اعلان

من بارليف لـ "جلبوع " مروراً بـ"شطة".. كيف سقطت أساطير الاحتلال الإسرائيلي بخراطيم المياه والملاعق؟ (فيديو)

الهروب من سجن جلبوع
الهروب من سجن جلبوع
كتب : سها صلاح

بعد هروب الاسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع أكثر معتقلات الاحتلال الإسرائيلي تشدداً من جهة الحراسة، اعاد الأمر للأذهان هدم الروح المعنوية العالية والنعرة الكاذبة للصهاينة بتفاخرهم بخط بارليف الذي استطاع الجيش المصري في 6 أكتوبر القضاء على خط بارليف الذي اعتبره الاحتلال الإسرائيلي غير قابل للهدم بـ'خراطيم المياه' والاثنين الماضي استطاع 6 اسرى فلسطينيين الهروب من سجن جلبوع أكثر المعتقلات تشدداً، ويعد سجن جلبوع امتدادا لسجن 'شطة' الذي كادت أن تتحطم أسطورته ايضا عام 1998، بعد أن حاول 24 أسيرا الهروب منه، عقب حفرهم نفقا تحته، ونجح اثنين منهم في الخروج من فتحة النفق خارج أسوار السجن، إلا أن أمرهم انكشف.

خط بارليف الحاجز الوهمي المنيع

خط بارليف الذي شيد على طول الساحل الشرقي لقناة السويس، وسمي نسبة لـ'حاييم بارليف' القائد العسكري الإسرائيلي حينها، وكان يعتبر حصن الدفاع الأول ولا يمكن اختراقه إلا بقنابل نووية، وفقاً لمزاعم الاحتلال الإسرائيلي حينها.

وبني خط 'بارليف' من سواتر ترابية على ارتفاعات تصل لنحو 22 مترا، بطول 170 كم على طول قناة السويس، ليصبح خط دفاع يمنع الجيش المصري من عبوره، وللمصادفة، فإن من يشغل منصب وزير الأمن الداخلي لحكومة الاحتلال الحالية، عومير بارليف، نجل رئيس هيئة أركان الاحتلال الأسبق 'حاييم بار ليف' الذي سمي خط بارليف في سيناء على اسمه خلال حرب أكتوبر 1973.

كانت النقطة الواحدة من نقاط خط بارليف تحتوي على 26 دشمة للرشاشات، 24 ملجأ للأفراد، 4 دشم للأسلحة المضادة للدبابات، 4 دشم للأسلحة المضادة للطائرات، 3 مرابض دبابات، 6 مرابض للهاون، مرابض للمدفعية، 15 نطاق من الأسلاك الشائكة بينهما حقول ألغام، وبالتأكيد باقي النقاط الحصينة كانت على هذا النمط من التحصينات الدفاعية.

ويوجد ضمن تحصينات خط بارليف خزانات وقود تحت تحصيناته، الخزان الواحد يحتوى على 200 طن من المواد المشتعلة، يخرج منها مواسير كانت قدرتها كفيلة بتحويل سطح القناة لكتلة نار حتي 700 درجة مئوية لمدة من 15 إلي 30 دقيقة، مما ينتج عنه إحتراق أي جسم علي سطح القناة وتدمير فكرة العبور نهائياً.

وحينها اقترح أحد مهندسي القوات المسلحة المصرية وهو الراحل 'اللواء المهندس باقي زكي يوسف ' إستخدام مضخات مياه بضغط عالي لإزاحة الرمال و فتح الثغرات وكان ذلك هو الحل الأمثل لإزاحة الساتر الترابي أمام الدبابات.

وفي يوم 6 أكتوبر 1973 سقط خط بارليف خلال ساعات معدودة، وسقط معه 15 موقعاً حصيناً، بالإضافة إلى حصار المتبقي وعبر أكثر من 30 ألف جندي مصري خط بارليف في 3 ساعات فقط وتم فتح عدة ثغرات بمضخات المياه لعبور المجنزرات.

الهروب من سجن 'جلبوع' بالمعالق

وكما تحطمت أسطورة 'خط بارليف' بعد أن أذاب الجيش المصري جبل رماله بخراطيم المياه، نُسفت أسطورة سجن جلبوع والذي تفاخروا به بعد 48 عاما، بملاعق ستة أسرى فلسطينيين، بعد انتزاعهم حريتهم وهروبهم عبر نفق حفروه من داخل زنزانتهم وصولا إلى خارج أسوار السجن.

وعلى مدار يومين وأجهزة الاحتلال المختلفة متأهبة للبحث عن أسرى سجن جلبوع الستة، وهم: زكريا زبيدي، ومناضل انفيعات، ومحمد عارضة، ويعقوب قدري، وأيهم كممجي، ومحمود عارضة ، دون جدوى.

معتقل 'جلبوع' افتتح عام 2004، ويتكون من خمسة أقسام في كل واحد منها 15 غرفة، تتسع كل منها لثمانية أسرى من ذوي الأحكام العالية والمؤبدات، وجرى بناؤه فوق أرضية من الاسمنت المُسلح وبطبقة فولاذية، ومزود بنظام تحت أرضية السجن، ويتحول لون أرضية المكان الذي يحفر بداخله إلى لون آخر، اذا ما تم إخراج جزء من الاسمنت الذي يغطي أرضية السجن، بحسب مؤسسات مختصة في شؤون الأسرى،ويحتوي على أبراج عالية موزعة على نقاط متفرقة تغطي السجن من كل الأطراف تشاهد بالعين المجردة والكاميرات الإلكترونية فائقة الدقة، وتجرى عمليات فحص دورية بشكل دائم على الأرضيات والجدران والنوافذ 3 مرات يوميا بأدوات خاصة لهذا الغرض.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يحاول فيها الأسرى الهروب من السجن ذاته؛ ففي عام 2014 أحبطت قوات الاحتلال عملية هروب لعدد من الأسرى بعد اكتشاف نفق حفر على عمق عدة أمتار، وعلى إثر تلك الحادثة قررت مصلحة السجون تغيير كل قواعد المراحيض في السجون واستبدالها، وتغيير قنوات الصرف في أرضية السجن وفتحها يوميا للتأكد من عدم وجود تراب كإشارة إلى حفر نفق.

سجن 'شطة' كسر الاسطورة الاسرائيلية من قبل

يعتبر سجن شطة من اشد السجون الإسرائيلية حراسة وفقاً لمزاعمهم السابقة حيث يضم 800 أسير فلسطيني ومحاط بالاسلاك الشائكة، وبوابة حديدية ملونة باللون الأزرق السماوي، وقدمت العديد من الشكاوي ضد هذا السجن حيث يتم فيها انتهاك كبير لحقوق المساجين.

بتاريخ 31 يوليو 1958، سجّل سجن 'شطة' شمالي الأغوار، أكبر عملية هروب من السجون الإسرائيلية'،وفي حينه، خاض نحو 190 أسيرا فلسطينيا مواجهة مع سجانيهم، وسيطروا على عدد منهم، فاستشهد 11 أسيرا، وقُتل سجانان إسرائيليان، ونجح آنذاك 77 أسيرا بالهرب.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً