اعلان

الطرق والكباري أحد حلول الأزمة الاقتصادية

عبد المنعم ابراهيم
عبد المنعم ابراهيم

الغلابة يا ريس.. هناكل طرق وكباري، دائمًا ما تتهافتُ تلك الكلمات على آذانِنا بل ووصل الأمر إلى أنها أصبحتْ جُزءًا من واقعِنا فلا نجلس مَجلِسًا إلا ونسمعُ فيه مُتذمرين على بناءِ وتجديدِ الطرقِ والكباري بحِجة أن الشعبَ لن يَعِش بتلك الكباري والممرات الجديدة، وما لم تذكره هذه المجالس أن عُمق الأزمة التي يضعها أمام عينيه لم يكن مصدره مِصري مَحلي وإنما عالمي، يرجع إلى تفشي الأوبئة في الآونة الأخيرة وما تسبب به من تأخر في العجلة الإنتاجية في كلِ دول العالم بداية من العالمِ المُتقدم وحتى العالم النامي كڤيروس كورونا المُستجد ومُتحوراته التي شَهِدها العالم واحدًا تلو الآخر، بالإضافة إلى الصراعات المُتتالية التي أطاحت بتوازن القوى في الفترة الأخيرة كسعي العديد من الدولِ إلى السيطرة على مُمتلكات الدول الأخرى كالحرب الروسية الأوكرانية، والهلث وراء اختطاف مواقع الدول والبلدان التي تمتلك نصيبًا في النفط أو مصادر الطاقة بشكلٍ عام؛ الأمر الذي ساهم في تجديد فكرة إعادة ترسيم الحدود بين بعض الدول.

ومع تلك التداعيات لم تقف مِصر مكتُوفةَ الأيدي بل اتجهت لسُبل من شأنِها تعزيز الأمن الإقتصادي المصري ودعم المواطن نفسه والمحافظة على الكينونة المِصرية أمام العالم أجمع، وتُعتبر الطرق والكباري سواء الجديد منها أو المُستحدث وسيلة فعّالة للمُساهمة في استمرار الإنتاج وبالتالي التقدم بمُختلَف مراحله ومستوياته إذ أنها، تعمل على تقليل الإزدحام وابتلاع آثاره السلبية والتي من ضمنها إعاقة حركة المواطنين وبالتالي أصبحت الحركة اليومية أسهل تُساعد على الإنجاز وإتمام المهام بشكل أفضل في التوقيت المُناسب له، بالإضافة إلى أنها تُساهم في توفير مصادر الطاقة المُختلفة كالبنزين والسولار وبالتالي توفير أموال طائلة تُستنزف لضمان تلك الأساسيات التي تدعم الحركة الإقتصادية، فضلًا عن نقل البضائع من أماكنِ إنتاجها إلى مناطق استهلاكِها بصورة آمنة وسريعة وسهلة، الأمر الذي يُحفز رغبة المُستثمرين في تواجدهم في مصر وإقامة المشاريع الضخمة التي تُدر نفعًا على أصحابها دون الحاجة إلى تعويض وتقبل خسائر تؤدي في النهاية إلى هروب المُستثمر وعجز الإقتصاد المحلي.

إن تمهيد الطرق وإنشاء الكباري وتجديدها لا يعود نفعه على المستثمرِ الأجنبي أو المواطن الذي يستخدم ذلك النوع من الخدمات فقط؛ وإنما يعود على المجتمع بكُلِ فئاتِه وعناصره فمثلًا:

المبلغ الذي يُساهم به السائق على الطرق والكباري الجديدة ( الكارتة ) يتوجه إلى الخدمات العامة الأخري كتحسين مستوى المنشآت العامة الموجودة فعلًا وإنشاء أُخرى جديدة تضمن حياة كريمة وسهلة تُحفز الشعور بالرفاهية دون الحاجة إلى التعايش على المقاعد العامة البالية أو المواصلات الرديئة مثلًا، بالإضافة إلى توجه جزءٌ منه للخزنة العامة التي من شأنها توفير الدعم على المنتجات والخدمات بمُختلف أشكالها تخفيفًا للأعباء التي تقع على عاتق المصريين عامةً وغير المُقتدرين خاصةً.

إن قول الألسنة المُتذمرة ( هنعدي على الطريق نشبع ) بالرغم من عبثيته وأنه مُستخدَم للتعبير عن تدني الوضع الراهن إلا أنه بالفعلِ في كلِ المرات التي تعبر بها إحدى السيارات الخاصة تلك الطرق أو عربات نقل البضائع تُساهم في سَدِ حاجة إنسان يعتمد على الخدمات التي توفرها الحكومة من عائد الطرق والكباري بما في ذلك المبادرات التي تدعم المواطن المصري ( كمبادرة حياة كريمة ).

ولا يجب أن ينساق الجَمعُ إلى تلك المداخل الشيطانية التي تهدف إلى زعزعةِ الإستقرار الداخلي وبالتالي ضعف أساس الدولة ثم سقوطها في نهاية المطاف بل عليه أن يتكاتف لإكمال وإتمام خُطة التنمية التي وضعها ووجه بها الرئيس عبدالفتاح السيسي دعمًا للدولة والحكومة والمواطن.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً