اعلان

سعيد أبو عباية يروي ذكريات نصر أكتوبر:"كنا على قلب رجل واحد.. والسادات منحني وظيفة بعد الحرب"

سعيد عالجبهة
سعيد عالجبهة

بلغ من العمر نحو 72 عاما، لم ينسَ لحظة أيام الحرب والنصر، فحفرت في ذاكرته ويذكرها كما يذكر اسمه، رغم انقضاء ما يقارب 50 عام على هذه الذكرى، إنه المواطن الشرقاوي 'سعيد محمد عطية' الشهير بـ 'سعيد أبوعباية'، والذي قدر له أن يلتحق بسلاح الدفاع الجوي في أبريل عام 1969، ويروي اليوم ذكريات ما بعد النكسة وحتى الحرب المجيدة والنصر.

هو من أبناء ريف محافظة الشرقية، يقول: 'كنت التحقت بالجيش بعد حرب النكسة ولكن ما وجدته بين الجنود أنهم غير منكسرين، بل وجدت العكس تماما كانوا على قدر عالي من التدريب العسكري فضلا عن استعدادهم للحرب في أي وقت'، لافتا إلى عدم مخالفة الأوامر من القيادات العسكرية، معلقا: 'لو قالوا للمجند ارمي نفسك في النار علشان مصر هاينفذ من غير تفكير، وكنا إيد واحدة ومعنوياتنا في السما'.

تابع 'سعيد أبو عباية': 'لم نتوقف منذ التحاقنا بالجيش عن التدريب، وطول 5 سنوات كنا كل يوم خلالهم ننتظر وكأن الحرب غدا'، لافتا إلى روح التعاون والأخوة بين الجنود، معلقا: 'عمري ما عشت أيام حلوة وفيها محبة وأخوة أكتر من الأيام اللي عيشتها على الجبهة'.

وأضاف 'أبوعباية': 'كانت حياتنا في الجبهة بلا خوف رغم انتظار الحرب، ولم يكن أمامنا خيار إلا النصر أو الشهادة، لافتا إلى ترديدهم أغنيات النصر وحبهم المتبادل لبعضهم البعض فكان هدفهم واحد وهو النصر ورفعة اسم مصر، معلقا: 'كان كل همنا الحرب تقوم ويعلنوا عن بدء ساعة الصفر وبكل حماس كنا منتظرين'.

وأضاف: 'وفي خلال أيام انتظار الحرب، كنا إذا مات أحد الجنود بيننا لم نخف بل كنا نتحفز أكتر ضد العدو ونمني نفسنا بالحرب وندعو الله بالنصر'، معلقا: 'كان كلما سقط أمامنا شهيد كنا نتشجع ونكن أكثر ثبات وقوة وأكثر إصرار على الحرب، إلى أن جاء اليوم الموعود يوم السادس من أكتوبر المجيد".

وأشار 'أبوعباية' إلى فرحتهم العارمة عندما علموا أن الحرب قامت، وكانوا يهللون باسم الله وباسم النصر وكأنه يوم العيد، فهو يوم الخلاص وبداية حياة جديدة بهزيمة العدو اللدود، وكانت مهمته مع باقي رفاق الحرب، حماية الرادارات إذ أنهم سلاح المدفعية.

ويذكر 'أبو عباية' بطل حرب أكتوبر: 'كان القادة من وقت لأخر يقبلون علينا لنقل كل بيان جديد يصدر للمدافعين والجنود ليطمئنوهم ويبثوا في قلوبهم الثبات والشجاعة وشحذ عزيمتهم'، معلقا: 'كان فد استشهد 3 جنود راحوا ضحية قصف إسرائيلي في دفعة واحدة أمام أعيننا، لكننا لم ننهار وصمدنا'.

سعيد عالجبهة

ويعبر قائلا: 'لم تكن الخسائر كثيرة في المنطقة التي كنت فيها وكنا بجوار مقام الشيخ سلامة في الصحراء الغربية بالقاهرة'، لافتا إلى شكر القادة له ولزملائه بعد تمكنهم من صد هجوم الطيران الإسرائيلي بكفاءة، وعلى اثرها قاموا بدفن شهدائهم في رمال الصحراء بملابسهم العسكرية، وظللنا نحارب ونتابع مع قادتنا لمدة 6 ساعات متواصلة إلى أن أبلغونا بوقف الحرب'.

سعيد أبو عباية

ويختتم 'سعيد أبو عباية'، أحد أبطال حرب أكتوبر من جنود سلاح المدفعية: 'بعد النصر كنا بنحضن بعض بحب وأخوة وكنا بنغني أغاني عبد الحليم حافظ وكل الأغاني الوطنية، وكانت أكبر سعادة عشتها لحد يومنا هذا، معلقا: 'ما زلت أشعر بقشعريرة تلك التي أحسستها يوم النصر وأنا أروي أمجاد الجنود والقادة يوم حرب أكتوبر المجيدة'.. حسب قوله.

سعيد أبو عباية

ويشير إلى مد خدمته العسكرية رغم انتهاء الحرب لعام 1975 وكان الأمر خياريا، وبعد إنهاء مدة الخدمة العسكرية، منحني الرئيس الراحل أنور السادات وباقي الجنود وظائف، وتم تعييني بأحد الوظائف بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بالشرقية، وذلك من أجل توفير حياة كريمة للجنود بعد أداء دورهم كجنود محبين لوطنهم وبعد إنهاء الخدمة الوطنية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً