بات الثراء السريع عن طريق التنقيب عن الآثار، هو الحلم الذي يسعى الشباب في محافظة سوهاج إلى تحقيقه، على الرغم من أن كل من يخوض هذا المضمار يخرج خاسرا أموالا كثيرة، وأحيانا يخسر مستقبله أو حياته نفسها.
ولعل أكثر ما يثير شغف الشباب في هذه المغامرة الخطيرة، هو ما يسمعونه عن الأرقام الخيالية، التي يمكن أن يحصلوا عليها من خلال التنقيب على الآثار، والعثور على ما يصلح للبيع.
حكايات حقيقية لرحلة الندم
ويقول مواطن يدعى 'محمود مهدي'، 35 عاما، تاجر أسماك: 'سمعت كثيرا بالتنقيب عن الآثار، وبأن العثور عليها يساعد على تحقيق أمنيات من سيارات فارهة، وعقارات، وكل ما لذ وطاب، وكانت الأرقام الكبيرة التي أسمعها من الغير، كنتيجة للدخول في تلك العملية، لو تمكنا من العثور على الآثار، تجعلني مهووسا بالتنقيب عنها'.
وأضاف مهدي أنه ذات يوم سار في طريق البحث عن الآثار، برفقة بعض أصدقائه، وتكبد أموالا كثيرة، لكن للأسف لم يجدوا شيئا وخسروا كثيرا، فانقطع عن ذلك، وعاد إليها مرة أخرى، وسافر خارج المحافظة إلى أماكن صحراوية برفقة غيره، وبحثوا كثيرا ولم يجدوا إلا الندم.
أما 'طارق أحمد'، 48 عاما، حاصل على دبلوم، فيؤكد أن البحث عن الآثار أخذ من عمرة سنوات، سافر خلالها أملا في العثور على الكنز المفقود، وفقد وظيفته التي كان يعمل بها، حتى أوشك أن يفقد أسرته التي يعيش بينها، بسبب السير في تلك الطريق، وغيابة عنهم كثيرا دون معرفة مكانه، وفي اخر المطاف رجع بخفي حُنين'.
ويقول 'محمود عبد الرحمن'، 65 عاما، فلاح، إنه يعرف كثير من الناس الأغنياء الذين ساروا في درب البحث عن الآثار، وفقدوا كل ما يملكون، بعد أن أنفقوا مالهم على الدجالين والمشعوذين، بزعم معرفة أماكن الكنوز، وكانوا يسيرون خلفهم، وفي النهاية المحصلة لا شيء.
رسالة إلى الشباب
اللواء محمد شرباش، مدير أمن سوهاج، أكد من جهته أن التفتيش عن الآثار يخالف القانون، لذا فإن مباحث أثار سوهاج تشن حملات مكثفة على المخالفين، ليتم القبض عليهم ومعاقبتهم بالقانون.
ووجه مدير أمن سوهاج، رسالة إلى الشباب بأنه يجب عليهم العمل بدلا من الجري وراء السراب، لأن كثيرا منهم يفقد مستقبله وعمره، ويتم النصب عليه بسبب الدخول في عمليات البحث عن الآثار، والسقوط في أيدي الدجالين.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
