لا يمكن الحديث عن الساعات الشهيرة في مصر دون المرور على ذكر تلك الساعة التي تعد من أقدم الساعات التي عرفتها أرض المحروسة إنها ساعة مسجد محمد على التي حفرت صورتها في أذهان كل من زار قلعة صلاح الدين، وستكشف السطور القادمة عن ساعة محمد علي الدقاقة بالقلعة.
موقع الساعة
كشف خالد عزب في كتابه 'أسرار وأسوار قلعة صلاح الدين'، أن الساعة تعتبر من أشهر الساعات المصرية وهي تطل على صحن مسجد محمد على بالقلعة وتتوسط الرواق الغربي من المسجد، وتوجد داخل برج من النحاس المخرم والزجاج الملون.
إهداء فرنسي
ساعة محمد علي الدقاقة
وأكد الكتاب، أنه تكمن أهمية تلك الساعة في أنه أهداها الملك لويس فيليب ملك فرنسا إلي محمد علي باشا مقابل المسلة الفرعونية التي تحمل ميدان الكونكورد في باريس حالياً، ومن الملفت للنظر أن منظر الساعة متناسق مع الصحن، وبرج الساعة يرتفع 11 متر عن أرضية المسجد، وتعتبر الساعة الأثرية الوحيدة الباقية من صنع الشركة الفرنسية المصممة لها.
تصميم الساعة
وكشفت مدونة 'محبي مصر' الفرنسية، فإن قيمة ساعة المسجد 100 ألف فرانك، ووصلت مصر بعد 5 أشهر من زيارة قام بها إبراهيم باشا، ابن محمد علي، إلى فرنسا بعد انتهاء رحلة علاجه في أوروبا، لتزيين الفناء المركزي للقلعة، وهذا ما ورد على لسان الكاتب المصري الفرنسي روبرت سولي، الذي نشر كتابًا بالفرنسية عن قيمة المسجد والساعة، التصميم الهيكلي للساعة، فتعود أجزاء منه إلى العمارة العسكرية للقرن الرابع عشر، وتحتوي على جرس معلق في الجزء العلوي وقرص منحوت مطلي باللون الأزرق والذهبي، وفقًا لموقع منظمة 'مكتبة المعرفة' الفرنسية.
عملت أيامًا معدودات
ولم تعمل الساعة منذ مجيئها إلى مصر إلا أيامًا معدودات، وتعددت محاولات إصلاحها، حيث قام بابازيان في عصر الملك فؤاد بتصليح الساعة وأجريت على الساعة عدة إصلاحات تاريخية منها ما قام به الملك فاروق وسأل عن سبب تعطيلها فقالوا له استحالة تصليحها فابتسم الملك ونقلها لورشته الميكانيكية.
بحسب كتاب القلعة وأبراجها أرسلت مصر إلى فرنسا عبر معهد الآثار الشرقية لإصلاح الساعة، فأرسلت خبير الفرنسي في مجال تصنيع الساعات فرانسوا سيمون إلى مصر، والذي مكث في القاهرة إسبوع يقوم بإعداد تقرير عن الساعة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
