اعلان

تفاصيل تعذيب "طفل معاق" بمدرسة الفكرية في أسيوط.. الإدارة حرقت وجهه وأذنه بجسم ساخن.. والمحافظ يحيل الواقعة للنيابة العامة

كتب : أهل مصر

قست قلوبهم ولم تجد الرحمة فيها مكانًا، وتجردوا من كل المشاعر الإنسانية وراحوا يستمتعون بتعذيب طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة عن طريق حرقه بالنار. كلمات تلخص الجريمة البشعة التي أقدمت إدارة مدرسة الفكرية الخاصة للمعاقين ذهنيًا بأسيوط على اقترافها بحق الطالب محمود محمد عبد الملك، المقيد بالصف السادس الابتدائي، والذي تعرض لوصلة من التعذيب أسفرت عن حرق وجهه بالنار باستخدام "كبشة".

أهل مصر تكشف

بداية الواقعة

أمام هذه الوحشية المفرطة، وقفت والدة الطفل "محمود"، المريضة بالسرطان، أمام ديوان عام محافظة أسيوط، وأطلقت صرخة واستغاثت بصوت سمعه الجميع: "أنقذوا أبني"، وهي الصرخة والاستغاثة التي أخرجت اللواء جمال نور الدين، محافظ أسيوط السابق، وجميع قيادات المحافظة، من مكاتبهم، ليهرعوا إلى السيدة ويسألوها عما حدث.

أقرأ أيضًا.. حرق طفل معاق ذهنيا بـ"كبشة المطبخ" داخل مدرسة بأسيوط.. والدته: الإدارة عاقبته بالحرق.. والأهالي يطالبون المحافظ بمحاسبة المتورطين (صور)

قصت والدة "محمود"، على مسامع محافظ ومسؤولي أسيوط ما حدث لابنها، مشيرةً إلى أنها استلمته من المدرسة وهو مصاب بعدة إصابات وحروق بالغة في الرأس والوجه، واتهمت إدارة المدرسة بتعذيبه.

وعلى الفور أمر اللواء جمال نور الدين، بتحويل الأمر إلى النيابة الإدارية، إضافة إلى توجه لجنة عاجلة للتفتيش على المدرسة لتقصى الحقيقة وكتابة تقرير للعرض عليه، وعقبها أمر بتحويل القضية إلى النيابة العامة وكلف لجنة حماية الطفل بسماع أقوال أم الطفل وكتابة تقرير للعرض عليه.

تضارب الأقوال

وأوضحت منار كامل رئيس لجنة حماية الطفل بمحافظة أسيوط، أنها عملت على تهدئة والدة الطفل المُعذب، ثم استمعت إلى أقوالها وحررت مذكره بها، وعرضتها على المحافظ الذي أمر بتحويلها للنيابة العامة، مشيرةً إلى أن الأم اتهمت مديرة مدرسة الفكرية بالتعدي على ابنها عن طريق حرقه بالنار في وجهه ورأسه، وهو ما أنكرته إدارة المدرسة.

وأكدت رئيس لجنة حماية الطفل بمحافظة أسيوط، أن والدة الطفل "محمود"، استلمت ابنها من المدرسة وهو يعاني من إصابات بالغة في الوجه والرأس، وهي حروق من الدرجة الأولى والثانية في الجهة اليمنى من الوجه، وأسفل الأذن، وذك وفقًا لما ورد في تقرير مستشفي التأمين الصحي الخاصة عقب توقيع الكشف عليه.

أقرأ أيضًا.. محافظ أسيوط الجديد لـ"أهل مصر": خدمة الناس أمانة فى رقبتنا.. وأنا رجل شارع مش بتاع تقارير

ووجه محافظ اسيوط السابق، بتحويل الواقعة إلى النيابة العامة التي أتخذت إجراءات التحقيق، وطلب وكيل النيابة خبراء تخاطب للتحدث مع الطفل "محمود"، الذي أكد أن مديرة المدرسة هي من قامت بتعذيبه، بالرغم من أن التحريات أثبتت أن مديرة المدرسة يوم إصابة الطفل لم تكن متواجدة داخل المدرسة.

وقالت مديرة المدرسة، أن السبب في إصابة التلميذ يعود إلى أنه كان يلهو مع زميل له بكوب شاي ساخن وهو الذي أحدث حروقًا بوجهه، وجاء في التقرير الطبي أن الحروق التي أصيب بها الطفل حدثت نتيجة شىء ساخن تم وضعه على وجهه، وأوضحت النيابة أن الواقعة من الوقائع التي تتكرر إلا أن أولياء الأمور لا يحررون شكوى ضد إدارة المدرسة.

تهديد والدة الطفل

وعقب ذلك، وأثناء سير التحقيقات، عادت الأم تصرخ مرة أخرى أمام ديوان محافظة أسيوط، قائلةً: "بيهددوني بالقتل أنا وأبني"، وهو ما قابله اللواء جمال نور الدين المحافظ السابق، بطمأنة السيدة موجهًا أمن المحافظة باصطحابها وتحرير محضر لها، ثم خصص لها فرد أمن يقوم بحراستها هي واسؤتها.

وقالت والدة الطفل محمود، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر": "إننا لانملك إلا أن نقوم بتسليم محمود للمدرسة الفكرية؛ لأنه من ذوى الاحتياجات الخاصة ولا يوجد من يعرف التحدث معه إلا مدرسي المدرسة الفكرية، ولم نكن نأمن عليهم في أي مكان سوى المدرسة، أما الآن وقد تحولت المدرسة إلى مصدر للخوف والرعب فلن نقوم بتعليمهم؛ فماذا نفعل إذا تحول المسئولين عن تعليم ورعاية هؤلاء الأطفال وتعليمهم إلى جلادين لهم؟ وكل ما أتمناه محاسبة المسئول عن الواقعة".

قرارات "تعليم أسيوط"

ومن جانبها، أحالت مديرية التربية والتعليم بأسيوط، مسؤولو مدرسة التربية الفكرية المشتركة إلى التحقيق في واقعة التعدي على التلميذ محمود محمد عبد الملك، وقال مصدر مسؤول بالمديرية: إنه جرى إحالة المسؤولين بمدرسة التربية الفكرية إلى التحقيق بمعرفة الشئون القانونية للتحقيق معهم داخل مديرية التربية والتعليم، وعقب ذلك جرى إحالة الواقعة للنيابة الإدارية بسبب تضارب الأقوال.

وأضاف المصدر، أن تحقيقات الشئون القانونية التي جرت اليوم الخميس، أسفرت عن مجازاة "محمد. ك"، أخصائي أول "أ" بالمدرسة والمشرف على الفترة المسائية وذلك بخصم 5 أيام من راتبه، إضافة إلى مجازاة "محمود. ف"، معلم، وذلك بخصم 3 أيام لتقصيرهم في العمل، وعدم إحكام السيطرة على الطلاب، وهو ما ترتب عليه وقوع الحادث.

وتعود الواقعة إلى أكتوبر الماضي، عندما نشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لطالب بمدرسة التربية الفكرية المشتركة بأسيوط، وقد تعرض لحرق وجهه، وتبين أن الطفل معاق ويتيم ويُدعى محمود محمد عبدالمالك، ومقيد بالصف السادس الابتدائي بمدرسة الفكرية الخاصة للمعاقين ذهنيًا، ومصاب بحروق بواسطة "كبشة" جسم صلب ساخن وحرق وضرب وتعذيب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً