قررت أن تتسلح بالعلم وتُعلم نفسها القراءة والكتابة لتحقيق هدفًا راود أحلامها على مدار عقودٍ بعدما تجاوزت الخمسين من عمرها، إذ ذهبت إلى كُتّاب قريتها لتحفظ القرآن الكريم، وجلست بين الأطفال تستمع وتكتب وتردد كلمات الشيخ، غير مكترثة لمحاولات المحبطين من حولها لتثبيط عزيمتها وإثنائها عن ذلك بحُكم كِبَر سنّها.
السيدة فاطمة مع أسرتها
محت أُميتها بحفظ القرآن الكريم
'إقرأ' تنقل الإنسان من ظلمة الجهل إلى نور العلم' كلمات من ذهب بدأت السيدة فاطمة الشافعي محمد، صاحبة الـ77 عامًا، مقيمة بمحافظة الشرقية، تروي بها لـ'أهل مصر' قصتها، قائلة إنها لم تلتحق بالمدارس ولم تكن تعرف الكتابة والقراءة، وقررت محو أميتها بنفسها ببدء حفظ القرآن الكريم بكُتَّاب القرية، وذلك بعدما تجاوزت سن الخمسين عامًا وتحديدًا بعد وفاة زوجها الذي تُوفي عام 1997 تاركًا خلفه 7 أبناء عكفت على تربيتهم وتعليمهم وتزويجهم حتى أصبح لديها وقت فراغ، فقررت أن تتعلم القراءة والكتابة وبدأت بحفظ القرآن الكريم.
السيدة فاطمة مع أسرتها
سيدة الشرقية: "الأطفال كانوا بيتريقوا عليّا"
وأضافت السيدة السبعينية: 'ذهبت لكُتاب القرية وجلست بين الأطفال أستمع وأكتب وأردد كلمات الشيخ، وحاول الكثير من المحيطين بي وقفي عن الذهاب لكبر سني' مضيفة: 'الجيران والأطفال كانوا بيتريقوا عليا ويقولولي انتي لسه هتروحي الكتاب وتتعلمي وانتي في السن ده اقعدي بقى في البيت'، متابعة أنها لم تكترث لتطلعاتهم وأحاديثهم 'كنت بصحى أصلي الفجر وأفضل صاحية منمش لحد معاد الكتّاب'.
حصدت المركز الأول في حفظ نصف القرآن الكريم
واستكملت: عكفت على تربية أبنائي وتعليمهم جميعًا ولكن مررت بلحظة صعبة منذ عامين عندما تُوفي ابني الأكبر ولكني لم أتوقف عن حلمي في التعلم وحفظ القرآن الكريم حتى تقدمت لأول مسابقة تابعة للجمعية الشرعية بالقرية وحصدت المركز الثالث في حفظ ربع القرآن الكريم ثم تقدمت للمرة الثانية وحصلت على المركز الأول في حفظ الربع الأول من القرآن، ثم المرة الثالثة حصدت فيها المركز الأول في حفظ نصف القرآن الكريم.
واختتمت السيدة فاطمة المهدي حديثها لـ'أهل مصر'، بأنها تتمنى حفظ القرآن الكريم كاملًا وزيارة الكعبة المشرفة لأداء فريضة الحج.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
