اعلان

حرب الأسعار.. هل النفط أمان للعالم أم كارثة تتنظره الدول بفعل كورونا؟

ماكينات بترولية
ماكينات بترولية

لا تزال حرب أسعار النفط التي تشهدها الأسواق العالمية مستمرة حتى اللحظة، مع عدم وجود أي بوادر لانفراج بالأزمة وتوصل طرفي الحرب، المملكة العربية السعودية وأوبك من جهة وروسيا من جهة أخرى لاتفاق حول حجم الإنتاج، وذلك بعد انخفاضات ملحوظة أثرت على الاقتصاد العالمي، وذلك بعد تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في البلاد.

هوت أسعار النفط أكثر من 5% متجهة صوب الخسارة للأسبوع الخامس على التوالي، مع طغيان تحطم الطلب الناتج عن فيروس كورونا على جهود التحفيز من صناع السياسات في أنحاء العالم.. ومن هنا يظهر سؤال يطرح ذاته، هل النفط أمان للعالم أم كارثة تنتظره الدول المختلفة بفعل كورونا؟.

وتعليقا على تلك الانخفاضات المستمرة وحرب الأسعار على النفط بين روسيا والمملكة العربية السعودية، قال رمضان أبو العلا، الخبير البترولي، مجاوباً على تسؤلات تراجح موازين أسعار النفط، أن فيروس كورونا قد خرج من لعبة أسعار النفط التي يشهدها العالم بين المملكة العربية السعودية وروسيا، وان النفط سيظل في إنخفاضات مستمرة حتى يصل لسعر معين حسب الظروف المحيطة بمعدلات النمو الاقتصادي على مستوى العالم، كالكوارث والأزمات التي تمر بها البلاد، وهذا نشهده في يومنا بظهور فيروس كورونا داخل دول العالم.

وأضاف رمضان أبو العلا، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن في لحظة وصول أسعار النفط لسعر يخدم مصلحة المنتجين، فسيحقق ذلك توازن كفتي الأسعار داخل الأسواق العالمية، وهذا ما يشير إليه عامل تصادم أهداف النفط المنتجين بالجدوى الاٌقتصادية للصناعات البترولية.

ولفت الخبير البترولي، أن ما قامت به المملكة العربية السعودية، بخفض منتجاتها اليومي لبرميل النفط، خلال أجتماع مجموعة "أوبك بلس"، هو إظهار العين الحمراء أمام روسيا، وذلك بغرض تحقيق أكبر عائد مائدي خلال تلك الفنرة، ولكن ذلك لن يستمر طويلا.

وأشار أبو العلا، إلى أن فيروس كورونا ضرب أسعار المواد البترولية، في أول ظهوره وخلع، ولكن ما يشهده العالم في الوقت الحالي، نكسة تسببت فيها المملكة العربية السعودية وروسيا نظرًا للخلافات التي بينهما على أسعار النفط، مما عملت على سقوط مؤشر الأسعار نحو درجات الصفر.

وأردف الخبير، أن إنخفاض أسعار النفط خلال أزمة كورونا من الـ60 إلى 20 دولار، قد تكرر في وقت سابق، حيث شهدعام 73 نكسة صادمة في أسعار النفط، حيث هوت من 12دولار في سعر البرميل، إلى 3 دولار، ولم نكتفي بذلك، أيضا مر عام 86 بنكسة نفطية، لينزل سعر النفط من 40 دولار الى 12 دولار للبرميل الواحد.

ومن جانبه قال الدكتور أبراهيم زهران، الخبير البترولي، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن السعودية تعتمد على المواد البترولية إعتماد كلي بالنسبة لدخل لإيرادتها، والذي فعلته مع روسيا سيسبب إفلاس للخليج عامة وليس لها فقط، وبالتالي روسيا ستتجه خلال تلك الفترة إلى افلاسها، حيث أن روسيا دولة قوية تعد ثاني دول العالم في انتاج النفط، ولكن تعتمد على المواد البترولية بشكل جزئي.

وأستكمل زهران، أن دخول السعدوية في صراع مع روسيا خطأ كبير وقعت فيه دون دراية مستقبيلة، مشيرا إلى أزمة كورونا تعد حرب عالمية تالته، وبعد إنتهائها، ستشهد خريطة العالم تغير ملحوظ على صناعات القوى، حيث أن الدول التي نلاحظها في تقدم تام قد نراه في مؤخرة الدول، ولذلك الولايات تلعب دورا هاما بشأن تلك اللحظة، كونها على إحتمالية مدروسة بخسائر كورونا أمام العالم.

ونتيجة لذلك، تبذل الولايات المتحدة قصارى جهدها لإنتاج لقاح فيروس كورونا، حتى تكون هي الدولة الوحيدة المنتجة، وبالتالي تحقق نجاح غير مسبوق لإقتصادها أمام دول العالم.

واستطرد، إن هناك دول كـ"فرنسا وألمانيا والصين" متربصة لخطط الولايات المتحدة، وتتصارع معها من أجل لحظة إنتاج اللقاح، حتى لا تقع في مأذق إقتصادي يهدد مستقبلها وينزل بقيمتها أمام العالم، متوقعا أن أزمة فيروس كورونا ستنتهي خلال 6 شهور على الأقل، أوعام على الأكثر.

ومن جهة أخرى قال بوب ياوجر، مدير العقود الآجلة للطاقة لدى ميزوهو في نيويورك: "نفد ما لدينا من ذخيرة لدعم السوق.. والحكومة استنفدت ذخيرتها هذا الأسبوع - وفي الأسبوع القادم ستكون السوق بمفردها".

وقال فاتح بيرول مدير وكالة الطاقة الدولية، إنه في ظل لزوم ثلاثة مليارات شخص منازلهم، فإن الطلب العالمي على النفط قد يهبط 20 %، داعيًا كبار المنتجين مثل السعودية إلى تقديم يد العون لجلب الاستقرار إلى أسواق الخام، لكن هذه الدعوات قد لا تكفي لإعادة ضبط السوق.

كما قال يوجين فاينبرج، المحلل لدى كومرتس بنك: "لدينا شكوكنا حيال ما إذا كانت السعودية ستدع أحدا يحملها بمثل هذه السهولة على العودة عن مسار الانتقام الذي شرعت فيها حديثا،" مشيرا إلى حرب الأسعار المستعرة بين روسيا.

ومن جهة أخرى فإن كلا عقدي الخام منخفض نحو الثلثين هذا العام في حين يجبر تهاوي النشاط الاقتصادي والطلب على الوقود جراء فيروس كورونا شركات النفط والطاقة على تقليص استثماراتها.

يذكر أن بحلول الساعة 1603 بتوقيت جرينتش، من يوم الجمعة، كان خام برنت منخفضا 2.03 دولار بما يعادل 7.7 بالمئة إلى 24.31 دولار للبرميل. ونزل الخام الأمريكي 1.29 دولار أو 5.7 بالمئة ليسجل 21.31 دولار.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً