اعلان

شاهد.. صورة نادرة لحرب اليابان وأستراليا

خمسة جنود من أسرى الحرب الأستراليين، يشربون الشاي بعد الإفراج عنهم من أسر اليابانيين، بعد شهر من استسلام إمبراطور اليابان في سبتمبر 1945.

الجريدة التي يقرأها أحد الجنود هي "الدايلي اكسبريس"، ويقول عنوانها "اليوم الثلاثون في هيروشيما، الذين هربوا بدأو يموتون.. الطاعون الذري"، وذلك في إشارة إلى القنبلة النووية التي ألقاها الأمريكيون على هيروشيما اليابانية قبل تلك اللقطة بشهر من الزمان.

يبدو الجنود المفرج عنهم في حالة استرخاء لكن أجسادهم تكشف ما تعرضوا إليه من جوع وسوء معاملة، التقطت هذه اللقطة في سنغافورة التي احتلها اليابانيون سنة 1942، وحولوا سجن "شانجي" الذي بناه البريطانيون كسجن مدني في الثلاثينيات إلى معسكر لأسرى الحرب، مات مئات السجناء في معسكر شانجي المرعب ومع ذلك فقد كان ألأقل سوءا من بقية معسكرات الاعتقال اليابانية.

فقد كان معدل موت الأسرى في السجون اليابانية بمتوسط 27%، بينما مات في شانجي 850 سجينا فقط من أصل حوالي 50 ألف سجين معظمهم من الاستراليين والإنجليز، ومع ذلك فقد قتل العديد من سجناء معسكر شانجي حين نقلوا إلى معسكرات العمل الإجباري في الموانيء الحربية اليابانية والسكك الحديدة وتنقية قنوات الصرف الصحي المتضررة نتيجة الحرب في سنغافورة.

مع استمرار الحرب، انخفضت الموارد الغذائية اليابانية فانخفضت الحصص الغذائية حتى للجنود اليابانيين أنفسهم، وكانت القوات اليابانية الأمامية تتضور جوعا في غينيا الجديدة شمال استراليا، بالطبع أدى ذلك إلى انخفاض حصص الغذاء لأسرى الحرب كما جرى لهؤلاء الجنود الخمسة، وأصبحوا في وضع أقرب إلى المجاعة، فقدوا دهون جسمهم وجزءا كبيرا من كتلة عضلاتهم، بعد الإفراج عنهم، توفي عدد كبير من الأسرى الجائعين بعد الإفراج عنهم بسبب تناولهم للطعام فجأة، أدى تناول الطعام بعد هذا الامتناع الطويل إلى اضطرابات أيضية قاتلة.

يحتاج الجسد الذي يصل إلى مرحلة المجاعة إلى حوالي عام كامل من إعادة التغذية السليمة والتدريجية حتى بستعيد عافيته، في الأيام الأولى لا يجب أن يتناول الجائع سوى الماء والحليب وبعض العصائر، من خالفوا هذه التعليمات لم يعيشوا طويلا.

تسبب الوفيات العديدة للجنود الجائعين الذين تناولوا طعاما عاديا بعد الإفراج عنهم إلى إجراء الكثير من البحوث حول إعادة التغذية السليمة لمن عانوا سوء التغذية الحاد حتى يتم استعادتهم إلى الوضع الطبيعي.

في عام 2000، تم هدم سجن تشانجي القديم، مع الاحتفاظ ببواباته ونقلها إلى سجن تشانجي الجديد، تم اعتبار بوابات السجن القديمة أثرا وطنيا، أما السجن الجديد فيضم الآن أخطر المجرمين في دولة سنغافورة، وأولئك الذين ينتظرون عادة تنفيذ حكم الإعدام.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً