اعلان

"مزاج الباشا" .. المسكوت عنه في تاريخ المصريين

خير الله: الماضي حوى على كل أنواع الفجور مثلما كان يحتوي الإيمان والورع والزهد

كتاب مزاج الباشا
كتاب مزاج الباشا
كتب : اهل مصر

فيما يعتبر الجزء الثاني من كتابه 'بارات مصر' أصدر الشاعر والكاتب محمود خير الله، كتابه الجديد 'مزاج الباشا.. تطور ثقافة الخمور في مصر'، عن دار 'صفصافة للنشر' بالقاهرة، وهو عبارة عن رحلة بحثية بلغة مشوّقة بحثاً عن لحظات انتشار ثقافة الخمور في مصر، خلال عصور التاريخ المختلفة.

بدءاً من مصر القديمة أي قبل ألفي عام قبل الميلاد وحتى القرن التاسع عشر، في محاولة يصفها الكاتب بأنها قراءة التاريخ الرحيم ـ غير الدموي ـ للإنسانية على أرض مصر من 'بيوت احتساء الخمور في مصر القديمة' مروراً بمرحلة من الخمامير أو الخمارات التي نشأت بجوار بيوت اللهو والخواطي وتطورت مطلع القرن التاسع عشر، حيث بنت الحملة الفرنسية أول بار شعبي على الطراز الحديث في مصر وعرف باسم 'بار المشهد الحسيني' .

لافتاً إلى أن ثقافة البارات تطورت في مصر حتى أصبحت شريكاً فعلياً في العمل السياسي إبان الانفجار الاجتماعي في المجتمع المصري 'الثورة العرابية' 1882، حيث لعبت البارات دوراً مركزياً في أحداثها.

الشاعر محمود خير الله

الكتاب رحلة ممتعة بين فصول التاريخ تمكن الكاتب خلالها بدقة من رصد وتحليل تاريخ ثقافة الخمور وانتشارها أو منعها وتحريمها، كما يأخذنا الكتاب في رحلة عبر التاريخ لتتبع ثقافة الخمور من التقديس في بعض الأديان والمجتمعات القديمة إلى التحريم في مجتمعاتٍ قديمة أخرى، حيث يقرأ الكتاب فترة مصر القديمة ومرحلة الفتح العربي لمصر ومراحل التاريخ العثماني والمملوكي وعصر محمد علي باشا، حيث تم التعامل مع الخمور دائماً بوصفها من أهم السلع التي تنتجها مصر وتسبب الرخاء لأهلها وبالتالي سمحت الدولة بإنتاجها بل وتوسعت فيه.

يقول خير الله في مقدمته: 'اخترت أن أقرأ تاريخ ثقافة الخمور في مصر، لأثبت أن الماضي كان يحتوي على كل أنواع الفجور مثلما كان يحتوي على الإيمان والورع والزهد، وأن بيوت احتساء الخمور كانت موجودة في الزمن القديم بجوار المعابد ودور العبادة'.

يضيف: 'كان من السهل ملاحظة أن أول ظهور للخمور كان خلال بواكير تشكل العقل الجمعي للبشر، أقصد في مرحلة 'ما قبل التاريخ'، وأن إطلالتها الاستثنائية ظهرت في روايات الأديان الوثنية، وفي بعض الأساطير المتعلقة بالخلق، حيث تواتر الحديث في هذه المصادر عن الخمر، كأنها جزء لا يتجزأ من ثقافة البشر الأولى تصحبهم في حياتهم وتتقاسم معهم القبور'.

يذكر ان محمود خيرالله، نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، وعمل لفترة مديراً لتحرير 'مجلة الثقافة الجديدة' الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وهو أحد شعراء قصيدة النثر وأصدر من قبل 5 مجموعات شعرية.

يشير خيرالله إلى ما كتبه رفاعة الطهطاوي في كتابه المؤسس 'تخليص الإبريز في تلخيص باريز' حيث يتحدث بأريحية عن الخمور وأحوالها في مصر وفي 'باريز'، مشيراً إلى فتنة العرب بالخمور أكثر من الفرنسيين، الذين يصفهم في هذه السطور:

'والغالب في الشراب عندهم النبيذ على الأكل بدل الماء، وفي الغالب خصوصاً لأكابر الناس، يشرب من النبيذ قدراً لا يسكر به أبداً، فإن السكر عندهم من العيوب والرذائل، وبعد تمام الطعام ربما شربوا شيئا يسيراً من 'الغرقي' ـ نوع من الخمرـ ثم إنهم مع شربهم لهذه الخمور لا يتغزلون بها كثيراً في أشعارهم، وليس لهم أسماء كثيرة تدل على الخمرة كما عند العرب أصلاً، فهم يتلذذون بالذات والصفات ولا يتخيلون في ذلك معاني ولا تشبيهات ولا مبالغات'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً