اعلان

"أبيع زوجي".. الطلاق للحصول على "معاش" ظاهرة تجتاح المنيا.. سيدات: "ضل طابور نفقة ولا ضل راجل".. وكيل الأوقاف: يبحثن عن الشقاء الأكبر والسبب "حبيشة" و"نسر الصعيد"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

واحد من أسباب ودوافع الطلاق وطرقه، اعتاد عدد كبير من السيدات تطبيقها، للتغلب على صعوبة الأحوال المعيشية في ظل فقدان الاستقرار الأسري، وذلك باللجوء لمحكمة الأسرة لطلب الطلاق بهدف الحصول على معاش شهري ثابت يقدم للسيدة المطلقة بشكل دائم من قِبل الدولة لم يحققه لها زوجها خلال حياتهما الزوجية.

البحث عن النفقة والمال بات مقصدًا لعدد كبير من الزوجات خلال الآونة الأخيرة بمحافظة المنيا، وأصبح عدد ليس بالقليل من الزوجات يبحثن عن أسباب واهية للطلاق، في مقابل الحصول على الأموال بدلًا من الاستقرار الأسري الذي ينقصه الاستقرار المادي.

وعلي مدار السنوات الأخيرة، شهدت محافظة المنيا تسجيل عدد كبير من قضايا الطلاق بمحاكم الأسرة، بعض السيدات صاحبات هذه القضايا توجهن قبل البدء فيها رسميًا لأخذ المشورة من مكاتب الشكاوى التابعة للمجلس القومي للمرأة بمحافظة المنيا، والظاهرة مازالت تمثل نسبة كبيرة قد تنذر بكارثة، حيث البحث عن الطلاق في مقابل النفقة وإن كانت الحياة الزوجية بين الزوجين يحويها الاستقرار العاطفي، بل بدأت بعض السيدات البحث عن الاستقرار المادي في مقابل الطلاق عقب الزواج بأشهر قليلة، وأُخريات بحثن عن الطلاق من أجل الحصول على مصدر إنفاق لم يقدمه لها زوجها وقدمته لها الدولة.

تقول "مني. ط" إحدي السيدات بالمنيا، "تزوجت زواج صالونات واستمر الزواج 5 سنوات وكنت أعاني خلال فترة زواجي من توفير مصدر للإنفاق وكان زوجي يحرمني كثيرًا من توفير احتياجاتي وطلبت كثيرًا منه ترك مصروف للمنزل لكنه امتنع وبشدة، لذا قررت الانفصال وعدم الزواج مرة أخرى والحصول على النفقة كمعاش شهري ثابت تمنحه الدولة للسيدة المطلقة"، لافتة إلي أن الاستقرار المادي أفضل بكثير من الاستقرار الأسري الذي ينقصه الاستقرار المادي، موضحة أنها تمكنت من خلال النفقة توفير مشروع لها نفذته عقب طلاقها من زوجها الذي كان يحرمها من المال وإثبات وجودها.

وتروي "أمل. ع" قصتها، فتقول: "انفصلت عن زوجي الأول بعد رحلة زواج دامت 10 سنوات أنجبت خلالها 3 أطفال لكن زوجي كان يطلب مني إيجاد المال بأي طريقة لذا توجهت كثيرًا لطلب المال من أسرتي لإعانته علي الحياة لكنه كان يحصل علي المال من أسرتي ولا يقوم برده مرة أخرى، فبدأت أفكر في رفع دعوى طلاق للانفصال، لكوني عانيت كثيرًا من طلب المال من أسرتي، ولإيجاد مصدر مالي دائم بشكل شهري يعينني علي الحياة وعلي مصروفات أبنائي".

وتُتابع "أمل": "بالفعل انفصلت وحصلت علي النفقة لي ولأبنائي لكن أسرتي قررت زواجي مرة أخرى وكنت أحصل علي نفقة أبنائي وأقدمها لزوجي الثاني كي لا يقول لي مستقبلًا إنه يقوم بالإنفاق على أبنائي"، متابعة أنها تعاني من طلبات زوجها المادية أيضًا لذا سوف تتوجه لطلب الطلاق ورفع دعوى بالمحكمة للانفصال.

علي النقيض تقول "هدي. ع"، إن سلوك زوجها أجبرها علي رفع دعوى طلاق عقب مُضيّ عامين من زواجهما دون إنجاب بعد أن اعتاد علي إجبارها علي شراء المواد المخدرة له والإنفاق عليها، وقامت ببيع مصوغاتها الذهبية علي ذلك، مضيفة: "لم أتمكن من الاستمرار في الحياة مع زوجي لذا أجبرتني أفعاله علي رفع دعوي طلاق بمحكمة الأسرة ردت لي كرامتي من جديد، ووجدت عقب ذلك مصدر دخل ثابت بشكل شهري وإن كان قليلا لكنه يعينني علي الحياة دون الحاجة إلي أحد، لافتة إلي أنها وجدت أن الانتظار في "ضل" طابور الحصول على النفقة أأمن بكثير من "ضل" الزوج المتوكل علي زوجته في توفير المال للإنفاق عليه.

في ذات السياق، قال إسلام فرغلي، المحامي بمكتب الشكاوي التابع للمجلس القومي للمرأة بمحافظة المنيا، إن هناك عددا كبيرا من قضايا الطلاق تتردد السيدات علي مكتب الشكاوي للبحث عن حلول أو تبني القضية من قبل مكتب الشكاوى، لافتًا إلي أن عددا كبيرا من القضايا تبحث فيه السيدات عن الطلاق من أجل الحصول علي النفقة وهو الأمر الذي تشهده محافظة المنيا في الآونة الأخيرة.

وأضاف، "فرغلي"، أن عددا من الأزواج يطلبون من الزوجات توفير المال ومصدر رزق لتوفير المواد المخدرة والسجائر لهم، ففي حين أن الزوج لا يعمل ويطلب من زوجته الخروج من المنزل والبحث عن وظيفة للإنفاق علي الأسرة فإنه أيضًا في الوقت الحالي لا يمكن إيجاد الوظيفة للسيدة كي تتمكن من الإنفاق علي زوجها الذي يجلس في المنزل، لذا تتوجه إلى رفع دعوي طلاق تمكهنا من مفارقة الحياة الزوجية والحصول علي النفقة كي تتمكن من الإنفاق علي نفسها بدلًا من الاستمرار مع زوج يطالبها بالإنفاق عليها وعليه.

وتابع أن هناك نسبة كبيرة من المتزوجين لا يعلمون ما هو الزواج والهدف منه والمفهوم عن الزواج، لافتًا إلي أنه في حال وجود الزواج المبكر يكون هناك طلاق مبكر خاصة أن المشاكل الزوجية تحدث خلال أول عامين من الزواج، مشيرًا إلي أن مكتب الشكاوي بالمجلس استقبل عددا كبيرا من السيدات اللواتي يرغبن في رفع دعوي طلاق بعضهن يستجيب لرأي المكتب ويتراجع عن فكرة الطلاق وبعضهن عزمن علي الطلاق لهدف الحصول علي النفقة أو المعاش سواء من الزوج أو الأب أو معاش الأزهر وغيرها، ولكون عدد كبير من السيدات لا يملكن الوظيفة بعد الانفصال فيكون بديلهن الحصول علي النفقة هو الحل لهن لعدم وجود مصدر دخل آخر.

من جانبه قال الشيخ سلامه عبد الرازق، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة المنيا، إن الزوجة سكن للزوج، والمغالاة التي تحدث في بداية الزواج الذي بُني علي المال يقود إلي الطلاق للبحث أيضًا عن المال، وتحوّل الأمر عن المودة والسكن إلي البحث عن الطلاق من أجل المال، لافتًا إلي أن بعض السيدات اللواتي يبحثن عن الطلاق من أجل الحصول علي النفقة هن يبحثن عن الشقاء الأكبر، موضحًا أنه لمعالجة ظاهرة الطلاق من أجل الحصول علي النفقة لابد من العودة إلي الدين والتنشئة الصحيحة علي الدين، قائلًا: "بدلًا من تقليد أدوار حبيشة ونسر الصعيد، نقلد ابنة رسول الله صل الله عليه وسلم التي لم يكن في بيتها ليلة زفافها سوي سترة من حرير أهدتها لها والدتها".

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً