لاشك أن الصناعة الفنية في مصر كانت تعيش فترة جيدة قبل ظهور فيروس كورونا، سواء على المستوى الدرامي أو السينمائي الذي كان بدأ في السير على نهج ما نشاهده في افلام هوليوود، وصناعة الدراما كانت تمر بفترة انتعاشة فشاهدنا على مدار الشهور الماضية عدد كبير من المسلسلات التي تطرح في غير موسم رمضان، خاصة في بداية هذا العام، حيث شاهدنا نحو 7 أعمال تطرح دفعة واحدة.
كما شهد موسم افلام منتصف العام الدراسي عدد كبير غير مسبوق من الأفلام أبرزها فيلمي الفلوس لتامر حسني، ولص بغداد لمحمد أمام، واللذان حصدا نصيب الأسد من الإيرادات، لكن ظهور فيروس كورونا جاء بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وترتب على ذلك أحجام الجمهور عن الذهاب للسينمات تجنبا لتفشي الوباء وبالتالي خسارة فادحة لصناع هذه الأعمال، ثم قرار الدولة بوقف أنشطة السينما والمسارح، والذي كان لابد منه في ظل ما نمر به من ظروف قاسية وهو القرار الذي رحب به كافة من يتواجد في هذه الصناعة إعلاء لمصلحة الدولة اولا.
ووضعت هذه القرارات صناع الأفلام التي كانت ستطرح خلال الفترة المقبلة في حيرة كبيرة، فهم لايعلمون متى ستنتهي هذه الأزمة التي أشبه حتى الآن بالنفق المظلم، ورغم تلك الكارثة الا ان صناع مسلسلات رمضان 2020 يواصلون تصوير أعمالهم مع أخذهم بعض الإجراءات الوقائية في أماكن التصوير.
وشهدت الايام الماضية مناداة الجمهور وبعض الفنانين بضرورة وقف تصوير مسلسلات رمضان حتى لو مؤقتا حتى تتضح ملامح الأزمة، ونادى بعض الفنانين أيضا بضرورة الجلوس في المنزل بشكل أشبه بالحجر الصحي المنزلي لمواجهة فيروس كورونا الذي حصد العديد من الإصابات والوفيات في مصر ويشكل حالة رعب شديدة للمواطنين في ظل وقوع المئات من الوفيات يوميا في عدد من دول العالم أبرزها إيطاليا التي تعاني بشدة من الفيروس.
وينقسم الوسط الفني حاليا إلى قسمين، قسم ينشغل في تصوير مسلسلات رمضان ورغم ذلك ينادون بالتزام الناس والبقاء في منازلهم، تجنبا لنقل العدوى، والقسم الآخر فنانين يلتزمون بالجلوس فى المنزل في حجر صحي منزلي حتى تنتهي الأزمة، ومن هؤلاء من رفض أعمالا فنية بسبب كورونا وبعضهم لم يكن له نصيب من المشاركة في أي أعمال، ويبقى السؤال هنا هل سيتواصل تصوير أعمال رمضان ال25 مسلسلا، ام ان الأيام المقبلة وحجم الإصابات سيترتب عليها قرارات أخرى؟ ، وما هو مصير الأفلام السينمائية التي كانت تحضر للعرض الفترة المقبلة؟، وإلى أن يحين حل للأزمة ستبقى الصناعة في حالة تشتت كبيرة كحال جميع المصريين في كل المهن تأثرا بالفيروس الذي يشكل كابوسا في عقولنا.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
