'إذا كان مقدورًا عليَّ أن أموت فلن يعصمني من الموت أن أدفع الفدية، وإذا كان مقدرًا لي الحياة فعلام أدفعه؟'.. كانت تلك كلمات بطل المقاومة الشعبية محمد كُريّم، إبان الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، حين صدر بحقه حكم بالإعدام، ليأمر نابليون بونابرت، بـ إعدام محمد كريم، ونفذ الحكم رميًا بالرصاص، في يوم 6 سبتمبر 1798 ظهرًا في ميدان الرميلة بالقاهرة (ميدان قلعة صلاح الدين حاليا).
في 19 مايو 1798 قاد نابليون بونابرت، أسطولا فرنسيًا من 260 سفينة، مقلعًا من ميناء طولون محملًا بالجنود والمدافع والعلماء، قاصدًا الإسكندرية، وعندما ظهر الأسطول الفرنسي أمام شواطئ الإسكندرية، بعث حاكمها محمد كريم، إلى القاهرة مستنجدًا بمراد بك، وإبراهيم بك، فتوجه مراد بك مع جنوده إلى الإسكندرية للتصدي للغزاة الفرنسيين، فيما بقى إبراهيم بك في القاهرة للدفاع عنها.
محمد كريم
إعدام محمد كريّم
كان سكان مدينة الإسكندرية آنذاك حوالي 8 آلاف نسمة، ولم يكن بها من الجنود ما يكفي لصد الفرنسيين، وجيشهم المدجج بأحدث المعدات، كما لم تكن حصون المدينة وقلاعها تسمح بالدفاع عنها وحمايتها من الأسطول الفرنسي الذي وصل إلى شواطئها بمنطقة العجمي في 1 يوليو 1798، وأنزل قواته ليلًا.
هبّ محمد كُريم وأهالي المدينة للدفاع عنها، وقاد المقاومة الشعبية ضد الفرنسيين الذين اقتحموا المدينة، ثم اعتصم بقلعة قايتباي ومعه عدد من الجنود حتى فرغت ذخيرته فاضطر إلى وقف القتال، ليتم أسره هو ومن معه، ويدخل نابليون المدينة معلنا لأهلها الأمان، فيما أبدى إعجابه بشجاعة واستبسال محمد كُريم ورجاله، حتى إنه أعاد إليه سلاحه وأبقاه حاكما للمدينة، إلا أنه عين الجنرال كليبر حاكمًا عسكريًا.
لم يستسلم محمد كريم، فنادى بالمقاومة الشعبية، وأخذت دعواته تلقى صداها بين الأهالي، فتصاعدت الثورة وعمت أرجاء المدينة، حتى قام كليبر باعتقال بعض الأعيان للقضاء على الثورة، إلى أن ألقى القبض على محمد كريم، يوم 20 يوليو 1798 وعين بدلًا منه حاكمًا على الإسكندرية محمد الشوربجي الغرياني.
ظل محمد كُريم على عهده في دعم النضال ضد المحتلين والدفاع عن وطنه وإثارة الأهالى ضدهم، فأرسله كليبر إلى القاهرة، فحوكم فى 5 سبتمبر 1798 بتهم التحريض على المقاومة وخيانة الجمهورية الفرنسية، وأصدر نابليون أمر إعدامه رمياً بالرصاص، ونفذ الحكم بميدان الرميلة في مثل هذا اليوم 6 سبتمبر من عام 1798.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
