في ضوء الحديث عن إلقاء القبض على صلاح دياب رجل الأعمال المصري، اليوم الثلاثاء، للتحقيق معه في اتهامه بقضايا مالية، تستعرض 'أهل مصر' أبرز ماقاله صلاح دياب في مقالاته.
وكان في وقت سابق كتب صلاح دياب مقال في موقع جريدة 'المصري اليوم' بعنوان 'التحرش' وإلى نص المقال..
البعض حصر فكرة التحرش بالسيدات أو بالجنس الآخر. فى حين أن له أنواعًا وأنماطًا كثيرة. لا يتوقف فقط على التحرش الجنسى.
التحرش كاشف عن الأخلاق. يكشف عن أخلاق الشيخ الذى يفتى بأن على المرأة أن ترتدى ما يسترها من وجهة نظره هو ما يجعلها لا تتعرض للتحرش.
تناسى هنا الآية التى تشير إلى «غض البصر».
والأخلاق فرع من فروع الشرف. يولد مع الإنسان. فهو صفة أصيلة لا تمنح. على الإنسان فقط ألا يضيعها.
التحرش هو أن يستخدم شخص موقعه فى التعدى به على غيره. هذا الموقع قد يمثل سلطة وقدرة. موقعه كرب أسرة من الممكن أن يتحرش بأفراد أسرته من خلال ممارسة العنف ضدهم. ونرى أحيانا تحرشًا من الأبناء بالآباء. حين يحاولون إيداعهم بيوت المسنين أو يرسلونهم إلى أقربائهم ليخلو لهم المنزل. كل هذا يتم باستخدام الموقع والسلطة التى يمتلكها الشخص. من الممكن أيضًا أن يكون التحرش من الزوجة ضد الزوج.
التحرش هو ممارسة ظلم واعتداء على الآخر أيًّا كان. وفقًا لشعور وهمى بالاستحقاق لدى المتحرش. من الممكن أن يتحرش رئيس العمل بمرؤوسه. مستغلًا موقعه من الموظف أو العامل. من الممكن أن يكون التحرش بالاضطهاد أو بالمراودة. أن يراود موظفة لديه عن نفسها.
أسوأ أنواع التحرش أن يتحرش بك مَن كنت تعتقد أن عليه أن يحميك من التحرش. رجل فى موقع حاكم آمر فى جهة قادرة على الإضرار بالغير. إن كان يمتلك منصبًا أو سلطة معينة يستغلها للتحرش بالآخرين.
هناك إذن التحرش الجنسى والتحرش الوظيفى والتحرش العائلى. وهناك أيضا التحرش الفكرى. مثل أن يستغل شخص فكرة واضحة لديك ليعيد تدويرها بطريقة تؤدى لإيذائك.
المظاهر كثيرة. والظاهرة منتشرة بشكل سافر. سواء التحرش الجنسى أو التحرش الوظيفى أو الأخلاقى أو الفكرى أو حتى التحرش العائلى. والحل الوحيد لمقاومة هذه الظاهرة وتحجيمها هو المكاشفة والصراحة والوضوح ورصد كل حالة بحالة. والتعامل معها فى حينها. سواء بشكل شخصى أو بشكل رسمى. يجب أن يتم ذلك وفقًا لقوانين صارمة ودقيقة جدًا تحفظ للضحية حقها.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
