اعلان

"مدارس الأحد".. درس بها "البابا شنودة" وترأسها "تواضروس" 15 عاما.. مشروع حضاري لتطوير المدرسة والحفاظ على التراث القبطي بها

ظهر مصطلح "مدارس الأحد" وتحول إلي مسمي عام ١٧٨٠م، في بريطانيا على يد الخادم الكنسي روبرت رايس، المنتمي للطائفة الأنجليكانية، حيث جاء مسماها من يوم الأحد العطلة الرسمية في بلده.

بينما أسس أول فرع لها في مصر الأرشيدياكون حبيب جرجس، الذي استحدث فكرتها وأضاف إليها الطابع الأرثوذكسي الأصيل في عام ١٩٠٠م، وكان أستاذا فيها للبابا شنودة الثالث عندما كان طالبا وأسمه قبل البطريركية نظير جيد.

لم تكن الفكرة في بدايتها مرحب بها، بل كانت مستهجنة من قطاع غير ضئيل من القساوسة الذين كانوا معارضين لها بحجج عدم الترحيب بفتح أبواب الكنيسة على مصراعيها لغير (الإكليروس) رجال الدين المسيحي من شباب وأطفال.

ولكن بعد فترة نجح جرجس، في تطبيق فكرته وإقناع الكهنة بها، وبالفعل استعان بزوجات بعض القساوسة وبعض الأساتذة المتخصصين في تدريس مناهج "مدارس الأحد" للطلاب، وبات يسافر إيطاليا ودول أوروبا يبحث عن نماذج دراسية ليطبقها في مصر بعد تعديلها، كما اشترى أدوات ووسائل ايضاح مثل الصور الملونة و المطبوع عليها قصص من الكتاب المقدس لاستعمالها في عملية الشرح، وكل ذلك علي نفقته الخاصة وبمعاونة بعض الأثرياء من أصدقائه.

واستعان جرجس ببعض العازفين من فرق أم كلثوم لتدريس مناهج الترانيم لكورال "مدارس الأحد"، وكان أول من ينجح في عمل هذا الدمج بين الدين والفن في الكنيسة، كما أدخل الشعر والأدب مع البابا شنودة الثالث، عندما كان تلميذا له .

وتحولت مدارس الأحد في مصر من يوم الأحد إلى الجمعة، بحكم الإجازات لدى الطلاب في المدارس، لكنها ظلت بنفس أسمها السابق الذي عرفت بيه في الشارع القبطي ولم تتغير .

اقرأ أيضًا.. رئاسة الوزراء: معدلات الإصابة بالسرطان في مصر أقل من العادي

وتعتبر مدارس الأحد في مضمونها عبارة عن كتاتيب أو فصول تقوية، لكنها متخصصة وتتبع النهج العلمي في موادها الدراسية وتستقبل الطلاب من مرحلة الحضانة وحتى الجامعة والخريجين، وتسمي محاضراتها بالإجتماعات، حيث يوجد اجتماعات لطلاب جميع المراحل الدراسية، واجتماعات للخريجين والمتزوجين حديثا والمخطوفين، واجتماعات للرجال والسيدات، كل منهم على حده وتكون إجتماعات متخصصة، ويشرف عليهم أساتذة متخصصين وخدام كنسيين ويسمي رئيس كل فئة عمرية "أمين الخدمة" وهو الذي يشرف على مجموعته و يرعى عمليتها الدراسية .

ولعل سبب استمرار "مدارس الأحد" على هذا النحو وبهذا الإسم حتى الآن يكمن في تمسك الكنيسة بها باعتبارها وسيلة قوية تحافظ على الهوية واللغة القبطية من الاندثار، وتدعم الثقافة الأرثوذكسية لدى الدارسين .

وتقيم مدارس الأحد مؤتمرات وندوات ورحلات، تعمل خلالها على تعزيز الثقافة القبطية والكنيسة لدى الأفراد، كما أن كل مواردها تدور في نفس الفلك مثل مادة الطقس والترانيم واللغة القبطية والألحان والمحفوظات والدروس، بجانب ذلك يوجد اجتماعات خاصة لصناعة الخدام الكنسيين والتي يدرسون فيها علوم كثيرة مثل الفلك ومقارنة الطوائف والسيكولوجيا والكتاب المقدس .

ويعد البابا تواضروس، بطريرك الكرازة المرقسية، من أكثر المؤمنين بدور "مدارس الأحد"، فقد كان أسقفا بها ومشرفا عليها لمدة ١٥عاما متواصلا، وأعلن عن عزمه تطويرها في مايو الماضي خلال إلقاء كلمته بمناسبة مرور ١٠٠عام على تأسيسها قائلا: "خدمة مدارس الأحد ترعى عدة أنشطة وترعى كل الشعب وجعلت منها خدمة تأسيس الكنائس" .

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الهلال والفتح في الدوري السعودي (لحظة بلحظة) | التشكيل