اعلان

المنهزمون أخلاقيا

د. عبد اللطيف حسن طلحة
د. عبد اللطيف حسن طلحة

لم تكن الصحابية الجليلة أسماء بنت يزيد بن السكن الأشهلية تسأل نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم عن الطبقية بين الرجال والنساء ، أو أن معاشر النساء يجلسن المنازل في انتظار عطف الرجال عليهن ، ولم يدر بخُلد هذه الصحابية العظيمة ما يتردد في هذا الزمن من دعاوى فساد وإفساد للزوجات، إنما كانت تسأل هل ما نقوم به من خدمة أزواجنا يعادل ما يقوم به معشر الرجال من تشيع الجنازات وحضور الجمع وجهاد الرجال في الحرب ، فكانت الإجابة لها من سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم مطمئنا قلبها وقلب من خلفها ومن يأتي بعدها إلى قيام الساعة " افهمي أيتها المرأة، وأعلمي من خلفك من النساء، أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته، يعدل ذلك كله ". ،الصحابية الجليلة تسأل من أجل المزاحمة في عمل الخير والمشاركة في بناء المجتمع لا هدمه.

خرجت علينا هذه الأيام ثلة ممن تاه صوابهم وطارت عقولهم بدعاوى مستفزة ومقززة هدفها ليس استقرار الأسرة أو لم شملها ،على سبيل المثال :

١ - يجوز للزوجة أن تتقاضى أجرا عن الرضاعة.

٢ - يجوز للزوجة أن تخرج متى شاءت وترجع إلى بيتها متى شاءت فلا رقيب عليها إلا نفسها.

٣- عدم وجود سند شرعي يجبر المرأة علي الطبخ لزوجها.

٤- خدمة الزوج ليست واجبة على الزوجة ،وليس له الحق في منعها من العمل ،وليس هناك حاجة اسمها ولي أمر أو قوامة.

لا أدري على وجه التحديد ما الذي يريده هؤلاء ؟، هل يريدون صلاحا لهذا المجتمع الذي كثرت علله وانشق صف أسرته ؟، العبث الذي يردده هؤلاء يجد صداه عند أصحاب العقول الضيقة ، لكن يجد غيظا وكمدا عن غالبية المنصفين والعقلاء في هذا الوطن ، لقد أسفر العبث هذا زيادة نسبة الطلاق إلى أكثر من ٣٨ % وطلاق لأتفه الأسباب واسألوا المحاكم ولجان لم الشمل بالأزهر الشريف ، كثرت الجريمة في وسط لم نعهد فيه ذلك ، فرأينا جريمة تقع في وضح النهار وعلى رؤوس الأشهاد وتنقل أحداثها صوتا وصورة كقتل نيرة أشرف فتاة المنصورة ، وبعدها بشهور قليلة جريمة فتاة الشرقية مماثلة لجريمة المنصورة في كل شيء.

يا سادة

ما زال صوت الاستاذ الدكتور اسماعيل العربي استاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يُطنطن في أُذُني عندما يقول أن العلاقة بين الزوجين هي علاقة فضل وتكامل ليس كما يرسمها أصحاب البدع وأن أكثر المشاكل التي يتعرض لها بالسؤال هي مشاكل الطلاق والطلاق على أتفه الأسباب.

.

عندما تعلو أصوات هذه الشرذمة يا سادة ويُعطى له الفضاء ليتكلموا فيه فهذا هو الخراب بعينه ، عندما يتصدر هؤلاء المشهد فيحرمون ويحللون، ويُشرعون ويحذفون فهذه هي الطامة الكبرى، عندما يتبع هؤلاء أهوائهم بلا شك نحن مقبلون على كارثة إن لم نكن بالفعل في فيضان هذه الكارثة، أيها المنهزمون أخلاقيا ونفسيا واجتماعيا عودوا إلى رشدكم أو كفوا أيديكم عن مجتمعنا.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً