع توصيلات أسلاك الإشارة بين مواقع العدو حتى يفقد العدو الاتصال بوحداته، مشيرًا إلي أنه من المواقف المؤلمة التي لم ينساها عندما أُصيب ملازم أول يُدعي "عبد الرؤوف فريد" بإصابة بالغة في وقت الغروب، فقام بتفقد موضع الإصابة به وطمأنه بأنه سيُعافي من إصابته، فأخبره الرقيب بأنه صائم فذهب وأحضر له مياه وطعام للإفطار من إحدي الحُفر التي يتخذونها ساترًا من القذائف، فإذا بأحد زملائهم يصيح لتحذيره قائلًا "طيران طيران"، فإذا بطيران العدو يُطلق صاروخًا نحوهم يستهدف الملازم المصاب ويجعله أشلاء متناثرة ويلقي الشهادة.

واستكمل: "جمعنا أشلائه، وكان معنا أحد جنود الفصيلة يُدعي رياض محمد يوسف، عذب الصوت عند تلاوة القرآن، ورغم أننى مسيحى فقد كنت أستمتع بتلاوته للقرآن، فطلبت منه أن يتلوا القراءات، وقمنا بدفنه مع كتابة بياناته ووضع الورقة داخل زجاجة لتدفن معه للتعرف عليه عند العثور جثته".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً