اعلان

ليبيا أصبحت ساحة معركة للميليشيات القبلية والمرتزقة.. مجلة أمريكية تتوقع فشل مبادرة وقف إطلاق النار

ليبيا
ليبيا

توقعت مجلة أمريكية متخصصة في شأن منطقة شمال إفريقيا ودول المغرب العربي، بأن إعلان وقف إطلاق النار في ليبيا قد يفشل حاله حال مبادرات أخرى سابقة، معتمدة في ذلك على آراء خبراء ومحللين في الشأن الليبي.

ووفقا لمجلة 'North Africa Journal'، ومقرها مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس الأمريكية، فإن إعلان وقف إطلاق النار المفاجئ من قبل الأطراف المتنازعة في ليبيا يقدم بصيص أمل في السلام، لكن المحللين يحذرون من شكوك حول نجاحه؛ بعد سنوات من العنف ومع دعم العديد من القوات الأجنبية للأطراف المتحاربة في البلد العربي.

وأضافت المجلة أن، فايز السراج، رئيس حكومة طرابلس، أعلن، جنبا إلى جنب مع المستشار عقيلة صالح، رئيس البرلمان الليبي في شرق البلاد والمدعوم من الجيش الوطني، وقف إطلاق النار، يوم الجمعة الماضي.

وقال الزعيمين، في بيانين منفصلين، إنهما يريدان إنهاء القتال وإجراء الانتخابات، مما أثار إشادة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول العربية.

ونقلت المجلة الأمريكية عن أمحيد شعيب، العضو الرئيسي في المحادثات التي انبثق عنها آخر اتفاق رئيسي في عام 2015 (اتفاق الصخيرات)، إن الإعلان كان خطوة 'في الاتجاه الصحيح'، وأظهر 'رغبة في الانفصال عن جنون' الماضي.

من جانبه، وصف مفوض الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الإعلان بأنه 'خطوة أولى بناءة إلى الأمام'. لكن الضغوط الدولية سعت لدفع القادة الليبيين إلى اتفاق عدة مرات خلال السنوات الماضية، ولم يتم التوصل بعد إلى اتفاق دائم.

عدم الثقة

وقال عماد بادي، الزميل البارز في 'أتلانتيك كاونسل' (المجلس الأطلسي)، وهو مؤسسة بحثية غير حزبية مؤثرة في مجال الشؤون الدولية ومقرها واشنطن، 'هذه ليست سوى خطوة واحدة فيما سيكون عملية شاقة، خاصة وأن الأطراف المحلية لا تثق في بعضها البعض فحسب، بل بالأطراف الدولية المعنية أيضًا'.

ووفقا للمجلة، فقد أصبحت الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، والتي تمتلك أكبر احتياطيات مؤكدة من النفط الخام في القارة، ساحة معركة للميليشيات القبلية والجهاديين والمرتزقة. كما أنها بوابة رئيسية للمهاجرين اليائسين المتجهين إلى أوروبا.

قالت كريمة منير، مصرفية من طرابلس: 'لطالما قلت إن الليبيين سيصبحون جادين بشأن الهدنة عندما يصلون جميعا إلى طريق مسدود... قد يكون الأمر كذلك، يعرف كلا الجانبين أنه لا يوجد طرف رابح إذا استمر الصراع، وقد توصل مؤيدوهم إلى هذا الإدراك أيضًا'.

موضع الخلاف

ذكرت المجلة الأمريكية أنه لا تزال هناك خلافات حرجة؛ فبالنسبة للسراج فإن مدينتي سرت والجفرة- الخاضعة حاليًا لسيطرة الجيش الوطني- يجب أن تكون منزوعة السلاح. على الجانب الآخر، لم يشر 'صالح' إلى المناطق منزوعة السلاح، لكنه اقترح بدلاً من ذلك تشكيل مجلس رئاسي جديد- يحل محل حكومة السراج في طرابلس- يكون مقره في سرت.

قال ولفرام لاتشر، الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، إن التناقضات تتكشف، مضيفا أنه 'يمكن للمصالح الخاصة لهؤلاء الفاعلين أن تعرقل المحادثات بسهولة في أي مرحلة'.

وقال إن نزع السلاح 'خطة أمريكية وبريطانية وألمانية تهدف إلى وقف النفوذ التركي والروسي على الأرض'، مضيفًا أن روسيا والإمارات ستعارضان ذلك.

من جهته، قال 'بادي'، من مؤسسة 'أتلانتيك كاونسل' البحثية، إن نزع السلاح من قاعدة الجفرة سيكون 'نقطة خلاف'، مشيرًا إلى 'العدد الكبير من المقاتلين الروس' في المنطقة.

وقال بديع إن لدى روسيا 'حافزًا في الحفاظ على وجودها في الجفرة وتقويض ما هو في الواقع عملية تدعمها الولايات المتحدة من شأنها أن تؤدي إلى تراجع نفوذ موسكو'.

واعتبرت المجلة أنه بالنسبة لبعض الليبيين، فإن الحديث عن مدينة سرت كمقر مستقبلي للحكومة يشير إلى خطط القذافي لتحويل بلدته إلى عاصمة البلاد.

وقال مواطن ليبي يدعى منير، وهو مصرفي، 'من المفارقات أن هدف القذافي الدائم بجعل سرت مقر الحكومة قد يتحقق الآن'، مضيفا 'لا بد أنه يبتسم في قبره'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً