اعلان

أحمد عنتر يكتب: مسني نصب وعذاب!

أحمد عنتر يكتب: مسني نصب وعذاب!
أحمد عنتر يكتب: مسني نصب وعذاب!
كتب : أهل مصر

"مسني نصب وعذاب، أنا موجوع بلا أنفاس... كأني أقف في غرفة لا نوافذ لها، حجرة بلا هواء أو ونس ، فقط وحدها هموم الجوع، وملحمة (طور في ساقية) التي أخوضها يوميا"، هكذا حاول أحد الزملاء التعبير عن «مرمطة الحياة» التي يواجهها، طالبا النصيحة، أو الغوث، أو ربما يفرغ بعض شحنات الوجع على سمعي، حتى إذا ما توهم انسكاب بعضه هدأ روعه واستراحت نفسه... وبالحق قلت له: أنت لست فأرا لأحلام الآخرين، يرسلونك لتأتي بقطع الجبن التي تشتهيها نفسك من أجل إفطارهم هم، ولو سألتني لقلت إن شعورك المنكسر هذا محض ضعف منك، واستسلام لا مروءة فيه.

وأنت كذلك عزيزي القارئ: أنت كذلك مثابر الخطى، لا يهزمك شتات، ولا تهزك أنواء، ولا يمس ثباتك نصب، أنت صامد كالجبال الراسيات، لا تنحني إلا بكلمة الله، إرضاء له، وأنت في الوقت نفسه، معلق من رقبتك في ركاب أصحاب الفضل عليك، الذين مدوا سواعد الجود والدعم، وفرشوا لك بساط الفرص، وأماطوا الأذى عن سبيلك، فجنبوا نفسك مشاعر السوء وعثرات الطريق.

أنت مجبر على احترام أقدار هؤلاء، أن تعظم في قلبك رسائل المحبة المطوية لهم، لأنهم أعانوك حينما خذلك آخرون... وضعوا الطيب على جروحك، وآمنوا بك وقت الكفر، وشدوا من أذرك في ساعات ضعفك الأولى، وثقوا في قدرتك على النهوض بصدر عريض وظهر قادر، فأرسلوا في نفسك قبس النجاح والتعزز، بينما على الجانب الآخر أنت مجبر على محاربة وكره من أهانوك، من أذلوا أنفاسك، أو داسوا على حاجتك في شدة الاحتياج وتعاظمه... أنت مطالب برد الصاع صاعين، لمن يحمل دينا معنويا لك، من استهدف إهانتك، وغدر بأوقات ضعفك، سفه من قدرك، وحط من قدرتك، فسحب من روحك الأمل، عامدا أو جاهلا.

وإني بالنصيحة أقول، أني شخصيا في زمني هذا بعد أن استوى عودي واشتد ساعدي- ويمكنك اتباع ذلك- لا أملك إلا أن أشفق على من يحاول هزيمتي، بالحديث أو التقول، فمن يتحدث بحقك من خلفك- يا صديقي- إنما يستشعر نقصا في نفسه عنك، يشعر أنه ضعيف أمامك وأن محنته النفسية تنتهي بذمك والإساءة إليك دون علمك، فتهدأ عندها نفسه ويطيب يومه، ويهنأ بمكاسبه التي اقتنصها ب "التعريض" على حسابك، والعجيب أنك بالتأكيد، كما أحسبك، لا تعبأ بمكاسبه بقدر ما تشفق على حاله وضياع رجولته.

ربما يشعر البعض أن ما قرأه لم يكن مقالا مهما مفيدا، لكني أحسب كذلك أني عبرت عن مشاعر كثير من قرائي، لو كان لي قراء أصلا، وأحسب أني قد أريح بعضهم، إن شاركوا هذا المقال، من عبء " تلاقيح " الفيس بوك، التي يضطرون للجوء إليها حينا بعد حين، وإني أقول صادقا، بأني مع كثير منهم، لا أجد راحة في نشر منشوراتي العادية، التي لا تستهدف أحدا، ولا أقصد بها إلا موقفا عابرا لا يمت لأحدهم بصلة، لأن «اللي على راسهم بطحة » كثر، يظنون دوما ظن السوء أنهم مقصودون، رغم أنهم سقطوا جميعا من فوق جدران الذكر والذاكرة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً