اعلان

أحد مصابي مجزرة بحر البقر: قضينا اليوم بين الجثث المشوهة والممزقة

أحمد الدميري أحد مصابي مجزرة مدرسة بحر البقر
أحمد الدميري أحد مصابي مجزرة مدرسة بحر البقر
كتب : مي كرم

شهدت قرية شهداء بحر البقر الابتدائية بمركز الحسينية في محافظة الشرقية، في الثامن من أبريل 1970 هجومًا إرهابيًا يتنافي مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية، من قبل القوات الجوية الإسرائيلية بطائرات الفانتوم التي دمرت مدرسة بحر البقر الابتدائية وأدي إلي مقتل 30 طفلا وإصابة 50 آخرين.

طائرات العدو تحلق فوق سماء بحر البقر

قال أحمد الدميري 61 عامًا أحد مصابي مجزرة مدرسة بحر البقر الابتدائية، في تصريح خاص لـ'أهل مصر' نزحت مع أسرتي من مركز السنبلاوين إلي قرية بحر البقر للعيش فيها عام 1968 بعدما حصلنا علي قطعة أرض من الرئيس جمال عبدالناصر ومنذ ذلك ونحن نسمع طائرات العدو تحلق في سماء مدن القناة وتحديدا قناة السويس لقربها من قريتنا، وكنا قد اعتدنا علي هذه الأصوات.

أستشهد صديقي بصواريخ العدو الإسرائيلي

وأوضح 'الدميري' أنه في صباح يوم الواقعة المأساوي، توجهت لمنزل صديقي 'أحمد عبدالعال' اصطحبه معي للمدرسة وبعد حضور الطابور الصباحي ودخول الفصول أثناء حصة الحساب، كنت في الصف الثاني الابتدائي، بعد دقايق قليله سمعنا أصوات شديدة غير المعتادة للطائرات التي كانت تحلق أعلي المدرسة بثت الرعب في نفوسنا بسبب حدوث هزة قوية وسقط قلمي الرصاص من يدي ونزلت لالتقطه من أسفل التخته وأثناء ذلك ضرب العدو الصهيوني المدرسة كانت التخته هي طوق النجاة لي وحينها فقدت الوعي مصابًا بارتجاج بالمخ وجرح بالجهة اليمني من رأسي وقدمي، واستشهاد صديقي 'أحمد' الابن الوحيد لوالده.

انتشال جثث مشوهه من تحت الأنقاض

واستكمل: أحد مصابي مجزرة مدرسة بحر البقر، حكي لي والدي بعد ذلك أنه عندما قذفت قوات العدو الإسرائيلي المدرسة بصواريخ طائرات الفانتوم سببت هزة أرضية شديدة هرع أهالي القرية آنذاك من منازلهم متوجهين نحو المدرسة للاطمئنان علي أبنائهم فلم يشاهدو سوي حطام وحاول كل منهم البحث عن ابنه تحت الانقاض لكن بعضهم لم يستطيع تحديد أبنائهم بسبب تشوه بعض الجثث والبعض الآخر عبارة عن أشلاء متناثرة عن بعضها' كانت الجثث مشوهه مفيش حد عارف يعرف ابنه وكل ما يحاول يسحب الأطفال من تحت التراب يطلع في ايده دراع أو رجل أو رأس أو جزء من جسد طفل كانوا متقطعين'.

وضع جثث ضحايا مجزرة بحر البقر بالجرارات الزراعية

وأضاف أحد مصابي مدرسة مجزرة بحر البقر، أن أهالي القرية كانوا جميعا يسارعون في جلب الجثث والجرحي من أسفل الأنقاض ووضعها علي الجرارات الزراعية ونقلها لمستشفي الحسينية التي تبعد عن القرية بمسافة كبيرة، كان المشهد حينذاك دموي وغاية في الصعوبة حيث كانت الجرارات التي كانت تحمل الشهداء والمصابين تُصب منها الدماء صبا علي الطرقات.

السادات يزور مصابي مجزرة بحر البقر

وأكد الرجل الستيني، زارنا الرئيس الراحل محمد أنور السادات بالمستشفى كان آنذاك نائب رئيس الجمهورية للاطمئنان علي المصابين وتوجيه الدعم لهم ولأسرهم، لافتًا في حرب الاستنزاف وما بعدها كانت الأهالي تشيد خنادق أمام المنازل للاختباء بداخلها حيث أن قناة السويس كانت مستهدفه من قبل العدو الإسرائيلي وقريبه من بحر البقر وكانت أصوات الدوي تخترق أذاننا وتحلق الطائرات دائما في سماء مدن القناة.

ولفت أحمد الدميري أحد مصابي مجزرة مدرسة بحر البقر، أن العالم غضب بسبب الهجوم الإرهابي الذي شنته إسرائيل علي مدرسة بحر البقر، لافتًا أن أهالي بحر البقر أطلقوا علي يوم الثامن من أبريل 1970 'الأربعاء الحزين' لما خلفته الذكري من جريمة كبري في حق الإنسانية، لافتا حتي نهاية التسعينات كانت نساء القرية ترتدي اللون الأسود في ذلك اليوم.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً