اعلان

"لا نخاف من كورونا".. أشهر صيادي بورسعيد يسرد لـ"أهل مصر" حكاياته مع البحر: بنطلع رزق ربنا المتسخبي (معايشة)

الرزق بيحب الخفية
الرزق بيحب الخفية

وسط هذ الضجيج الذي نعيشه والخوف الشديد من انتشار وباء كورونا يعيش الصياد 'الحر' في محافظة بورسعيد لا يهتم بكورونا ولا بغيره 'رزقه على الله' موجود لا يعلمه هو ولا يستطيع تقييمه، 'منه للبحر'، يحتاج إلى أدوات بسيطة لكنها مكلفة ويسعى و'رزقه على الله'، فالصيد الحر رزق ومتعة ولا يستطيع أن يعيش بدونه الصياد مثلما لا يستطيع أن يعيش السمك خارج المياه، عبارات مقتبسة من حديث الصياد البورسعيدي 'حمدى جعبوب' الشهير بـ'أبو أميرة' مع 'أهل مصر' والذي استهل بها حديثه عن حكايته مع البحر.

الصيد الحر فى بورسعيدمحررة 'أهل مصر' مع الصيادين ببورسعيد

يُتابع 'أبو أميرة': نعيش مع البحر ولم نأمن غدره ومع ذلك نعتبره ابنا من أبنائنا، لا نستطيع أن نستغنى عنه أو لا نراه يوما، نحزن كثيرا لنواته ولكننا نأمنها بمعرفة توقيتها كل عام، فالنوات الشتوية كثيرة جدا، ولا يمر شهر إلا وبه أكثر من نوة ونتوقف عن العمل بهذه الأيام ونعود من جديد، وكأننا لم نتوقف فهناك قوة جاذبة بيني وبين البحر، 'يقولون إن البحر غدار أحيانا نأمن غدره ونتابع النوات ونعرف مواعيدها طول السنة، وأحيانا كثيرة يكون هو الأقوى'.

الصيد الحر فى بورسعيدالصيد الحر فى بورسعيد

ويُضيف الصياد البورسعيدي: أستيقظ من نومي فجرا لأرمي شباكي على البحر، وفي شهر رمضان أذهب إلى البحر بعد السحور مباشرة، نركب 'فلوكة' صغيرة 2 بالمجداف و 2 يرموا الغزل ونبدأ برمي الحبل، والحبل يكون جنب الغزل وبعدها 'الكلسة' اللي هي غزلها بيكون ضيق جدا ومتين وهي اللي 'بيتحوش' فيها السمك وهذه الدورة تستغرق من ساعة ونصف إلى ساعتين ونرجع برزق الله، مع بداية نهار جديد نلم الشباك لا أعلم ما فيها، ولكن الله يبعث رزقي أنا ومن معي، وهذه الأيام تعتبر 'موسم السردينة'، تخرج الشباك بالسردينة التي تتلألأ في الشباك ونضعها في 'المشنة'، وفي أحيان كثيرة يرانا راود الشاطىء ويشترون منا لأنهم يحبون أسماك البحر بعيدا عن أسماك المزارع وأسماك البحيرة، فأسماك البحر لها طعم مختلف وغير ملوثة ويكفي جمالها وهي تخرج من البحر 'المنظر مختلف'.

موسم السردين فى بورسعيدموسم السردين فى بورسعيد

ويستطرد 'أبو أميرة': تأتي الشباك أيضا بأنواع مختلفة من أسماك البحر 'الجمبري، الزلغانة، الباغة، السيوف، الغطيان'، و'أحيانا كثيرة أذهب إلى السوق بما رزقني الله من سمك والحمد لله ربنا بيرزقني برزق أولادي ورزق الصيادين اللي معايا'، ويستطرد جعبوب حديثه، 'شبك الصيد مكلف جدا فكيلو الشبك ب 200 جنيه ونحتاج أكثر من 50 ألف جنيه علشان نعمل شبك كبير، وبنعمل جمعيات مع بعض ونشترك ونشترى 'الغزل' الحرير ونحاول أن نحافظ عليه أطول مدة لأنه غالي، وأكيد حرارة الشمس فى الصيف بتأثر عليه وصيد السمك ليس مهنة عندنا، فنحن توارثناها من آبائنا وأجدادنا، بل هى 'متعة' ما أجملها وأنت ترى 'رزق ربنا المستخبي' يخرج لك، والحمد لله زوجت جميع أولادي 'ثلاث بنات وولد' من عملي بالصيد وابني ساعات كثيرة بيساعدني وبيشتغل معايا لكنها ليست مهنته الأساسية، لأنه يعمل في مصنع، وطبعا قبل أي عملية صيد نقوم بها، بناخد تصريح من حرس الحدود علشان نصطاد لنكون في أمان.

الصيد الحرمحررة 'أهل مصر' مع صيادي بورسعيد

ويُشير إلى أن صيادي بورسعيد كان لهم دور وطني مهم في المقاومة الشعبية أيام العدوان الثلاثي على مصر، وكانوا يخبئون السلاح في 'عدة الصيد' ويتنقلون به من حارة إلى حارة ليقوموا بتسليمه إلى من ينفذون الهجمات أفراد 'المقاومة الشعبية' وسط وجود كمائن من الأجانب فى كل طريق وعلى ناصية كل شارع ولا يهابون الموت، وأهالي منطقة القابوطي هم أكثر الناس عملا بالصيد، وأيضا قرى غرب بورسعيد 'الجرابعة، المناصرة، الديبة' يعتمدون على صيد الأسماك من البحر وهي الحرفة الرئيسية لهم، ووسط انتشار كورونا بنشتغل، ويبتسم 'أبو أميرة' قائلًا: 'ما هو احنا بنغسل جسمنا كله بمياه البحر موش ايدينا بس وربنا ها يعدي الغمة دي على خير إن شاء الله'.

الصيد الحر فى بورسعيدالصيد الحر فى بورسعيد

WhatsApp
Telegram