اعلان

التجربة الأمريكية واستثمار مكانة مصر اقتصاديًا

من سلك طرق البحث والتنقيب سيعرف أنه كثيراً ما يصطتدم بموضوعات لم تكن على قائمة بحثه ، موضوعات إستوقفتها عندها الصدفة ودفعته المعرفة وحب الفضول إلى إقتحامها، وحثته الوطنية إلى ضرورة نشرها ووضعها فى مقدمة أولويات طرق البحث التى بدأها، و خلال عكوفنا على إعداد بحث عن الإعلام المضاد وملامحه الخبيثة وكيفية مواجهته شعبياً ومؤسساتياً ؟ ، إرتطمت بالتجربة الأمريكية الأقتصادية التى برزت فى بعض فقرات وصفحات التضليل الإعلامى الذى يستخدم من بدايات القرن الماضى وزادت قوته فى السبعينات، وبدت آثار هذا التضليل واضحه على المنطقة العربية فيما أطلق عليه أسم "الربيع العربى" ، وبدأت فى تحليل التجربة الأمريكية إقتصادياً محاولاً الإستفادة منها بعد ربطها ببعض القراءات السياسية ، فوجدت أننا كمصر نمتلك من المقومات ما لا يمتلكه غيرنا، نمتلك ما يؤهلنا لإحتلال موقع أكثر قوة وتأثير بين الأمم فنحن شعب خلق للعزة لا للزلة خلق للقوة لا للضعف ، خلق للسيادة لا للإستكانة ، فمصر أول دولة على كوكب الأرض من ألاف السنين ، ومصر التى ولد فيها نبى الله أدريس أول من كتب الحروف بيده وأول من فصل الملابس للبشر، ومصر أول من صكت النقود من ألاف السنين والتى تسميها بعض الشعوب إلى اليوم مصارى نسبة إلى مصر، ومصر التى أشترى أحد أبنائها نبى الله يوسف عليه السلام ليعيش على أرضها ويحرس خزائن الأرض الموجودة على أرضها، ومصر الأرض الوحيدة التى تجلى الله سبحانه وتعالى على أرضها ،كل هذا وأكثر يؤكد أننا شعب خلق ليسود، وليس هناك شعب خلق ليسودنا.

مما سبق وأكثر وجدت أننا نمتلك مكانة تاريخية وجغرافية تؤهلنا لتكرار التجربة الأمريكية خصوصاً وإنها تعتمد على قوتها العسكرية وهيبتها الدولية ونحن نمتلك جيش من أقوى جيوش الأرض ، وقيادتنا السياسية أضافت إلى قوتنا العسكرية قوة سياسية ظهرت ملامحها ومعالمها فى القارة الأفريقية ، والتى أرى أنها الأرض الخصبة لتنفيذ التجربة الأمريكية الرأسمالية بإستثمار موضعنا وموقعنا وهيبة قائدنا.

وبالنظر إلى التجربة الأمريكية فى الأقتصاد نجد أنها تقوم على الشركات الخاصة المملوكة للأشخاص فى ظل حماية ودعم حكومى أو فيدرالى ، لذلك نجد أفرع للشركات الأمريكية فى مناطق كثيرة من العالم ، ويمكن ملاحظة إنتشار الأسطول الأمريكى و القواعد العسكرية بالقرب من هذه الشركات لحمايتها ودعمها ، لا لحماية هذه الدول كما يروج أو يتصور البعض ، و فى قول وزير الخارجية الأمريكي "وليم روجرز" ( أننا نمتلك 60% من الإستثمار الأجنبى المباشر فى العالم ولنا وجود ومصالح فى كل أنحاء العالم ) دليل على مدى كفاءة القطاع الخاص الذى يعمل تحت سقف حكومى له هيبته وقوته ، ويؤمن هذه الشركات شبكة كبرى من المعلومات و الأبحاث التى إلتهمت النصيب الأكبر من ميزانية الدولة.

عليه أرى أن مصر الأن و فقط بدأت ملامح هيبتها وقوتها الأقليمية فى الظهور، فحديث الكاتب والمفكر الدكتور "جمال حمدان" أن مصر دائماً وأبداً كانت مركز دائرة وقوة و تأثير يتجسد يوماً بعد يوماً ولعل إجتماع القمة التشاروى حول السودان وليبيا بالقاهرة يدل و يؤكد أن مصر فى طريق إستعادة مكانتها الإقليمية والدولية، بالتوازى مع حفنة من الإنجازات التى تكسو الخريطة المصرية ، و تكشف النقاب عن مجموعة من الشركات الوطنية الضخمة المملوكة للأفراد التى يمكن الإستفادة من إمكانياتها المادية والبشرية الهائلة وفتح أفرع لها فى القارة السمراء بالتنسيق مع أجهزة الدولة التى ستوفر الغطاء السياسي و الأمنى لهذه الشركات ، بل ويتصدر هذه الشركات شخصيات حكومية لها من الثقل الدبلوماسي ما يزلل العقبات أمام هذه الشركات ، والتجربة الأمريكية مليئة بالتفاصيل التى لا تحتويها مساحة مقال و التى تدعم هذا الطرح وتزيد من فرص نجاحه وتطبيقه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الأمم المتحدة: إزالة ركام يشمل ذخائر لم تنفجر بغزة قد يستغرق 14 عاما