أثار الحديث حول تفكير مجلس اتحاد نقابات المهن الطبية، في شراء أرض بالعاصمة الإدارية، بمساحة 15 فدانًا، لإنشاء مقر إداري وقاعة مؤتمرات ونادي اجتماعي، و30 فدانًا أخرى بالعاصمة الجديدة أو القاهرة الجديدة لإقامة مشروع إسكان، جدلا بين الأطباء؛ لكون الأموال الموجودة مخصصة لمعاشات الأعضاء.
حماية أموال المعاش النقابي
الدكتور إيهاب الطاهر، أمين عام نقابة الأطباء السابق، قال أن 'اعترضت والعديد من أعضاء مجلس النقابة على تفكير مجلس اتحاد نقابات المهن الطبية في شراء أرض بالعاصمة الإدارية الجديدة لإنشاء مقر إداري وقاعة مؤتمرات ونادي اجتماعي ومشروع إسكان، بدعوى أن الاتحاد يمتلك أكثر من أربعة مليارات جنيه وبالتالي من الأفضل استخدامهم فى مشاريع خدمية يستفيد منها الأعضاء'.
وأضاف 'الطاهر'، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن الهدف الرئيسي من إنشاء اتحاد نقابات المهن الطبية، هو إنشاء صندوق مالي لصرف المعاشات ودعم علاج الأعضاء (بشريين – صيادلة – أسنان – بيطريين)، وإذا كان يمتلك أكثر من أربعة مليارات جنيه، فهو يتكلف سنويًا حوالى 1.1 مليار جنيه للمعاشات، وبالطبع يجب الحفاظ على ديمومة صرف المعاشات وعدم تأثرها بأي مشروعات تحمل مخاطرة أو إهدار للأموال'.
ايهاب الطاهر يطلب من نقابة الأطباء النظر في طلب اتحاد المهن الطبية شراء أرض بالعاصمة الإدارية الجديدة لعمل مقر إداري
وتابع 'وبالتالي فإن التفكير في إنشاء مقر إدارى للاتحاد بالعاصمة الإدارية، يتكلف ملايين طائلة دون ضرورة ملحة، ولا يُوجد عائد مالي من وراء ذلك، بل سوف يُهدر أموال الاتحاد ويخرج به عن أهدافه القانونية'.
وواصل 'خاصة أن الاتحاد اشترى بالفعل المبنى الملاصق للمقر الحالي للاتحاد لتوسعة مقره الإداري الحالي، كما أن إنشاء نادى بالعاصمة الإدارية يتكلف الملايين، ويخدم نسبة محدودة جدًا من الأعضاء، ويتسبب في إهدار الأموال'.
اتحاد المهن الطبية يفكر في شراء أرض بالعاصمة الإدارية الجديدة لعمل مقر إداري
ولفت: إلى أنه 'التفكير في إنشاء مشروع إسكان، أمر يحتاج للتفكير بهدوء، فبالطبع جميعنا يتمنى وجود شقق سكنية للأعضاء بشروط ميسرة وأسعار مخفضة، ولكن للأسف المشاريع الإسكانية تحمل مشكلات عديدة والعديد منها يتعثر لأسباب كثيرة'، مضيفًا: 'كما أنه من المعلوم أن الأرباح الفعلية من أي مشروع إسكان تكون للمقاول وليس لصاحب رأس المال، ونحن لسنا مقاولين'.
وأكمل: 'وللأسف هناك تجارب مريرة لهذه المشاريع ببعض النقابات الفرعية تهدد بضياع أموال الأعضاء الذين شاركوا بها، أما القول بأن أعضاء مجلس الاتحاد الحالي لديهم الخبرة والكفاءة في إدارة إنشاء مشروع إسكاني، ناجح فهو تفكير بعيد عن الواقع، لأن مجلس الاتحاد يتغير باستمرار بسبب انتخابات هيئات مكاتب النقابات كل سنة، ثم انتخابات التجديد النصفي كل سنتين'.
واستطرد 'وبالتالي قد يأتي مجلس بتشكيل آخر تكون له رؤية أو إدارة مختلفة قبل إتمام المشروع، وقد أتفهم التفكير في التعاقد أو شراء وليس إنشاء مشروع إسكان، بحيث يكون جاهز للتسليم وفي مناطق متوسطة الأسعار، بحيث تكون المخاطرة محدودة ويكون هناك ربح لصندوق المعاشات وخدمة لمعظم الأعضاء، وحتى هذا التفكير المفهوم'.
التكاليف المتوقعة للأرض (فقط) :
واستكمل أمين نقابة الأطباء السابق، أن 'وزير الإسكان رد على الاتحاد بما يفيد بأن الاتحاد عليه الشراء بنفس القواعد المطبقة على المستثمرين، وحيث إن سعر المتر الإدارى بالعاصمة الإدارية يبدأ من 17 ألف جنيه، وسعر المتر السكني يبدأ من 5 آلاف جنيه، بالتالي فسعر الأرض الإدارية سيكون حوالي مليار جنيه، وسعر الأرض السكنية حوالي 600 مليون جنيه، بما يعنى إنفاق أكثر من ثلث أموال صندوق المعاشات في الأرض فقط، بخلاف المباني والتجهيزات'.
وأوضح أن 'مجلس الاتحاد نفسه قرر إيقاف صرف دعم المصابين بكورونا اعتبارًا من أول نوفمبر المقبل، مع استمرار صرف دعم الشهداء فقط، وذلك نظرًا لتزايد الأعداد، ما يؤثر على صندوق المعاشات، وهذا قرار مفهوم بالطبع، ولكن السؤال هو كيف يتم البحث عن صالح صندوق المعاشات بإيقاف دعم الأعضاء المصابين، وفي الوقت نفسه تكون هناك مخاطرة بأكثر من ثلث ميزانية الاتحاد في مثل هذه المشروعات'.
رفض الأطباء لفكرة مشروع العاصمة الإدارية الجديدة
وفي ذات السياق أكد الدكتور رفعت الخضيري، نقيب الأطباء البيطريين السابق بمحافظة الشرقية، أنه 'يجب الحفاظ على أموال الاتحاد وتنميتها بعيدًا عن فكرة إنشاء النوادي والإسكان والذي لا يستفيد منه إلا قلة من الميسورين والمقيمين بالقاهرة'.
فيما شددت الدكتورة سناء فؤاد، الأمين العام لنقابة الأطباء الفرعية بالقاهرة، على أن 'الأمر يتعرض لأموال المعاشات والأرامل والأيتام، ولا يجب مناقشته أو اتخاذ موقف منه على مستوى مجلس الاتحاد، لكن لا بُد من مناقشته على مستوى الجمعية العمومية وبعد دراسة جدوى متأنية تغطي كل الجوانب'.
نقابة الأطباء توافق على النظر في طلب 'الطاهر' حول تفكير اتحاد المهن الطبية في شراء أرض بالعاصمة الإدارية الجديدة لعمل مقر إداري
بينما قال الدكتور محمد الروبي، طبيب بمستشفى بني مزار، إنه 'لا الأطباء في حاجة لمشروعات سكنية ولا نوادي ترفيهية أو اجتماعية، فأغلبهم مشترك في أكثر من نادي، ولكنهم في حاجة لمستشفى لهم وأسرهم'.
واقترح 'الروبي'، أن 'يتم الشراء أحدي المدن الجديدة مثل أكتوبر الجديدة بأسعار للأرض رخيصة أو الفيوم الجديدة بأسعار أقل، وفي ظل وجود الطريق الإقليمي فإنه يسهل الوصول إليها من القاهرة والإسكندرية ومدن القناة والدلتا، وبالطبع مدن الصعيد فهى تقع على طريق القاهرة أسيوط الغربي والممتد لأسوان'، متابعًا: 'وأتمنى أن يأخذ اتحاد النقابات الاقتراح بجدية وليس شرطًا أن يكون من أموال الاتحاد بل أسهم يُشارك بها الأعضاء أنفسهم ويشارك هو بأسهم تجلب له ربح'.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
