اعلان

وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ .. لماذا نزلت هذه الآية ؟ وكيف تجتمع رأفة الله مع الحذر منه

قرآن
قرآن

يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة آل عمران من القرآن الكريم : يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ . فما هو سبب نزول هذه الآية ؟ وما معناه ؟ وكيف يجتمع تحذير الله من نفسه وبين رأفة الله بعباده ؟ حول سبب نزول هذه الآية قال ابن عباس : كان الحجاج بن عمرو ، وكهمس بن أبي الحقيق ، وقيس بن زيد - وهؤلاء كانوا من اليهود - يباطنون نفرا من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم فقال رفاعة بن المنذر ، وعبد الله بن جبير ، وسعيد بن خيثمة لأولئك النفر : اجتنبوا هؤلاء اليهود ، واحذروا لزومهم ومباطنتهم لا يفتنوكم عن دينكم . فأبى أولئك النفر إلا مباطنتهم وملازمتهم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . وقال الكلبي : نزلت في المنافقين : عبد الله بن أبي وأصحابه ، كانوا يتولون اليهود والمشركين ، ويأتونهم بالأخبار ، ويرجون أن يكون لهم الظفر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فأنزل الله تعالى هذه الآية ، ونهى المؤمنين عن مثل فعلهم .

اقرأ أيضا .. ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ.. لماذا لم يقل الله هذا الكتاب ؟ وهل يقصد القرآن الكريم أو التوراة والإنجيل

يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية : قال تعالى مؤكدا ومهددا ومتوعدا : ( ويحذركم الله نفسه ) أي : يخوفكم عقابه ، ثم قال مرجيا لعباده لئلا ييأسوا من رحمته ويقنطوا من لطفه : ( والله رءوف بالعباد )، وقال الحسن البصري : من رأفته بهم حذرهم نفسه . وقال غيره : أي رحيم بخلقه ، يحب لهم أن يستقيموا على صراطه المستقيم ودينه القويم ، وأن يتبعوا رسوله الكريم . ويقول الطبري في تفسير هذه الآية عن أبو جعفر: يقول جل ثناؤه: ويحذركم الله نفسه: أن تُسخِطوها عليكم بركوبكم ما يسخطه عليكم، فتوافونه يومَ تَجد كلُّ نفس ما عملت من خير محضرًا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا، وهو عليكم ساخط، فينالكم من أليم عقابه ما لا قِبَل لكم به. ثم أخبر عز وجل أنه رءوف بعباده رحيمٌ بهم، وأنّ من رأفة الله بهم: تحذيرُه إياهم نفسه، وتخويفهم عقوبته، ونهيه إياهم عما نهاهم عنه من معاصيه، وعن الحسن في قوله: ' ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد '، قال: من رأفته بهم أن حذَّرهم نفسه.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً