اعلان

"الفتحات غير الشرعية" في أسوار السكك الحديد تحصد الأرواح في طنطا

 اعتاد المواطنون في مدينة طنطا عمل فتحات غير شرعية في أسوار السكك الحديد، للعبور، وتعد أخطر الطرق التى تحصد أرواح عشرات المقيمين بتلك المناطق المنتشرة فى أنحاء محافظة الغربية.

وتجاوز عدد المعابر غير القانونية شريط السكك الحديدية المئات، ويبلغ عدد مزلقانات السكك الحديدية المعتمدة بالمحافظة 67 مزلقانًا، بمدينة المحلة بصفحه خاصه يقسمها خط السكة الحديد لنصفين، في يضطر البعض لقطع مسافة نصف المدينة للعبور للجهة الأخرى.

و يقول "مؤمن لطيف" طبيب بمستشفى الربيع: "على مدار عملى 10 سنوات، وبحكم سكني بمنطقة السبع بنات أضطر يوميا لقطع مسافة ليست بقليله تعادل نصف المدينة للمرور بنفق الشون، والذى يعد من أدوات العقاب اخترعتها المحافظة، فالشباب لا يستطيعون العبور فما بالك بكبار السن، وهو الأمر الذى يدفعنى للعبور من فتحات سور الجمهورية، وأعرض حياتى لخطر الدهس لاختصار الوقت والجهد والمواصلات، وكثيرًا ما رأيت ضحايا القطارات ملقى جثثهم فى غطاء الليل ولا يراها المارة إلا مع ظهور خيوط النهار الأولى.

أما "أم محمد" ربة منزل، فتقول: أعتدت يوميا أن أستيقظ فى الصباح الباكر لتوصيل أولادى لمدارسهم، حيث نضطر لعبور مزلقان العجيزى، والذى يعد من أخطر مزلقانات المحافظة، في حوادث القطارات بالنسبة لسكان السوق والمنطقة مشهد يومي متكرر، فأكثر المشاهد رعبًا عندما صدم القطار أحدى السيدات وأصيبت فى رأسها وسقطت بنصف وجه، ومازالت محتويات الرأس تنبض، من هول المشهد، يضطر طفلى "محمد" الذى لم يتجاوز العشر سنوات، قطع مسافة كيلومتر ونصف لتغيير مساره، حتى لا يعود لمنطقه المزلقان منذ ذلك اليوم.

وعلى صعيد متصل يقول دكتور "محمد طارق" طوارئ طنطا: تستقبل المستشفيات العام والجامعى على مستوى المحافظة ما لا يقل عن 7 حالات، ما بين إصابات وجثث لضحايا قطارات، ومنهم من يدخل فى غيبوبة تستمر لأيام وأحيانا شهور، ويتوفى بعدها، أو تلاحقه عاهة المتبقي من حياته.

وأضاف "طارق" أن حوادث القطارات الأكثر بشاعة بعد الحرائق، بحيث تتسبب فى تهتكات للجسم البشرى، وفوضى عارمة من الدماء والكدمات، وأكث المستشفيات استقبالا لتلك الحالات على مستوى المحافظة هى مستشفى المحلة العام، حيث تكثر الحوادث تلك المدينة ومراكزها، لتعدد المزلقانات الخطر بها، وخاصة مزلقانات مدخل المدينة المالية، ومحطة شركة الغزل.

وصرح مصدر بمحافظة الغربية بأن المحافظة تشرب على كافة المزلقانات رغم أن ذلك لا يدخل فى نطاق تخصصها، بل وتتعاون مع هيئة السكك الحديدية لإغلاق الفتحات التى يقوم بعملها المواطنين، حفاظا على حياتهم، إلى جانب رصد ميزانية لعمل سلم كهربائي بديل لنفق الشون، والذى تعددت الشكاوى منه، على الرغم من أن ذلك النفق أوقف نزيف الدم والذي استمر لسنوات بسبب المزلقان المفتوح أن ذاك.

وفى ذات السياق قال "منير أبو الخير" وكيل تضامن الغربية: إن المديرية استقبلت عدد كبير من المصابين بحوادث القطارات، والتى تصرف لهم تعويضات تصل ل20 ألف جنيه، ومعاشات أعاقه، أما المتوفين تصل تعويضات ذويهم ل100 ألف جنيه، على الرغم من أن المديرية ليست طرف فى تلك الحوادث.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً