اعلان

حكاية الطفل النحّات.. "محمد" 12 عاما يبدع مجسمات للآثار الإسلامية بالوادي الجديد.. إقبال كبير على منتجاته وقناة على "يوتيوب"

محمد نحات في الوادي الجديد
محمد نحات في الوادي الجديد

طبيعة ساحرة وعراقة وأصالة أثمرت قصة شغف وحب لدى طفل لا يتعدى عمره 12 عاما، فانطبعت بداخله روح الفن ليصبح أحد مبدعي النحت على الخشب.

جولة بقرية القصر الإسلامية بالوادي الجديد، قد تكون كافية للتعرف على سر القرية التي ذاعت شهرتها في العالم بالآثار الإسلامية والنصوص الإنشائية والوثائق التاريخية، وطبيعتها الصحراوية وكثير من شواهدها التي تؤكد على أنماط سلوكية ومنهجية يختص بها سكانها، لها قوة تأثير لا تقل عن قوة القوانين الوضعية المكتوبة, وتملك دورا أساسيا في تشكيل حياة الناس وتمييزهم بالصلابة والخشونة.

محمد شريف حنفي، طالب بالصف الأول الإعدادي في مدرسة قرية الجيزة التابعة لمدينة القصر الإسلامية، أصغر أشقائه، كان يرافق والده النحات يوميا ويلاحظه وهو ينحت على الخشب إلى جانب مهنته الأساسية كمدرس كهرباء في مركز تدريب للتشييد والبناء، وجذب هذا العمل الإبداعي الابن وأراد أن يبحث في خفاياه ويعمل هو أيضا في النحت على خشب النخيل منذ أن كان عمره 9 سنوات.

تجذبك ابتسامته الجميلة وانهماكه في عمله في صناعة مجسمات مختلفة، بعدما اكتشف والده موهبته في النحت عندما شاهد إبداعاته الأولى وبعض الأشكال لمجسمات صغيرة من النحت على خشب النخيل، ليبدأ بعدها تشكيل مجسمات صغيرة تحاكي الآثار التاريخية المصرية بجذورها العريقة، شارك بها في المدرسة كأنشطة تعليمية، وبدأ عرضها في معرض مدرسته لترويجها وبيعها ضمن أعمال المشغولات اليدوية الشعبية.

بأدوات بسيطة كالمفك والشاكوش والمبرد والصنفرة، يقبع محمد إلى جانب والده حتى آخر الليل يتعلم ويحاول من خلال الملاحظة والمشاركة صنع منحوتات من خشب النخيل, ويعرضها في معرضهم لبيعها.

تقول والدته: 'قدرات ابني محمد ليس لها حدود، ويقدر يغير الواقع ويحوله للوحة فنية رائعة التصميم، إذ رتبت الصدفة مع والده أن يقوم باستخدام بعض أدوات النحت ويقوم بنحت قطعة خشب من النخيل لمسجد أثري بقرية القصر, وأبدى كثير من الأفواج إعجابهم بالنحت والفن الذي يقوم به محمد ويقومون بشراء المجسمات المنحوتة للآثار الإسلامية ويتصورن معه حين يشاركونه في النحت على الخشب, ورد فعله وقتها بيكون كأنه هيطير من الفرحة'.

إلى جانب المعرض، دشن محمد، قناة على 'يوتيوب' على منصات التواصل الاجتماعي يعرض فيها عمله وطريقة النحت على الخشب.

يحاول محمد، أن يوازن بين مدرسته وعمله في النحت، فيواظب على حضوره بالمدرسة يومي السبت والثلاثاء, وبعد انتهائه من المذاكرة يذهب للعمل مع والده ساعتين يوميا, ويستغرق محمد في نحته على الخشب من 3 ساعات إلى 3 أيام على حسب شكل المجسم المصنوع وتفاصيله.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً