اعلان

الوجه الآخر للشتاء.. مواطنون على «حافة الغرق» بالمحافظات (ملف)

منزل متهالك في محافظة الأقصر
منزل متهالك في محافظة الأقصر

نرصد أوجاع الغلابة في مصر قبل دخول فصل الشتاء

أهالينا يصرخون خوفًا من الأمطار والسيول: تقتلنا في منازلنا

أيام قليلة تفصلنا عن دخول فصل الشتاء، القاسي بكل تفاصيله على سكان المناطق العشوائية والقرى الفقيرة والعزب النائية والمنسية في مختلف المحافظات، إذ تتجدد مخاوفهم انتظارًا لكابوس يطل عليهم سنويًا مع أُفول شهر الصيف، خاصة الذين يقطنون فى منازل مبنية بالطوب اللبن، وعجز سكانها على القيام بسقفها والاكتفاء بتسقيفها ببقايا الأشجار، نظرًا لتدنِّى الحالة المعيشية لتلك الأسر الفقيرة، وتكون عُرضة للتساقط والانهيار بمجرد وجود نوة شتوية وتُعرِّض أرواح سكان تلك المنازل للخطر ولا يجدون مأوى لهم ويفترشون العراء والشوارع، فهم لا يعرفون عن الشتاء إلا صور الغرق والبرد القارس.

'أهل مصر' ترصد في هذا الملف الوجه الآخر لفصل الشتاء الذي لا يعرفه محبيه وينتظرون قدومه كل عام، ومعاناة أُسر تحت خط الفقر بمختلف المحافظات يُشكّل لهم الشتاء كابوسًا يُضاف إلى سجّلٍ حافلٍ بالمشكلات التي يعانون منها لقلة الخدمات المتوفرة لديهم، ويهل عليهم بالكوارث بدءً من الغرق والسيول انتهاءً بالصعق بالكهرباء، وندق ناقوس الخطر لاستباق الكارثة قبل وقوعها.

القليوبية.. الأهالي: 'عايشين في عشش'

معاناة يعيشها المئات من الأسر فى قرى محافظة القليوبية التى لم تشملها المبادرة الرئاسية 'حياة كريمة' والتى تضم سكن كريم، ومع قدوم فصل الشتاء وسقوط الأمطار تعيش تلك الأسر حالة من الرعب بسبب تعرض حياتهم للخطر.

'أهل مصر' رصدت معاناة بعض المواطنين، ففى قرية المنيرة التابعة لمدينة القناطر الخيرية، تعيش أسرة مكونة من 5 أفراد فى عشة على ترعة الباسوسية بطريق خط 12 بالقليوبية، يقول أبو غيمة بكر عبد التواب، من عزبة سيد محمد، إنه يعيش منذ عام فى العشة.

ويطالب أبو غنيمة بتوفير سكن لأسرته حيث تتعرض الأسرة مكونة من 5 أفراد للخطر فى ظل انتشار الحشرات والحيوانات والثعابين على الترعة، كما أن مياه الأمطار تهدم العشة فى فصل الشتاء.

وفى منطقة اسنيت التابعة لمدينة كفر شكر بالقليوبية، تعيش أسرة مكونة من 11 فردًا منذ 25 عاما، على ضفاف النيل بالترعة، حيث حياة غير آدمية ومعيشة مأسوية تعيشها الأسرة.

يقول ناصر سلطان، 55 عاما، إنه فوجئ بقرارات الإزالة والطرد والحبس والغرامة، حيث كان يعيش فى الشارع ولا يملك أى ميراث وجاء مشردًا بأسرته.

وقال 'ناصر'، إنه يعيش فى الشارع كما أن فى فصل الشتاء تسقط الأمطار على العشة وتتعرض للهدم، كما أن أبنائه يتعرضون للخطر بسبب سطو وبلطجة الخارجين عن القانون، حيث سرقوا متعلقاتهم الذين يحصلون عليها من أهل الخير.

برك طينية وتنقُّل بالجرارات الزراعية.. صرخة مواطنين فى كفر الشيخ

طرق يغمرها الوحل والمياه، وصعوبة كبيرة فى التنقل والحركة بالشوارع، وأطفال يضطر بعضهم للتغيب عن المدرسة.. ذلك هو الحال فى عدد من قرى محافظة كفر الشيخ فى فصل الشتاء، إذ يعانى المواطنون من أبناء بعض قرى المحافظة شتاء بسبب أن قراهم تكون شوارعها فى حالة يرثى لها بسبب الطرق المتهالكة وعدم وجود صرف صحى فى بعضها، كما أن الأمر يزداد سوءً بالنسبة لعدد آخر من المواطنين والذين تكون منازلهم فى حالة يرثى لها وتتسرب إليها أمطار الشتاء.

يقول عبدالرازق سليم، من أبناء عزبة البحيرى التابعة لمركز سيدى سالم، إن شوارع العزبة تكون فى حالة يرثى لها شتاءً، موضحا أن السبب الرئيسى فى ذلك هو عدم رصف الطرق، إضافة إلى عدم وجود شبكة صرف صحى، مشيرا إلى أن الشارع الرئيسى فقط بالعزبة هو الذى تم رصفه، أما الشوارع الداخلية بالعزبة تم رصفها منذ سنوات طويلة، ولكن لم يتم تجديد الرصف منذ ذلك الوقت.

ويكمل: بعض طلاب المرحلة الإبتدائية بالعزبة قد يتغيبون عن المدرسة أحيانا فى الشتاء بسبب سوء وضع الشوارع، كما أن أعمدة الكهرباء متهالكة، وقد يتوفى بعض المواطنين نتيجة تعرضهم للصعق الكهربائى بسبب ذلك.

ويتابع: هناك عدد من المنازل المتهالكة بالعزبة، والتى يضطر أصحابها لوضع 'مشمع' بلاستيكى عليها لمنع تسرب المياه إليها فى الشتاء، وأوضح أن القرية لا يوجد بها موقف للسيارات، إذ أن المريض يحتاج لعربة مخصصة تنقله للمكان الذى يريده فى الشتاء، ليتمكن من الخروج من العزبة، خاصة وأن الطريق الرئيسى للعزبة لا توجد به مواصلات لنقلنا لأماكن أخرى، والحل الأساسى هو أن يتم رصف الطرق وإقامة شبكة صرف صحى بالعزبة.

آمنة عبدالعاطى، واحدة من أبناء إحدى قرى مركز سيدى سالم، تعيش فى منزل بالإيجار مكون من غرفتين ودورة مياه فى منزل جيرانها، وذلك نظرا لكون منزل أسرتها آيل للسقوط، وتتسرب إليه مياه الأمطار أثناء فصل الشتاء.

وتتابع: منزل عائلتى بُنى منذ سنوات، ولكنه أصبح آيل للسقوط، وكنت أسكن فيه مع أخى وزوجته، وخِفت أن يسقط على المنزل، فققرت تركه وأصبحت أعيش بالإيجار فى منزل جيرانى، ومشكلة المنزل هذه منذ سنوات، إذ أن المنزل متهالك وتتسرب إليه مياه الأمطار فى فصل الشتاء لأن سقف المنزل متهالك.

شتاء برائحة الموت.. مواطنون على حافة الغرق بالمنيا

مع اقتراب فصل الشتاء من كل عام يتوجس أهالي القرى الواقعة بالقرب من الضفة الغربية لنهر النيل وتحديدا القاطنين أسفل سفح الجبال علي امتداد مراكز محافظة المنيا خشية سقوط مياه الأمطار والسيول عليهم بعد أن أغمرتهم مياه السيول والأمطار في أعوام ماضية.

على بعد كيلو مترات بسيطة من محافظة المنيا تنتشر على امتداد مراكزها التسع قرى الظهير الصحراوي الغربي والشرقي التي يكون سكانها في قائمة القرى المهددة بالغرق خاصة وأن منازل تلك المناطق مشيدة من الحجر الجيري وعادة ما تتكون من طابق واحد والتي يأتي في مقدمتها قرى أبو جناح، الديابة، أولاد الشيخ وغيرها من القري.

يقول عبدالله إبراهيم، أحد أهالي أبو قرقاص، إننا حينما يقترب فصل الشتاء نشغر باقتراب رائحة الموت خاصة لكون عدد كبير من القري المحيطة بنا أنهالت عليها مياه الأمطار والسيول في وقت سابق الأمر الذي ألقي بضرر كبير علي أهالي تلك القري إضافة إلي حالة الفزع التي تركتها في قلوب الأهالي من الوهلة الأولي فقط عند سماع اقتراب فصل الشتاء.

ويقول أحمد إسماعيل، أحد أهالي مركز مغاغة، إننا نقطن في حضن الجبل ما بين الجبال ومياه نهر النيل ومنازل أهالي قرية أولاد الشيخ نسبة 80% منها مشيدة من الحجر الجيري وتقع في مناطق متفرقة ومشيدة من طابق واحد فقط، الأمر الذي يعكس المستوى المادي البسيط لعدد كبير من الأسر.

وأضاف أنه بالفعل بدأت حياة كريمة أعمالها وتأتي العديد من القوافل الطبية لجميع التخصصات لكن لم يهتم أحد بتشييد المنازل للحفاظ علي الأرواح من تأثير مياه الأمطار والسيول.

يقول العم جابر، إنني بيعت منزلي وشراء قطعة أرض وحينما ذهب للحصول علي تراخيص لم أتمكن للحصول عليها نظرا لكون قطعة الأرض تقع بوسط أرض زراعية فضلا عن عدم تمكني من دفع مصروفات الترخيص.

وأضاف: 'أقمت أنا وزوجتي وأبنائي وزوجاتهم وأحفادي داخل عشة من البوص والجريد شيدتها علي قطعة الأرض الخاصة بي لكننا نخشي قدوم الشتاء بسبب برودة الطقس الأمر الذي تسبب العام الماضي بحدوث نزيف لي وإصابة أحفادي الصغار بالنزلات وغيرها من الأمراض نتيجة المبيت في الشارع وسط برد الشتاء.

المنوفية.. أهالي الدمرداش: الموت يهددنا

يعيش أهالي عزبة الدمرداش التابعة لقرية الفرعونية بمركز أشمون بمحافظة المنوفية، حالة من القلق الشديد بسبب قرب حلول فصل الشتاء حيث تعاني منازلهم من موجات طقس سيئ.

يقول محمود حسب الله، أحد أهالي العزبة، إن منازل العزبة جميعها مُحتملة السقوط مثل العام السابق وسبق أن سقط منزل علي ساكنيه، وتم نقلهم للمستشفى للإسعافات الأولية الأمر الذي أشعر جميع الأهالي بالخوف من سقوط منازلهم خشيًة من حدوث حالات وفيات.

وأضاف معتز محمود، أحد أهالي العزبة، أن العزبة بأكملها تم بناؤها بالطوب اللبن، وذلك لعدم مقدرة الأهالي على شراء الأسمنت والبناء بصورة جديدة، فضلًا عن أن المنازل تابعة للأوقاف، حيث شهدت القرية العام الماضي سقوط عدد من منازلها أعلي ساكنيها مما أصاب الذعر في نفوس المواطنين.

الدقهلية.. أهالي العصافرة وأبو الأخضر يلتحفون «الخوص والأخشاب المتهالكة»

بالذهاب إلى قرية العصافرة التابعة لمركز ومدينة المطرية بمحافظة الدقهلية، تجد طريق ترابى بالصعوبة أن تصل إلى منازل القرية إلا بعد استنشاق كمية كبيرة من الأتربة، وتجد منازلًا متلاصقة لا يفصل بينها إلا بعض الخطوات، أغلبها مبنى من الطوب اللبن وسقفها من الخوص أو ألواح خشبية متهالكة، لاتستطيع مقاومة الأمطار والعواصف الرعدية.

وفى أحد المنازل البسيطة والتى تعتلى سقفها الخوص وألواح الخشب القديمة، تجد أم ويجلس بجوارها أطفالها يلعبون حولها بكل براءة وهى على وجهها بسمات لكن عيناها يكمن الحزن بداخلها، وبسؤالها قالت سماح ذات الـ32 عاما، إنها منذ وفاة زوجها وعلى مدار 7 أعوام وبعد أن ترك لها 3 أطفال أكبرهم كان حينها 7 سنوات، أنها تعمل طوال اليوم لتوفير احتياجات أبنائها، وخاصة أن ابنتها مازالت فى التعليم ، ولكن تساعدها بالعمل فى فصل الصيف.

وتابعت سماح انه عندما يأتى موسم الشتاء وهو الأشد قسوة نظرا لأن سقف المنزل مكون من الخوص والألواح الخشبية المتهالكة، بعد تساقط الأمطار والعواصف الرعدية فى السنوات الأخيرة، وأن كل ما تتمناه سقف لمنزلها حتى يحميها هى وأطفالها، خاصة أن كل موسم شتاء تتهالك مفروشاتهم وملابسهم وممتلكاتهم البسيطة.

في قنا.. «شادية»: نفسي في سقف يحمينا من المطر

معاناة متكررة مع بداية كل فصل شتاء، تعيشها أسرة بسيطة مكونة من 6 أفراد في إحدى قرى محافظة قنا، تسكن في منزل بلا سقف، وتعاني من أشعة الشمس في الصيف والمطر والبرد الشديد في الشتاء، فلا تجد ما يحميها من البرد القارس وهطول الأمطار، مطالبين بسقف يحميهم من مياه المطر في الشتاء.

قالت شادية محمد إبراهيم، ربة منزل، من مركز أبوتشت بمحافظة قنا، إنها لديها أسرة مكونة من 5 أفراد 'زوج و4 أبناء'، مؤكدةً أن زوجها وأبناءها ليس لديهم دخل ثابت فهم أجرية على باب الله، قائلةً: 'جوزي على باب الله وأولادي ملهمش غير شقاهم وتعبهم'، لافتة إلى أنها تتقاضى معاش تكافل وكرامة.

وأضافت 'شادية'، أنها تسكن مع أسرتها داخل منزل بسيط من الطوب الأبيض البلوك، ليس له سقف يحميهم من آشعة الشمس في الصيف أو هطول المطر والبرد القارس في الشتاء، مؤكدةً أنها ليس لديها إمكانية أو قدرة لعمل سقف لمنزلهم.

وتحلم 'شادية' بسقف لمنزلها يحميها وأسرتها من مياه المطر في الشتاء، قائلةً: 'نفسي في سقف يحمينا من المطر'، فصلًا عن توفير ماكينة لصناعة الزبادي، نظرًا لكبر سنها وعدم قدرتها على العمل اليدوي.

رُعب الشتاء يهدد أهالي «عبد القادر ومساكن النوبارية» في الإسكندرية

تعد منطقة العامرية غرب محافظة الاسكندرية من المناطق التي تغرق شوراعها في مياه الأمطار ومن تلك المناطق منطقة عبد القادر بحي العامرية غرب ومساكن النوبارية القريبة من الطريق الصحراوي بسبب الصرف الصحي والبنية التحتية للطرق التي تحتاج إلي خطة رصف عاجلة، كما تقتحم المياه المنازل والمحال التجارية.

يقول سعد أحمد أحد أهالي المنطقة إن منطقة عبد القادر لا تصلها الخدمات مثل المناطق الأخرى بشرق المحافظة، رغم إرسال استغاثات من الأهالي، خاصة منذ دخول فصل الشتاء حيث يزداد الأمر سوءً بسبب تراكمات المياه، وتدهور شبكة الصرف الصحي ورفع القمامة.

ويقول محمد صديق، أحد سكان منطقة عبد القادر: 'نعيش في معاناة بسبب عدم وجود خدمات بالمنطقة التي يعيش فيها حوالي 30 ألف نسمة، نظرًا لتوقف مياه الصرف أمام المنازل وهو ما تسبب في إعاقة شديدة، ومعاناة أيضا لأصحاب المحال التجارية، نتيجة للحالة السيئة للطرق.

ويؤكد صديق، أن شوارع منطقة عبد القادر تغرق كل عام بسبب انسداد مطابق الصرف الصحى الرئيسية بالمخلفات، مشيرا إلى البطئ الشديد من قبل عمال الصرف الصحى في رفع تجمعات المياه، حيث أصبحت هناك برك من الطين والمستنقعات.

مطروح.. كابوس كل عام رعب السيول يهدد أهالي مطروح

يعد موسم الشتاء بمطروح من المواسم التي ينتظرها المواطن المطروحي خاصة لسكان الصحراء للاستفادة من مياه الأمطار في الري والزراعة وتنمية الثروة الحيوانية، لكن علي العكس تمامًا سكان المدن وتحديدًا العاصمة مدينة مرسي مطروح لا تريد الطقس الشتوي بسبب معانة بعض المناطق ومنها منطقة الكيلو٤ بحي الزهور بعد محاصرة مياه السيول لمنازل الاهالي نظرا لقربها من وداي أسفل جبل الذي يقع في منخفض أمام تجمعات سكنية كبيرة .

وقال محمود رشدي من مطروح لـ'أهل مصر'، إن منطقة الكيلو ٤ من بعد المدرسة التجاري تكتظ بكتلة سكنية كبيرة وطبيعة تربة المنطقة طينية، وحدث في إحدى السنوات الماضية، تعرض المنطقة الي أمطار غزيرة أدت إلي هبوط أرضي في بعض المنازل الذي قاموا بعرض البيوت للبيع بسبب طبيعة المنطقة .

ولفت سامي عبد العزيز مقيم بمطروح، إلى أن ـسباب تصدع بعض المنازل للأساسات بسبب وجود ووضع المنطقة في منحدر أمام وادي إسماعيل، التي تسير فيها مياه الأمطار نحو المنازل مباشرة، وذلك بعد بناء الأهالي لبيوت بشكل عشوائي بدون دراية أو معرفة موقع سير مجري السيول مما تسبب في انهيار أجزاء من بعض المنازل .

وأوضح حمادة عبد الله من سكان منطقة الكيلو ٤ بمطروح، أن المحافظة وضعت في موسم الشتاء الماضي طبقة أساس وتربة للشوارع التي توقفت فيها المياه للحد من دخول مياه الأمطار للمنازل بعد محاصرتها ، فنأمل تحرك المسئولين مبكرا ، للسيطرة علي السيول لتغير سير مجري مياه الأمطار بعيداً عن المنازل للحفاظ علي سلامة بيوت الأهالي.

البحيرة.. منازل بلا أسقف معاناة الغلابة في «القرى المنسية»

منازل مشيدة من الطين، وأخري بلاسقف، لا تحمي قاطنوها من الأمطار وبرد الشتاء، مشاهد كثيرة لا تزال موجودة داخل القري المحرومة بمحافظة البحيرة، ولا تزال تلك القري منسية وفي انتظار مبادرة 'حياة كريمة' التى غيرت شكل الكثير من قري المحافظة، وتحسين الحياة المعيشية للمواطنين بعد عقود من التهميش.

في الوقت الذي ينعم فيه البعض بالشتاء الدافئ نجد هناك الكثير من الأهالى في قرى محافظة البحيرة، يعيشون في قلق خاصة مع اقتراب موسم الأمطار.

وترصد ' أهل مصر' معاناة العديد من أهالي مركز كفر الدوار، التي توصف منازلهم انها غير آمنة على من يعيشون فيها، تلك المنازل التى بدأ أصحابها بالاستعداد مقدماً لموسم الشتاء لحماية أسرهم من الأمطار وبرد الشتاء القارص، بقيامهم بعمل اسقف للمنازل التي باتت آيلة للسقوط، بقطع من 'المشمع'، ويستظلون من رخات الشتاء بالأكياس البلاستيكية وأعواد البوص وعروق الأخشاب .

يقول يسري الصافي، عامل باليومية، من عزبة الحاجر التابعة لقرية سيدي غازي، بمركز كفر الدوار، منذ أن تزوجت تركت والدي، وانتقلت للعيش في منزل بدائي البناء بالطوب الأبيض، تهالك المنزل ولم استطع القيام بأعمال الصيانة له، نظراً لظروف المعيشة الصعبة، موكدا انه عاش الشتاء الماضي تحت مياه الأمطار التي كانت تتساقط عليه بغزارة داخل المنزل بسبب سقف المنزل المتهاوي المصنوع من البوص و عروق الأخشاب واكياس البلاستيك، وتابع الصافي، كلما دخل علينا فصل الشتاء اخاف ان يسقط سقف المنزل على رؤوسنا بسبب الأمطار.

وتجاذب أطراف الحديث كريم يونس عبدالسيد، المقيم بنفس القرية، قائلاً: أعول أسرة مكونة من 8 أفراد، أعيش داخل منزل به 4 حوائط فقط وسقف متهالك من أعواد البوص وأكياس البلاستيك، تتزايد معاناتنا مع سقوط الأمطار وتسرب المياه داخل المنزل وأعلى الفروشات فلا نجد مأوى يحمينا من الأمطار داخل منازلنا المتهالكة، وتابع: سمعت الكثير عن المبادرة الرئاسية حياة كريمة وما تقوم به المبادرة من تحسين أوضاع معيشة الغلابة، ونفسي أكون ضمن من شملتهم المبادرة، ويتجدد منزلي الآيل للسقوط بسبب الأمطار الغزيرة.

وقال السيد مصلحي محمد أبو ضلوع، من سكان قرية المركبية التابعة لمركز كفر الدوار: 'إحنا بنخاف من الشتاء عشان المطر لما بينزل مش بيسيب مكان فى البيت الا ويغرق، مؤكدا انه يستيقظ يوميا في الخامسة صباحا ليقوم بازاحة مياه الامطار التي تسقط علي منزله المتهالك طوال الليل.

سوهاج.. الغرق وانهيار المنازل» يهدد سكان القرى الفقيرة بسوهاج

محافظة سوهاج مع دخول فصل الشتاء تتأهب لسقوط الامطار الغزيرة في بعض الاماكن، وخاصة المتاخمة للمناطق الجبلية، فقربها ووجودها أسفل سفح الجبال يجعلها عرضة للدمار والغرق وانهيار منازلها في وجه المياه الغزيرة التي تسقط من أعلى الجبال بسرعة كبيرة.

ويوجد بمحافظة سوهاج 22 مخرًا طبيعيًا وصناعيًا وتتركز هذه المخرات في مراكز دار السلام، وأخميم، وساقلته، وطهطا، وطما، في محاولة للنجاة من الطوفاة الذي يجتاحها.

وأكد مسؤول بمحافظة سوهاج أنه تم بناء 5 خمس سدود بمخر غرب طهطا، وعمل خزان أرضي كبير، حتى يمكن الاستفادة من تلك المياه المجمعة في شحن الأرض والآبار الجوفية، وحماية القرى من السيول، وفي المراكز الاخرى يوجد مخرات وخزانات صناعية وطبيعة لاستيعاب المياه ومنعها من تدمير المنازل القريبة .

يقول 'حسني محمد أحمد'، معاق، 42 عام، يقطن بقرية شطورة بمركز طهطا، إنه يعيش بأسرته من أفراد بالإضافة إلى شقيقته 'مطلقة 'ولديها طفلان في منزل 19 متر فقط، الطابق الأول مدخل وحمام مشترك وسلم، والطابق الثاني غرفتين صغيرتين لشقيقته وأبنائها، والثالث من غرفتين صغيرتين له ولأسرته.

يضيف 'حسني' أن الاسقف من جريد وأفلاق النخيل، ترعى الجرزان في الأسطح والعقارب والثعابين في بعض الأحيان، ومع اقتراب الشتاء ونزول الامطار الغزيرة يغرق المنزل لعدم وجود سقف جيد يحمي المنزل، وتجرى المياه من أعلى الى قاع المنزل مما يهدد حياة كافة الأطفال والكبار فيه، وأطالب الجمعيات الخيرية أو المسؤولين بحياة كريمة ضم منزلي وإعادة تأهليه.

أما نبيل على، لا يعمل، 43 عامًا، يقطن في منزل من الطوب الأبيض، برفقة زوجته و6 من الأبناء، يعلوهم سقف من الجريد والطين، تنظر من الشمس في أماكن كثيرة نتيجة الثقوب المتناثرة، يحلم أن يصبح يوما ماء يجد سقف منزله قادر على حمايته وحماية أطفاله من الأمطار وبرد الشتاء.

وتقول زوجته، إنهم يعانون كثيرا في فصل الشتاء لعدم توافر الغطاء، وعدم وجود سقف يحميهم من البرد، لذا يطالبون بمدهم ببعض البطاطين، وسقف المنزل خوفا من الامطار.

بني سويف.. 'سنور وخورشيد والتل الأصفر والفقيرة وبنى عقبة» قرى مهددة بالغرق

مع قرب حلول فصل الشتاء لعام 2023 واقترانه بهطول الأمطار الغزيرة والمتوسطة تزداد يوما وراء الآخر حالات الخوف والقلق والتوتر والفزع، بين آلاف الأهالي من ساكني المناطق الجبلية والمنخفضة والقرى الجبلية بمختلف المراكز السبع بمحافظة بني سويف، تحسبا لتعرضهم للغرق مثلما حدث في الأعوام الماضية، مما جعل بعض القرى تقع في نطاق القرى المهددة بالغرق خلال فصل الشتاء القادم.

من هذه القرى والمناطق التى ذاقت ويلات الغرق وهطول الأمطار الغزيرة والسيول خلال فصل الشتاء الماضى، وكونها أيضا من المناطق المهددة بالغرق خلال فصل الشتاء القادم، قرية سنور بشرق النيل، التى تعرضت بحالة من الغرق الشديد نتيجة تعرضها لمياه السيول القادمة من جبال البحر الأحمر، فى إطار حالة عدم الاستقرار بالأحوال الجوية بأحوال الطقس المسمى بمنخفض الأخدود.

وتحولت شوارع قرية سنور بشرق النيل ببني سويف، إلى برك مائية واغراق الكثير من الافدنة الزراعية وغرقت بعض منازل المواطنين والمقيمين بالقرية، إثر تعرضها للسيول القادمة من تدفق مخر سيل سنور للمياه الغزيرة القادمة من جبال البحر الأحمر.

وقد سادت حالة من الخوف والذعر والتوتر بين الأهالى والمواطنين بقرية سنور بشرق النيل ببني سويف، إثر تدفق مياه السيول واغراق بعض الافدنة الزراعية مما أدى إلى تضرر بعض المساحات من الزراعات القريبة من المخر،والمنازل.

الأقصر.. أُسر تستغيث: ننتظر الموت أسفل أنقاض منازلنا في الشتاء

رعب ينتظر بعض الأسر بسبب السيول في الشتاء، ومن بين هؤلاء المهددين تعيش أسر فقيرة، في محافظة الأقصر، بين جدران آيلة للسقوط، لا يغطيها سوى مجموعة من البوص وجريد النخيل، الذي لا يحميهم من صقيع الشتاء، أو قطرات المطر، مما يهدد حياتهم بالموت أو الإعياء على أقل تقدير، من كثر غرق منازلهم ومرض أبنائهم، ومعيشتهم فى مأساة حقيقية لمدة ثلاثة أشهر .

وتروي الحاجة ظريفة محمد جلال، إحدى سيدات قرية الحلة التابعة لمركز ومدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، والتي تعول أسرة كاملة مكونة من 5 أفراد أولادها وأحفادها بعد وفاة زوجها، لـ'أهل مصر' معانتها قائلة:' إن الناس يفرحون بدخول فصل الشتاء لأنه يريح الجميع من حرارة الطقس، ولكن الوضع بمنزلنا المتواضع يختلف تماما بسبب ما نراه فى فصل الشتاء من أمراض وآلام وبرودة وأمطار، لافتة إلى أنهم ينامون على سرير وفوقهم سابتة بوص، هي الحاجز الوحيد بينهم وبين السماء فعندما تسقط أمطار تسقط عليهم مباشرة ولا يوجد لديهم حتى غرفة واحدة مسقوفة يهربون إليها عند شدة نزول الأمطار والمياه ويظلوا يلتصقون ببعضهم وتتبلل ثيابهم وتحاول هي أن تحمى أسرتها بكافة الطرقات حتى تحميهم من البرد القارص والمياه.

وقالت صاحبة الـ 63 عاما: ادعى ربنا أن يكون الشتاء السنة دي خفيف البرودة وأمطاره ليست غزيرة حتى لا نعيش مأسآة كل عام.

الفيوم.. دموع أُسر تحت خط الفقر: عايشين في رعب

تسيطر حالة من الرعب الشديد على الأسر الفقيرة بالقرى والنجوع بمحافظة الفيوم مع قدوم فصل الشتاء بسبب شبح الغرق في مياه الأمطار والبرودة القارسة التي تنهش أجسادهم، ذلك المسلسل المأساوي الذي يتكرر معهم كل عام وسط غياب للمسؤولين.

'أهل مصر' ترصد معاناة واستغاثة بعض تلك الأسر تحت خط الفقر قبل حلول فصل الشتاء، فتقول منال حسني 59 سنة مقيمة بمركز طامية بالفيوم: 'أعيش انا وأبنائي بعد أن تركنا زوجي بسبب الديون وابني الأكبر كان يعول الأسرة إلا أنه أُصيب بمرض القلب، ونعيش الآن في منزل ليس له سقف إلا غرفة واحدة، وقد ساعدنا أهل الخير في سقفها وعندما يقترب فصل الشتاء يدُبُّ الخوف في قلبي خوفا على اولادي واطفالهم الصغار، ولا نستطيع أن نكمل سقف البيت بسبب ظروفنا المادية الصعبة، مضيفة: 'تقدمنا لمبادرة حياة كريمة ولكن لم يأتي اي شخص لمعاينة حالتنا'.

ويقول قرني لطفي 66 سنة: 'أعيش أنا وزوجتي حياة غير آدمية وإذا أتى الصيف تطل حرارة الشمس علينا بكل قوتها وإذا أتى الشتاء تُغرق مياه الأمطار منزلنا لعدم وجود سقف للمنزل ولا نقوى على تحمل الصقيع أنا وزوجتي المسنة ونعاني أنا وهي من أمراض مزمنة'.

وتقول مها كامل 40 سنة، تقيم بقرية فرقص بمركز طامية: 'بعد أن انفصلت عن زوجي أعيش في منزل والدي والذي توفي هو ووالدتي وأعول ابنائي واخوتي الأربعة، مضيفة ان جميعهم من الصم والبكم كانوا يعملون ولكن مع تقدم العمر ساءت إعاقتهم فلا يستطيعون العمل'.

كما اشتكى أهالي منطقة الجبلاية بمركز طامية من تضررهم من هطول الأمطار حيث تتجمع مياه الأمطار بجوار منازلهم والتي تهدد هذه البيوت من الانهيار، فتقول حنان محمد، إدى الأهالي: 'لا نستطيع السير في الشتاء عندما تُمطر بسبب تجمعات المياه وهناك مسنين لا يستطيعون السير في المنطقة وايضاً الأطفال لا يستطيعون الذهاب إلى مدارسهم بسبب المياه المتراكمة في شوارع المنطقة'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً