أجرت «أهل مصر» حوار مع الدكتور ياسر توفيق الرئيس التنفيذى لشركة مطاحن ومخابز جنوب القاهرة والجيزة والذي تولى منصبه الجديد فى سبتمبر الماضي، تحدّث خلاله عن الاستراتيجية التي يتبعها لتعويض خسائر الشركة الأعوام الماضية، واستغلال مواقعها في المشاريع الاستثمارية، وكيف يتم تطوير المطاحن وميكنة الصوامع لاستخراج الأقماح بجودة عالية وإنتاج دقيق ورغيف خبز مثالي. وإلى نص الحوار ..
ما خطة «المطاحن» خلال موسم توريد القمح الحالي ؟
شركة مطاحن القاهرة والجيزة تستهدف استلام 100 ألف طن قمح محلي من المزارعين خلال موسم التوريد الجاري، كما أن الطاقة التخزينية الإجمالية للشركة تقدر بنحو 13 ألف طن، ونظرًا لأن الجيزة غير منتجة للقمح، تم التوجيه والموافقة على تسوق الأقماح من محافظات أخرى الإسكندرية وبني سويف والشرقية و كفر الشيخ، والدقهلية بجانب القاهرة والجيزة.
هل تغطي المطاحن احتياجات القرى البعيدة عن المركز ؟
توجد مستودعات ومخازن في كل القرى فمثلا مطحن الجيزة يغطي المنطقة بالكامل، إذ يوجد نحو 156 مطحن على مستوى الجمهورية وشركتنا ضمن شركات المطاحن.
ومطاحن جمهورية مصر العربية موزعة على جميع المحافظات بالتالي الإنتاج الخاص بالـ (دقيق المدعم 87.5 الذي ينتج لصالح الرغيف المدعم) فهو كافي لتغطية كافة مخابز مصر، ولكن تتم عملية التوزيع من خلال مستودعات ومجموعة من المتعهدين لتوصيل الأجولة إلى المخابز.
ماذا عن تطوير الشون ؟
عملية تطوير الشون تعتمد على منظومة مبادلة الديون الإيطالية، فهي اتفاق على تحويل الشون إلى صوامع حقلية عبارة عن «صوامع ترانزيت» يتجمّع فيها الإنتاج في خلية سعتها حوالي 5 آلاف طن، وممكن خليتين 10 آلاف طن، ثم تُرسل إلى الصوامع الأم ذات السعة التخزينية 30 أو 60 أو 120 ألف طن.
وهناك استراتيجية لتطوير الشون لأنها كانت مجموعة من الأراضي قريبة من الفلاح والأرض المزروعة أي مناطق الإنتاج وتحاط بسور شائك تُسمى (شون) يجمّع بها الحبوب، ولكنها طُوّرت إلى صوامع الترانزيت ذات سعة تخزينية صغيرة، حتى يتم نقلها إلى صوامع كبيرة دون وجود أي هدر من محصول القمح.
هل تطوير المطاحن يتوقف فقط على شراء وإحلال معدات جديدة ؟
عملية شراء المعدات هو جزء من عملية تطوير كاملة، ولكن التطوير في الأساس يتم من خلال دراسات فنية متخصصة، بها جزء خاص بالمعدات وآخر بالتكنولوجيا التي تؤهل تلك المعدات لإتمام عملها بالأسلوب الأمثل، ولكن يجب أن يكون هناك ضمن مجموعة التطوير، الكفاءات الهندسية التي تدير تلك المنظومة وعملها وتستوعب التكنولوجيا للإنتاج بجودة عالية.
كم مطحن تم تطويره خاص بالخبز المدعم ؟
هناك العديد من المطاحن تم تطويرها، وآخرها صيانة شاملة لمطحن الجيزة 2000 والذي كان متوقف عن العمل وتشغيله بقدرة 140 طن يوميا ليَفي متطلبات التموين.
هل نجحتم في ميكنة الصوامع ؟
الصوامع على مستوى الجمهورية، وخاصةً الحديث منها تم شرائها وتركيبها وتشغيلها، وهي ذات منظومة على أحدث مستوى عالمي.
كل الصوامع الحديثة ومنظومة التخزين بشكل عام مميكنة بدءًا من أول دخول السيارات على البوابات ثم تدوين البيانات الخاصة للشحنات بالصوامع، كل هذا يعتمد على منظومة التحول الرقمي، ثم نزول القمح على «نؤرة» الاستقبال، ثم إجراء عمليات التنظيف وسحب الشوائب والمعادن من خلال المغناطيسات الموجودة، ثم رفعها إلى أجهزة موجودة لإجراء عملية النظافة مرة أخرى، فهذه هي المرحلة النهائية.
وميكنة الصوامع كان لها أثر كبير في الحفاظ على كميات القمح دون إهدار وبنظافة عالية أثناء دخوله في كل هذه المراحل.
كيف يتم الكشف عن وجود أقماح غير صالحة ؟
هناك «سينسورات» موجودة تقرأ درجات الحرارة داخل خلايا تخزين القمح ليعطي إشارة أو تنبيه بوجود إصابة حشرية أو فطرية، وهذا يظهر على شاشات السينسور الموجود، بالإضافة إلى أنه يحدد الجزء المصاب من القمح.
كيف تتم عملية التهوية المميكنة ؟
تتم عملية تهوية من خلال عمل المراوح، تشتغل تلقائيا في حالة إظهار شاشة «السينسور» الذي يعمل بنظام «الاسكادا» وجود ارتفاع في درجات الحرارة داخل الصومعة، ثم يعطي اسكادا أمر للمراوح بالتشغيل أتوماتيك.
كيف تتم الرقابة على كميات القمح بالصوامع المميكنة ؟
الرقابة على كمية الأقماح تتم أتوماتيك أيضًا، أنا عندي جهاز رينو موجود بأعلى الخلية من فوق يعطي قراءات بكمية القمح في كل خلية، ثم بقارن كميات القمح الواردة على الجهاز وأطابقها بكمية القمح التي دخلت البوابة وخرجت منها، وبالتالي يكون فيه إحكام في عملية التخزين.
ورد إلينا معلومة عن مشروع الاستثمار العقاري الذي تنفذه شركة المطاحن .. فماذا عنه ؟
بالفعل شركة المطاحن بصدد دراسة مجموعة من مشاريع الاستثمار العقاري لتعويض خسائر الأعوام السابقة، ولدينا دراسة مشروع في شون العامرية لتحويله إلى مستودع جمركي كبير، ثم جاري دراسة ضم أراضي أخرى تابعة لمطاحن جنوب القاهرة للاستثمار العقاري بحيث يكون تجاري خدمي لمصلحة المواطنين.
هل هناك مشكلة في سلاسل النقل من الشركة إلى المستودعات البعيدة ؟
لا يوجد الآن مشكلة في النقل، خاصةً وأن الطرق الحديثة في الدولة تؤدي إلى الوصول للمراكز واستلام الدقيق في أسرع وقت ممكن وبسهولة، وهذه الطرق توفر على الدولة أكثر من 150 مليار جنيه كانت تضيع بسبب أن شوارع مصر عبارة عن جراج كبير، فكل عربية نقل تسير على الطريق كانت تسبب إتلاف للطريق وإتلاف للعربية نفسها، أما اليوم هناك طرق مخصصة للنقل فقط لإنجاز المهمة بسرعة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
