اعلان

بيل جيتس لـ"أهل مصر": نواجه إرهاباً بيولوجياً .. ومتحورا "دلتا" و"أوميكرون" نكسة للتكنولوجيا

"متحور أوميكرون" نشأ في دول تطفو بها الأوبئة على المياه.. وتصنيع "كورونا" ليس مستبعدا

بيل جيتس.jpg
بيل جيتس.jpg
كتب : سها صلاح

من خلال مدونته الثرية بالمعلومات اقتحم موقع أهل مصر عالم الملياردير والمبرمج صاحب شركة مايكروسوفت 'بيل جيتس'، راسلناه وانتظرنا عدة أيام حتي وافق على إعطاءنا بعض الإجابات عن تساؤلات طرحت نفسها خلال الأيام الماضية خاصة بعد ظهور متحور أوميكرون إحدى سلالات فيروس كورونا الأكثر شراسة، وبحكم عمل 'جيتس' في صناعة اللقاحات ومحاولة الكشف عن ألغاز فيروس كورونا من خلال شبكة تسمى GIISER التي تدعمها مؤسسته، كان لـ'أهل مصر' هذا الحوار معه:

قال 'بيل جيتس' أن الأمر الأكثر إثارة للقلق في هذا التوقيت هو الوضع الاقتصادي في البلدان منخفضة الدخل، فخسائرهم الاقتصادية بسبب كورونا عالية للغاية وهم غير قادرين على تحفيز اقتصاداتهم بنفس الطريقة التي فعلت بها معظم البلدان الغنية وبعض البلدان ذات الدخل المتوسط، ومستويات المديونية مازالت تتزايد كان هذا موجوداً حتى قبل الوباء ، لكنه ازداد سوءًا الآن.

واضاف 'جيتس' في حواره مع 'أهل مصر' أنه سيظل هناك مستوى أقل في الدخل لعدة سنوات قادمة، خاصة مع ظهور عدة متحورات جديدة مثل دلتا و أوميكرون في البلدان الأفريقية الفقيرة بشكل خاص، واعتقد أن انتشاره في تلك الدول يأتي بسبب العمل في الهواء الطلق وتزاحم المناطق الريفية في هذه البلاد كما أن كثرة الاوبئة في تلك الدول عملت على بيئة جيدة لتحور الفيروس فهذه البلدان تطفو بها الأوبئة على المياه، حتي في اوروبا ستجد انتشار الطفرات الجديدة يخرج من المناطق الريفية أولاً أو الأشد قسوة في العمل.

وأكد الملياردير العالمي أن بعض الأشياء لم تخطو تمامًا كما توقعنا، بسبب انخفاق معدلات التطعيم في كثير من الدول، بالإضافة إلى وجود أوبئة أخرى في دول افريقيا مثل الملاريا والإيبولا والتي ساعدا بشكل كبير في زيادة انتشار عدوى فيروس كورونا بسبب قلة المناعة لدي المواطنين.

وقام الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا بعمل جيد في هذا المجال، لكن الأرقام الاقتصادية هي المقياس الحقيقي بأن البلدان الفقيرة المتضرر الأكبر من فيروس كورونا.

واشار 'بيل' أن مؤسسته تحب التركيز على الإيجابي، وتحاول تشجيع الناس على إحداث التغيير من خلال إبراز الإيجابية بدلاً من السلبية دائمًا، ولكن بعد صدور التقرير السنوي للصندوق العالمي كان له تأثير أكثر صعوبة على بعض المقاييس في تقارير مؤسستي، فإذا لم نظهر الحقيقة بشأن وفيات ملايين الأطفال يومياً بسبب الأوبئة والفقر الذي يعاني منه الكثير من البلدان فبذلك لن نخلق صورة دقيقة وسكون الأمر مجرد إخفاء للحقيقة.

وبشأن زيادة متحورات كورونا، قال 'جيتس': لم نتوقع ذلك الوضع ويجب ألا ننسى أن فيروس كورونا كائن حي ايضاً وهو عبقري بشكل كبير، ونحن بحاجة إلى احترام عبقريته بمعرفة لا حدود لها، حتي نستطيع التعامل معه ويمكن أن يكون هذا سبب تطوره دون التصدي له باللقاحات الموجودة لأنهم لم يحترموا عبقريته، وهناك شيئان كبيران جعلا الأمور أقل انتاجية في الوصول إلى الهدف المطلوب وهو القضاء على الفيروس، وهما أن اللقاحات استغرقت وقتاً كبيراً في التصنيع، والأمر الآخر هو أن عدم فعالية لقاحات فيروس كورونا، التي تساعد في التخفيف من الضرر الناجم عن الوباء، لن تعطي الفرصة للتخلص منه تماما في المستقبل القريب، إلا في حالة واحدة وهي فهم واحترام الفيروس عكس ذلك سنصل للمربع صفر دائماً.

وأكد 'جيتس' أن هناك أمر أكثر خطورة وهو أن متحورا 'دلتا' و'أوميكرون' ينتشران بشكل سريع وكبير أكثر مما كنا نتوقع، ومن هنا يجب دراسة فيروس كورونا من 'الصفر'، حيث أن جميع اللقاحات خرجت دون دراسة شاملة وحقيقية لمحاولة انقاذ العالم، ولكن يعمل الباحثون بما في ذلك شبكة تسمى GIISER التي تدعمها مؤسستي - بشكل عاجل لمعرفة المزيد عنها، وسيكون لدينا الكثير من المعلومات مثل مدى جودة اللقاحات قريبًا.

وقال اعتقد أننا سنجح في فهم الوباء الفترة المقبلة، ولكن يجب أن نقول أنه 'نكسة' حقيقة للتكنولوجيا والتطور حيث أظهر الفيروس ضعف أمكانيات حتي العظمي منها، وبشأن الحديث عن احتمالية تصنيع الفيروس في إحدي معامل مدينة ووهان الصينية التي أعلن خروج الوباء منها في بدايية عام 2020، أكد على إمكانية حدوث ذلك خاصة وأن تلك الدول تريد المزيد من كل شئ ولن تأخذه سوى بحرب 'بيولوجية' لكن الأمر الأكثر سوءاً هو أنه الأمر خرج عن سيطرتهم أيضاً، فالفيروس كما قلت سابقاً هو 'كائن حي' شديد الذكاء ويعلم جيداً كيف يدخل من نقاط الضعف لمواطنين كل دولة على حدة، ووفقاً لأمراضهم المزمنة أو بيئتهم يتم تحوره.

قال 'جيتس' أن العالم يجب أن يتكاتف العالم الآن من أجل بعضه البعض، لأن الأمر لن يقتصر على دولة دون أخرى، ولقد تحدثت عدة مرات عن عدم استعدادنا للوباء القادم، وللأسف حدث، واضاف: أتمنى أنه في خلال 5 سنوات أستطيع كتابة كتاب 'نحن مستعدون للوباء القادم'، ولكن الأمر يحتاج عشرات مليارات الدولارات للأبحاث والتطوير، وسيحتاج مليار دولار سنويا لتشكيل قوة عمل لمواجهة الأوبئة على مستوى منظمة الصحة العالمية، تقوم بالمراقبة وتقوم بما أسميه لعبة الجراثيم، حيث يمكنك أن تتدرب وتقول ماذا لو حدث هجوم إرهابي بيولوجي بالجدري على 10 مطارات؟ كيف سيواجه العالم ذلك؟.

وبشأن نظرية المؤامرة التي انتشرت الفترة الأخيرة حول وجود 'رقائق' مراقبة داخل لقاحات كورونا تم تصنيعها في شركات 'بيل جيتس' بسبب تنبؤه بهذه الجائحة في 2005، قال 'جيتس' أن هذا الأمر خرافة ولن أرد عليها فالإرهاب دائماً يحاول اسقاط الدول ونحن الآن نواجه كما قلت إرهاب فيروسي من نوع أخر غير الأسلحة ووظيفة من يقفون وراء هذا الإرهاب اللعب في عقول الشعوب لمنعهم من التلقيح أو العلاج للاستيلاء على دولهم بسهولة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً