اعلان

صناعة السجاد والكليم اليدوي.. مهنة مهددة بالانقراض فى بني سويف.. صاحب ورشة: "الصنايعية تركوها وجابوا توك توك" (صور)

لأكثر من 80 عامًا، ومهنة صناعة "السجاد والكليم اليدوي"، هى أحد أهم مصادر الدخل بقرى مركز ناصر بمحافظة بني سويف، فقد أشتهرت قريتي الشناوية وبنى زايد، بتلك الحرفة، وأشتهرت القريتين بهذه المهنة عالميًا، وأصبحت مصدر أساسي للدخل، تعيش عليه ألاف الأسر بالقريتين.

أصحاب الحرفة اليدوية، يعانون من شبح إنقراض حرفتهم، بسبب إستغلال التجار وإعتماد الدولة على إستيراده من الصين بجودة أقل، ولكن رخيص الثمن، أهالى القريتين انتظروا نتاج ثورتين فى أى قرار أو قانون يجدوا فيه ضالتهم، ويشجع المستثمرين على الصناعات اليدوية الصغيرة، ولكن رفع الجميع أيديهم عن تلك الحرف، فباتت عُرضة للإنقراض والإندثار.

في البداية قال بكري عبدالونيس، صاحب ورشة لصناعة السجاد اليدوي: بعد إن كانت صناعة السجاد اليدوي تدر أرباحا بالعملة الصعبة على مصر، أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذي قام بافتتاح مصنع السجاد اليدوي في عام1961، بهدف تدريب المتسربين من التعليم والأميين من الجنسين علي صناعة الكليم والسجاد، وكان يقوم بالتدريب مدربين علي مستوى عال، كما كانت الأسر المنتجة ترعى المصنع والحرفة في السبعينيات، أما الآن فلا دعم من أي جهة، وأصبحت معظم العمالة تتجه إلى مهنة البناء والخرسانة، لأن اليومية التي يحصل عليها عامل نسيج السجاد، لا تتعدى 30 جنيهًا، بينما يحصل نفس العامل في المهن الأخرى على 50 جنيهًا، لذا نضطر للاعتماد على الأطفال، وسرعان ما يتركنا الصغير في الشتاء للدراسة وتدخل مهنة صناعة السجاد البيات الشتوي.

وقال سمير عاطف، أحد حرفيي السجاد: كنا نعتمد على تجار السجاد بالقاهرة فى عملية التسويق، وكنا لا نلاحق على الطلبات، ولكن بعد الثورة سادت حالة من الكساد، وأطالب بتنظيم معارض لعرض انتاجنا فى المحافظات والمعارض الدولية فى دول العالم، مؤكدًا أن الصناعات الصغيرة والحرف اليدوية أفضل طريق للقضاء على البطالة ورفع مستوى المعيشة، والأيدى المصرية ماهرة بطبعها، والعقلية المصرية إبتكارية، لو توفرت لها الظروف الملائمة، مطالبًا المحافظ بالاهتمام بقرية الشناوية وتحويلها إلى مزار سياحى ومعرض مفتوح للمنتجات الحرفية.

وقال جابر حسب الله، أقدم صنايعي سجاد، بمركز ناصر، إن صناعة السجاد اليدوى أو الشعبى على النول، مهنة ذاع صيتها فى القرن الماضى لاستخدامه فى فرش الأرضيات، وخامات تصنيعه بسيطة تعتمد على "القماش والخيط"، واستخدم رواد تلك المهنة قصاقيص الملابس القديمة فى التصنيع، وتطورت الصناعة ليدخل قماش حرف الثوب فى عمل السجاد، ولكنها بدأت فى التراجع منذ سنوات، لعدم إقبال الأجيال الجديدة على تعلمها، مطالبًا الحكومة بالعمل على إعادتها كأحد مصادر الدخل للأسر البسيطة، فى ظل إتجاه الدولة فى الإعتماد على المشروعات الحرفية والصغيرة والمتناهية الصغر، كحل لمشاكلنا الإقتصادية.

وطالب محمود جابر، رئيس اللجنة النقابية للحرفيين، بضرورة عقد مؤتمر تنموى كبير، يهدف إلى إنشاء مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، لإحياء الحرف والصناعات البسيطة، عقب نجاح المؤتمر الاقتصادى وإيصال رسالة هامة من خلاله للعالم أجمع، أن مصر تسطيع النهوض وقادرة على دحر الإرهاب والتطرف، مشيرًا إلى أن صنايعية السجاد والكليم اليدوي، فضلوا العمل على "التوك توك"، بدلًا من الإستمرار فى المهنة التى بدأت فى التراجع منذ سنوات، لعدم إقبال الأجيال الجديدة على تعلمها نظرًا لمشقتها وضعف عائدها، مقارنة بمجهود وجلد من يعملون بها، فضلًا عن ظهور الموكيت الذى يفضله المواطنون، ما يجعل تلك الصناعة مهددة بالإندثار.

من جانبه أكد المستشار هانى عبد الجابر، محافظ بني سويف، أن الدولة حاليًا تتجه نحو تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، خاصة فى مجالات الإنتاج المتنوعة، لما توفره من فرص عمل ودعم للاقتصاد القومى، من خلال العديد من البرامج والأنشطة والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى، والتى أثمرت عن زيادة مطردة فى الإقبال على المشروعات الصغيرة.

وأشار المحافظ، إلى أن المهن الحرفية كصناعة السجاد والكليم والإكسسوارات والحُلي، من المهن التى توليها الدولة إهتمامًا كبيرًا، لافتًأ إلى أن المحافظة تبذل فى هذا المجال فى بنى سويف، من خلال العديد من الخطوات، من أهمها التعاون مع الجمعيات الأهلية والجهات العاملة، والمانحة فى هذا المجال فى توفير أوجه متعددة لتمويل مشروعات الشباب، فضلاً عن توفير كل التيسيرات اللازمة لتسهيل تنفيذ خطة هذه الجمعيات فى مجال دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لفتح مجالات تنموية متعددة لتوفير آفاق وفرص جديدة أمام المواطنين خاصة الشباب، وتشجيعهم على هذا النوع من المشروعات.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً