اعلان

في ظل جائحة كورونا.. الحرب الروسية الأوكرانية تتلاعب بالاقتصاد العالمي

 حرب روسيا واوكرانيا
حرب روسيا واوكرانيا

قال أحمد محمد الإمام، الخبير الاقتصادي، إنه لم تظهر التداعيات الكاملة للحرب الروسية في ظل اقتصاد يعاني من تبعات كورونا حتى الآن، وخلل في سلاسل الإمدادت.

وأوضح أن المشكله الحقيقية هي في مرحلة عدم اليقين التي نمر بها الآن، وتذبذب قرارات قادة العالم من الخوف من التأثيرات المستقبلية على العالم سواء استراتيجيًا أو اقتصاديًا في مرحلة بدأ الحرب بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا.

وأكد أنه عند مقارنة اقتصاد الدب الروسي مع اقتصاد أوكرانيا يتضح الفارق الشاسع بين الدولتين في حجم اقتصاد كل منهما حيث تميل الكفة بشدة تجاه روسيا.

أولًا روسيا اقتصاديًا

أوضح أن روسيا تعد أكبر دولة في العالم من حيث المساحة؛ إذ تبلغ مساحتها 17,075,400كم²، وهي تقريبًا ضعف مساحة كندا ثاني دولة من حيث المساحة،، وتحتل روسيا المركز الـ11 في قائمة أكبر اقتصادات العالم حيث يبلغ الناتج المحلي الإجمالي البالغ 1.57 تريليون دولار، وبلغ نمو الاقتصاد الروسي في العام الماضي 2021 ككل نسبة 4.6%، والاحتياطي النقدي من العُملة الصعبة وذهب، مستوى قياسيا - متجاوزا ما قيمته 630 مليار دولار.

وأضاف الخبير الاقتصادي، أن روسيا "قوة عظمى في مجال الطاقة"، حيث لديها أكبر احتياطي غاز طبيعي مؤكد في العالم وتعتبر أكبر مصدر للغاز الطبيعي، كما أنها ثاني أكبر مصدر للنفط.

ثانيا: أوكرنيا اقتصاديًا

وتابع أن الناتج المحلي الإجمالي الأوكراني يبلغ 200 مليار دولار و بلغ النمو الحقيقي للناتج المحلي نحو 3%، في حين يصل الاحتياطى النقدى 31 مليار دولار، متابعًا أن أوكرانيا أكبر دولة في أوروبا في احتياطيات خامات اليورانيوم، والعاشر في العالم من حيث احتياطيات خام التيتانيوم. كما تحتل المركز الثاني في العالم من حيث الاحتياطيات المستكشفة من خامات المنجنيز (2.3 مليار طن، أي 12% من احتياطيات العالم)؛ ولديها ثاني أكبر احتياطي من خام الحديد في العالم (30 مليار طن)، إضافة لاحتلالها المركز الثاني في أوروبا من حيث احتياطيات خام الزئبق.

وأشار إلى أن أوكرانيا تتمتع بموارد زراعية هائلة حيث تعد الأولى أوروبيا من حيث مساحة الأراضي الصالحة للزراعة؛ والثالثة عالميًا من حيث حساب مساحة التربة السوداء (25% من حجم العالم)، فضلًا عن إنها تحتل المركز الأول في العالم في صادرات زيت عباد الشمس وزيت عباد الشمس، والمركز الثاني عالميا في إنتاج الشعير و والرابع في صادراته، وتعتبر ثالث أكبر منتج ورابع أكبر مصدر للذرة في العالم؛ حيث يمكن لأوكرانيا تلبية احتياجات 600 مليون شخص من الغذاء.

وأشار إلى أن كل تلك المراكز جعلها تحتل المرتبة الرابعة عالميًا من حيث القيمة الإجمالية للموارد الطبيعية، كما أنها رابع أكبر مصدر للتوربينات لمحطات الطاقة النووية في العالم؛ كما تعبر التاسع عالميا في صادرات منتجات الصناعة الدفاعية، والعاشر عالميا في إنتاج الصلب (32.4 مليون طن).

ثالثا: العلاقات المصرية الروسية الأوكرانية:

بحسب بيانات البنك المركزي المصري، احتلت روسيا المركز الـ 11 بين قائمة أهم الشركاء التجاريين لمصر خلال عام 2020-2021 بقيمة تبادل تجاري 3.3 مليار دولار، منها نحو 3.1 مليار دولار واردات.

- تأتي الحبوب على رأس واردات مصر من روسيا وخاصة القمح، والوقود المعدني، والمعادن والنحاس والطائرات

- تأتي الحاصلات الزراعية بما فيها الفاكهة المصرية على رأس صادرات مصر لروسيا، بالإضافة إلى الخضروات والملابس.

مصر وأوكرانيا:

بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وأوكرانيا نحو 1.6 مليار دولار خلال عام 2020 بزيادة 47% عن العام السابق عليه، تتمثل أهم واردات مصر من أوكرانيا، في الحديد والصلب والفولاذ ومنتجاتهم، والذرة، والقمح، وزيت عباد الشمس، وفول الصويا، والتبغ، وعربات نقل الديزل، واليوريا والأبقار.

- الخضروات والفاكهة وخاصة البرتقال، والبطاطس والبصل، والأدوية، والملابس الجاهزة، وشرائح بوليمرات الإيثلين، والزجاج مسطح والصابون، هي أبرز صادرات مصر إلى أوكرانيا.

رابعا: تأثر العالم بالأزمة الاقتصادية للحرب الروسيا الأوكرانية:

1. يحصل الاتحاد الأوروبي على 41 في المئة من غازه الطبيعي 26.9 في المئة من النفط و 47 في المئة من الوقود الأحفوري الصلب من روسيا مما يعنى معانات اوربا والعالم من اى حظر الغاز والنفط الروسى وبدأ تداعيته بارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوى منذ أكثر من سبع سنوات مدفوعاً بالأزمة الأوكرانية،

2- قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ 2014 اليوم الثلاثاء (22 فبراير 2022) مع تصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا،وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي 3.48 دولار أو 3.7 بالمئة إلى 98.87 دولار للبرميل، وزادت العقود في وقت سابق اليوم الثلاثاء إلى 97.66 دولار و وصل الى اعلى 100 دولار مع توقع استمرار الارتفاع لليصل الى نحو 125 دولار فى حالة استمرار الازمة مع موقف اوبك + بعدم زيادة الانتاج

3. كما ارتفع سعر الغاز الطبيعي بنسبة بلغت أكثر من 4% ليسجل السعر 4.89 دولار لكل مليون وحدة حرارية، كما ارتفعت أسعار النحاس بنسبة بلغت 2% والبلاتين وبنسبة بلغت 3.37% ليسجل السعر 1127 دولار و ارتفع سعر البلاديم بنسبة بلغت 3.5% .

4- وارتفعت أسعار القمح بنسبة بلغت 5.71% ليسجل السعر 926 دولار وأسعار الذرة بنسبة تصل الي 5.25% ليسجل السعر 718 دولار كما ارتفعت أسعار الأرز بنسبة تصل إلى 0.5% كما ارتفعت أسعار السكر بنسبة تصل إلي 1.98%

5. استبعاد روسيا من نظام "سويفت" الأساسي للتعاملات المصرفية العالمية حيث أكثر من نصف المؤسسات المالية الروسية أعضاء في سويفت مما بؤثر على التعاملات المالية الروسية مع العالم بالرغم من تمتلك روسيا البنية التحتية المالية المحلية الخاصة بها، بما في ذلك نظام SPFS للتحويلات المصرفية مشترك بها نحو 400 مؤسسة مالية وبنك روسي مشتركة فيه و8 بنوك أجنبية فقط"، مما يعني أن البديل المحلي لسويفت لن يسمح بالتبادلات السلسة والآمنة مع الدول الأجنبية، ونظام Mir لمدفوعات البطاقات، على غرار أنظمة Visa و Mastercard.

6-. يمكن أن يمثل تداعيات هذا القرار تأثيرات أكبر على ارتفاع أسعار الطاقة خلل في سلاسل إمدادت النفط والغاز وأيضًا المواد الخام والقمح.

7-. جعل روسيا تبحث عن بديل عالمى مع دول الشرق من الصين و كوريا مما يخلق وضع جديد خارج منظومة الغرب المالية.

8- تعتزم بريطانيا إصدار تشريعات تمنع الدولة الروسية من جمع الأموال في لندن وتحظر تصدير تجهيزات "ثنائية-الاستخدام" (أي يمكن استخدامها لأغراض مدنية وعسكرية).

9- أمريكا تهدد بفرض عقوبات على بنوك روسية لديها أصول بـ1.4 تريليون دولار، وأيضا بريطانيا واليابان.

10- قيام العديد من الدول الأوربية بتقييد حرية روسيا من الاقتراض من المنظومة العالمية

11- تعليق بورصة موسكو التداول ورفعت البنوك الروسية أسعار صرف النقد الأجنبي بشدة.

خامسا مصر وتأثرها بالأزمة

• ارتفاع أسعار النفط عالميًا هو أبرز التداعيات على الموازنة العامة المصرية، والتي قدرت سعر برميل النفط عند مستوى 61 دولار في حين يتجاوز حاليا 96 دولار للبرميل اى بارتفاع نحو 35 دولار عن المقدر مما يؤثر بصورة كبيره على عجز الموازنة والاسعار داخل مصر

• بلغت صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال 3.9 مليار دولار خلال عام 2021 بنسبة نمو 550%، وذلك من إجمالي 12.9 مليار دولار صادرات بترولية العام الماضي، ومن المتوقع ان تكون مصر بديل محتمل للغاز لأوربا وان كان فى مرحلة متأخرة بسبب تكلفة النقل

• يمثل المخزون الاستراتيجي المصري من القمح في الوقت الحالي 5 أشهر، واعتبارًا من 15 إبريل المقبل سيتم ضم الإنتاج المحلي من القمح ليكون الإجمالي لمدة 9 أشهر مع تحوط الحكومة المصرية ضد أزمة القمح العالمية، ورفعت أسعار شرائه من المزارعين محليا بنسبة 15% لتشجيعهم على الزراعة، بالإضافة إلى أن اعتدال المناخ لزراعة القمح زاد من حجم الإنتاج مما يقلل احتياج مصر من القمح المستورد، والتي تصل إلى 40% من الاحتياجات المحلية، ومصر أكبر مستورد للقمح في العالم حيث تعد روسيا وأوكرانيا أكبر الدول المصدرة للقمح لمصر، بنسبة تصل إلى 80% من حجم الواردات، وتبحث الحكومة المصرية استيراد القمح من 14 دولة أخرى بينهم دول خارج القارة الأوروبية مثل الولايات المتحدة وأن كانت تداعيات الأزمة سوف ترفع التكلفة على مصر

• مصر هي أكبر مستورد للقمح في العالم، وقامت باستيراد نحو 12.9 مليون طن في 2020 للحكومة والقطاع الخاص بقيمة 3.2 مليار دولار، وفقاً لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، حيث بلغت واردات مصر الحكومية من القمح 5.5 مليون طن عام 2021، مقابل نحو 3.5 مليون طن محليًا من الفلاحين.

• يبلغ دعم السلع التموينية في مصر نحو 89.5 مليار جنيه للسنة المالية الحالية 2021-2022، منهم 36.5 مليار جنيه دعم للخبز و53 مليار جنيه دعم للسلع التموينية، ويستفيد 72 مليون شخص من دعم الخبز و64 مليونًا من دعم السلع التموينية، وبسبب الأزمة يتوقع احتياج مصر لنحو 30 مليار جنيه أخرى لزيادة الدعم وخصوصًا للقمح وزيت الذرة و دوار الشمس، حيث أن الموردين الأساسين لهم روسيا وأوكرانيا.

• عدد السياح الروس الموجودين الآن في مصر يبلغ حوالي 35 ألف سائح روسي تقريبًا خصوصًا في مدينتي شرم الشيخ والغردقة سيكون هناك تأثر بنسبة 100% من السياحة الأوكرانية والروسية، نتيجة توقف المجال الجوي الأوكراني، بالإضافة إلى توقف جزء من المجال الروسي الذي يضم منطقة مسرح العلميات، بجانب تأثر الجنسيات الأخرى، بسبب هذه الحرب وأيضًا ستشهد تأثرًا شديدًا في حركة السياحة الوافدة إلى مصر من أوروبا سواء إنجلترا أو فرنسا أو إيطاليا أو ألمانيا أو التشيك، وكل هذه الدول سيكون لديها حالة طوارئ وخوف من السفر أو توسعة للحرب أو مشكلات أخرى حتى تتضح الأمور الجارية.

• تسهم السياحة الروسية بنحو 3.5 مليار دولار أميركي سنوياً من عائدات القطاع قبل حادثة تحطم الطائرة الروسية "متروجيت" فوق سيناء نهاية أكتوبر عام 2015، حيث بلغ عدد السياح الروس في 2015 قبل توقف الرحلات إلى مصر بلغ 3.2 مليون روسي بنسبة 33 في المئة من إجمالي السياحة الوافدة لمصر،

• تمثل عائدات السياحة فى عام 2021 نحو 13.02 مليار دولار مما يعني أنه من المتوقع فقد مصر نحو 7 مليار دولار على الأقل هذا العام مع ملاحظة إن قطاع السياحة المصري، كان يسهم بنحو 12% من الناتج المحلي الإجمالي قبل الجائحةا

• التوقع مع استمرار الأزمة إلى ارتفاع تكلفة الاقتراض عالميًا وعلى الاقتصاد المصري

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة النصر والخليج (0-0) في الدوري السعودي (لحظة بلحظة) | محاولات من الخليج