اعلان

من الطاعون حتى كورونا.. 5 أوبئة هاجمت مصر على مر العصور

الفرق الطبية
الفرق الطبية

انتشر عدد من الأوبئة في مصر على مدار العصور حصدت أرواح ملايين من المواطنين، واتخذت الحكومات عددًا من الإجراءات للتعامل مع المصابين، ومع مرور السنين تطورت طرق التعامل مع الأمراض مع ابتكار لقاحات وأمصال خفضت نسب الإصابة والوفيات، وخلال التقرير التالي نرصد أبرز أخطر الأوبئة التي هددت مصر على مر العصور بداية من الطاعون الأسود وحتى انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19.

5 أوبئة في مصر على مر العصور

1- الطاعون

هاجم مصر خلال القرن الرابع عشر 1349- 1347 وأسماه المصريون الطاعون الأسود وأسفر حينها عن وفاة 200 ألف مصري، حيث كان يخرج من القاهرة يوميًا 20 ألف حالة وفاة بسبب تفشي هذا الوباء الذي كان من أخطر الأوبئة التي واجهتها مصر لانتشاره بين المزارعين والأهالى في القرى، الأمر الذي أدى إلى وجود مجاعة بسبب موت الفلاحين وقلة زراعة الأراضي الزراعية كما بلغ عدد من ماتوا بين شهرى شعبان ورمضان نحو 900 ألف.

وتكرر الطاعون في مصر مرة أخرى في 1791 واستمر لمدة عام ثم تكرر في 1800 وذلك في أثناء وجود الحملة الفرنسية على مصر، واتخذ نابليون بونابرت حينها عددًا من التدابير الصحية وتم إنشاء المحاجر والكورتينات الصحية فور وصوله الإسكندرية، وفي القاهرة تم إنشاء حجر صحي في بولاق ومستشفيات عسكرية للأهالى، كما توفى حوالي 75 ألف شخص في القاهرة و125 ألف في باقي محافظات مصر في عام 1837.

2- الكوليرا

انتشر بين المصريين 4 أعوام في 1831 – 1883 – 1902 – 1947.

بدأ وباء الكوليرا في 1831 وحصد حينها ما يقرب من 150 ألف نسمة وامتد إلى جنود محمد على باشا الذين مات منهم 5 آلاف جندي، وفى يونيو من العام 1883 ظهر وباء الكوليرا فى مدينة دمياط ومنها سرى إلى باقى أرجاء مصر وأطلقوا عليه اسم 'الهيضة'وبلغ عدد من ماتوا بالوباء 40 ألفاً ووفدت على مصر لمكافحة هذا الوباء بعثة وبعثة فرنسية، كما كان الخديوي توفيق يشرف بنفسه على الإجراءات الاحتياطية للمقاومة فكان يتفقد المستشفيات والمصحات ويواسى المصابين.

وتكرر الوباء في 1902 وفى العام 1908 جرى إحصاء لعدد المرضى فكان عددهم فى مستشفيات الحكومة 31800 مريض بوباء الكوليرا.

أدى انتشار وباء الكوليرا في مصر لإنشاء مكاتب الصحة للمرة الأولى وتشكيل المجلس الصحي لمواجهة الوباء وتسبب في تشريع قوانين تمنع الاستحمام وغسيل الملابس في الترع.

3- الملاريا

مرض الملاريا ينتقل عن طريق البعوض ويتسبب فى نوبات حمى وتكسير بخلايا الدم والكبد، حيث تسبب فى العديد من الوفيات على مدار العقود الماضية وخصوصا فى البلدان الأكثر فقرا.

ظهرت في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين في مصر، فمازالت الملاريا أحد الأمراض التي تترصد بالحدود المصرية خاصة الجنوبية.

وكان الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة، قال في 2017 إن معدل الإصابات في مصر سنويا بمرض الملاريا يصل إلى 300 حالة، وجميعها لمواطنين قادمين من دول ينتشر بها المرض، وهذه الحالات فور اكتشافها يتم اتخاذ الإجراءات الاحترازية فورا من خلال حجز المريض بأقرب مستشفى حميات، ومناظرة منزله وهل يوجد به البعوض الناقل للمرض، بالإضافة لمناظرة جميع المخالطين له.

وأكد الدكتور علاء عيد رئيس قطاع الطب الوقائي أن مصر خالية من مرض الملاريا منذ سنوات، وجميع الحالات التى يتم اكتشافها واردة من الخارج من بعض الدول الإفريقية أو التى يتوطن بها المرض، لافتًا إلى أن هناك تشديدات وقائية على جميع المطارات والموانئ المصرية لاكتشاف الحالات الواردة من الدول الموبوءة والتعامل معها طبيًا.

4- فيروس سي

ظهر في مصر قبل 50 عاما وكان يحصد أرواح الملايين بسبب عدم وجود علاج حيث كانت الإصابة بسبب الاستخدام المتكرر للإبر الطبية وكان واحد من كل 10 مصريين مصابا بالفيروس في عام 2008، واحتلت مصر المرتبة الاولى عالميا من حيث معدلات الإصابة به، وأشار أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية (2011) إلى أن نسبة الإصابة تصل لنحو 22% ، كما أكد التقرير أن الفيروس يصيب نحو 165٫000 شخص في مصر سنويًا.

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن مصر بدأت استثمارها منذ العام 2006، بإنشاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وما تلاها من أنشطة وإدخال العقاقير الجديدة لعلاج التهاب الكبد الفيروسي سي في العام 2014 بالإضافة إلى ميكنة قواعد بيانات المرضى، وإجراء أكبر مسح لفيروس سي، والأمراض غير السارية في عامي 2018 و 2019، وهو ما تم إنجازه ضمن حملة المبادرة الرئاسية '100 مليون صحة حيث تم علاج حوالي 3 ملايين مصاب منذ عام 2014 من أصل حوالي 4.5 مليون متعايش مع فيروس سي، تم اكتشافهم حتى الآن.

5- فيروس كورونا

أثار انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 الرعب في نفوس العالم والذي ظهر في أواخر 2019 وزادت فيه الاعداد حيث يرجع فيروس كورونا إلى أنه مع بدايات القرن الحادي والعشرين ظهرت العديد من الفيروسات الجديدة مثل فيروسات متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد 'سارس كورونا' ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية 'الميرس كورونا' ثم اخيرا وليس أخرا ظهر الفيروس الجديد من نفس العائلة التاجية في مدينة ووهان الصينية والذي يطلق عليه حتى الآن فيروس كورونا الجديد لعام 2019 والذي يتشابه إلى حد كبير بناء على التحاليل الجينية لهذا الفيروس مع الفيروسات التاجية الشبيهة بفيروسات السارس المعزولة من الخفافيش وهناك فيروسات أعادت ظهورها مثل الأيبولا والزيكا.

ويرجع ظهور العديد من الفيروسات الجديدة في الصين ووسط وغرب أفريقيا إلى أنواع الطعام الذي يأكلونه حيث يأكل الصينيين في بعض القرى العديد من الحيوانات دون طهي أو حية، نظرا لأن معظم الحالات الأولية لفيروس كورونا الجديد كانت مرتبطة بسوق كبير للطعام البحري والحيوان ويعتقد أن الفيروس له أصل حيواني المنشأ لكن لم يتم تأكيد ذلك.

ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد في مصر إلى 126 حالة إصابة تم تسجيلها حتى الآن بينهم حالتين وفيات منهم رجل الماني يبلغ من العمر 60 عام توفى إثر فشل تنفسي نتيجة التهاب رئوي حاد، وسيدة تبلغ من العمر 61 عام.

وفي هذا الصدد اتخذت الدولة عددًا من التدابير الوقائية ونشر حملات التوعية على المواطنين تجاه الوباء الجديد، إضافة إلى تخصيص مستشفى النجيلة في مطروح للعزل الصحي للحالات المصابة لتقديم الرعاية الطبية اللازمة للمصابين، ومن ثم زادت مستشفيات الحجر الصحي المخصصة للعزل في محافظات مصر مع تأهب مستشفيات الحميات في مختلف المحافظات ومهتمها في الكشف عن الحالات المصابة بعد إرسال العينات إلى المعامل المركزية بوزارة الصحة والسكان.

ويعمل علماء المركز القومي للبحوث حاليا على ابحاث حول مصل فيروس كورونا.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً