اعلان

توابع "زلزال التصفية".. هل يورط مجمع "الحديد والصلب" الحكومة في أزمة أكسجين؟

 أسطوانات الأكسجين
أسطوانات الأكسجين

خالد الفقي: "الحديد والصلب" كان يورد الأكسجين للمستشفيات وفوجئنا بقرار التصفية

مصير الأكسجين المورد لـ"الصحة" بعد تصفية "الحديد والصلب"

بعد تصفية "الحيد والصلب".. "الصحة" تنسق مع شركات القطاع العام لحل أزمة الأكسجين

خبير: "الحديد والصلب" كانت توفر 25 ألف متر مكعب يوميا من الأكسجين لـ"الصحة"

تحرك عاجل من "الصحة" وتنسيق مع "قطاع الأعمال".. ومصدر حكومي يرد

ما زالت توابع تصفية مجمع "الحديد والصلب" تلقي بظلالها على المجتمع المصري، إذ أنه بعيدا عن مشكلات العمال وتأثر صناعة الحديد، ظهرت أزمة جديدة وهي نقص الأكسجين، إذ كان المجمع يورد لوزارة الصحة كميات كبيرة لمجابهة فيروس كورونا في موجته الثانية، وهو ما نقطع الإمداد فور قرار التصفية.

وقال خالد الفقى، رئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية والمعدنية، وعضو مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات المعدنية، إن شركة الحديد والصلب بحلوان تمتلك 3 محطات أكسجين ويتم توريد الأكسجين المنتج منهم لوزارة الصحة فى ظل أزمة كورونا.

وأوضح الفقى فى تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن الشركة كانت لديها 3 محطات لا يعمل منها سوى محطة واحدة، ونحن كنا فى انتظار إصلاح المحطتين منذ عام فى ظل الأزمة الصحية الحالية .

وأشار إلى أن الأكجسين كانت يورد للمصانع للعمل به، ولكن فى ظل احتياج وزارة الصحة والمرضى تم توريده بالكامل لوزارة الصحة والمستشفيات، وكان الطلب عليه من قبلهم مضاعف 100%، وكنا فى انتظار قرار تصليح المحطتين والتطوير، إلا أننا فوجئنا بقرار التصفية والبيع.

وأضاف الفقى، أن عمال الحديد والصلب يبلغ عددهم 6702 عامل منهم 6335 عمالة فنية ماهرة وهم ثروة صناعية كان لابد للدولة أن تستفيد بهم، مؤكدا أنه يأمل ويستغيث بالرئيس السيسى لتدخله لحل هذه الأزمة .

وزارة قطاع الأعمال ترد

من ناحيته، كشف مصدر بوزارة قطاع الأعمال، أن هناك عددا من الشركات وهى الدلتا والألمونيوم والحديد والصلب لديهم محطات إنتاج للغازات، ولكن أكثرهم كما وإنتاجا توريدا للأكسجين هو الحديد والصلب، حيث يمتلك 3 محطات لإنتاج 4 أنواع من الغازات منهم الأكسجين، الذى ورد مع أزمة كورونا للمستشفيات ووزارة الصحة، ويتم بيع باقى الغازات لصالح الشركة.

وأوضح المصدر لـ"أهل مصر"، أن العمل مستمر داخل محطة الأكسجين بالحديد والصلب رغم اعتصام العمال ولكن مع بدء التصفية لا نعلم مصير المحطات .

الصحة تعلق

على جانب آخر كشف مصدر بوزارة الصحة، إنه بالفعل لدى الوزارة أزمة نقص الأكسجين في المستشفيات .

وأوضح المصدر لـ"أهل مصر"، أن إدارة التخطيط بالوزارة من المفترض أن تقوم بعملها خلال تلك الأزمة بالتعاون مع قطاع الأعمال.

وأضاف، أنه سيتم التنسيق مع شركات قطاع الأعمال بالعاشر من رمضان لتزويد وزارة الصحة بالأكسجين اللازم لتلافى الأزمة، مشيرا إلى أن محطات غاز الحديد والصلب كانت تورد أكبر كميات من الأكسجين .

وضع الحديد والصلب

فى ذات السياق يقول الدكتور محمد الكيلانى، أستاذ اقتصاد، أن الشركة تعمل بنظام القانون رقم ٢٠٣ لسنه ١٩٩١، وهو قانون الشركات القابضة والتابعة، وتعد من الشركات التي تختص بنشاط مهم وواقع اقتصادي كبير في الحياه المصرية.

وأضاف، أن شركة الحديد والصلب المصرية (شركة تابعة مساهمة مصرية) تعتبر من كبرى شركات إنتاج الحديد والصلب العاملة، ويبلغ حجم استثماراتها أكثر من 650 مليار جنيه، ومن أهم الأعمال التى تمارسها الشركة هي إنتاج منتجات الحديد والصلب مطابقة للمواصفات وبأعلى جودة وأقل تكلفة طبقا لحاجة السوق المحلى والعالمى بمعدل مستوى إنتاج يصل إلى 2ر1 مليون طن.

وأوضح الكيلانى لـ"أهل مصر"، أن من منتجات الشركه زوايا متساوية مدرفلة على الساخن - كمر مجرى مدرفلة على الساخن - قضبان مستديرة مدرفلة على الساخن - حديد تسليح أملس - حديد تسليح مشرشر - مربعات مدرفلة على الساخن - خوص وشرائح مدرفلة على الساخن – قضبان – فلنكات – كمر - شرائط ولفائف مدرفلة على البارد - ألواح بقلاوة مدرفلة على الساخن – بلاطات – مربعات - خام الحديد وخام الباريت - جلخ الأفران العالية - قوالب زهر للمسابك - خام الحجر الجيرى – أكسجين – ارجون – نيتروجين - تصنيع قطع الغيار – تصنيع الهياكل.

وأضاف أن الشركة لم يتم وضعها تحت أجندة التحديث والتطوير في كافة القطاعات مما ترتب عليه خسائر كثيرة وكانت الأرباح المحققه هامشية بالقدر الدائن وليس الربح المحقق حيث كانت الشركة تقوم باستخدام الفروق الدائنة نتيجة لإعادة تقييم الأصول (الأراضى) والتي بلغت 4092 مليون جنيه وذلك لتحقيق أرباح أما الأرباح التى حققتها الشركة خلال الفترة من 2006/2005 حتى عام 2010/2009 فقد تأثرت بإيرادات عرضية غير متعلقة بالنشاط مثل إيرادات سنوات سابقة و مخصصات انتفى الغرض منها، وفى حالة استبعاد هذه الإيرادات تتحول هذه الأرباح الى خسائر

وأشار إلى إنتاج الشركه بالنسبة لحجم السوق إذ أنه يتمثل في (112) ألف طن سنويا يمثل أقل من 1% من حجم السوق حيث أن الاستهلاك يتراوح بين 7 و 8 مليون طن سنويا، وحجم الطاقة الإنتاجية فى مصر حوالى 11.8 مليون طن سنويا، ويتم استيراد حوالى 2 مليون طن بأسعار أقل من المحلي.

دعم "الحديد والصلب" للدولة

ومن جانبه قال الدكتور رمزى الحرم، الخبير الاقتصادى، إنه لا تزال شركة الحديد والصلب تسهم في دعم الدولة في أوقات الأزمات، فقد وفرت الأكسجين الطبي للدولة في ظل أزمة كورونا، من خلال اتفاق بين وزارة الصحة ومصانع الحديد والصلب، لتوفير احتياجات المستشفيات من الأكسجين، ورفع كفاءة شبكات الغاز بمستسفيات العزل والحميات والصدر، وتوفير 1500 مولد أكسجين اللازم لتلك المستشفيات، فضلا عن توفير 25 ألف متر مكعب يومياً من الأكسجين الطبي لوزارة الصحة.

وأوضح الحرم، أن هذا الأمر لم يَكن الأول من نوعه، في شأن دعم شركة الحديد والصلب للدولة منذ إنشائها عام 1952، ولكن ظلت على مر العصور، توفي بعهدها كإحدى الشركات الاستراتيجية في الاقتصاد المصري، في إنتاج الحديد المستخدم في قضبان السكك الحديدية، سواء في السوق المحلي أو في التصدير، حيث كانت لا تبحث على الربح في المقام الأول، كغيرها من الشركات الأخرى، ولكن كانت تسعى لدعم الدولة، باحتياجاتها من منتجاتها المختلفة، حتى لو كان معامل الاستغلال (جانب التكاليف مقسوماً على جانب الإيرادات) لتلك المنتجات تزيد عن الواحد الصحيح.

وأكد، أنه يمكن القول، أن عامل الربح بالمفهموم التقليدي لا يكون في المقام الأول، في شأن الصناعات الاستراتيجية، والتي قد تقدم مستلزمات إنتاج للصناعات الأخرى داخل الاقتصاد، وكبديل عن الاستيراد بتكاليف أعلى من الخارج، في الوقت الذي يؤدي ذلك، بتلك الشركات إلى تحقيق أرباح متدنية أو حتى خسائر، ولكن إذا ما تم حساب المكاسب الاقتصادية على مستوى الاقتصاد الكلي، سنجد أنها مكاسب مرتفعة للغاية، ومن أمثلة ذلك، قيام شركة الحديد والصلب بتزويد المستشفيات بما تحتاجه من الأكسجين الطبي والمولدات الخاصة بذلك، دون النظر الى تكلفة الفرصة البديلة أو الضائعة، إذا ما خُصصت تلك الموارد في خطوط إنتاج أخرى اكثر ربحية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً