اعلان

رسائل خامنئي في خطبته "النادرة".. المرشد الإيراني يصعد المنبر بعد غياب 8 سنوات ليصف "ترامب" بـ"المهرج" وحكومات أوروبا بـ"الخدم" لأمريكا

خامنئي على المنبر رفقة سلاحه
خامنئي على المنبر رفقة سلاحه

في أول خطبة له منذ 8 أعوام، ألقى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، خطبة الجمعة اليوم بالعاصمة طهران، والتي وصف خلالها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بـ"المهرج" الذي تظاهر بدعم الشعب الإيراني ولكنه "سيطعنه بخنجر سام في ظهره"، وذلك بعد أسابيع من الاضطرابات الداخلية والدولية، بما في ذلك اغتيال أمريكا للجنرال العسكري قاسم سليماني، والهجمات الصاروخية الإيرانية على قواعد عسكرية أمريكية في العراق، وكارثة إسقاط الطائرة الأوكرانية في طهران الذي أسفر عن مقتل 176 شخصا كانوا على متنها.

وقال المرشد الإيراني إن التجمعات الجماهيرية خلال المواكب الجنائزية للجنرال قاسم سليماني أظهرت الدعم الكبير من الشعب للدولة الإيرانية، وأن الحرس الثوري على استعداد للأخذ بثأره خارج حدود إيران.

ووفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن تلك الخطبة جاءت في الوقت الذي كشفت فيه أمريكا أن 11 من قواتها أصيبوا في غارات صاروخية إيرانية على قاعدتين أمريكيتين في العراق في الـ8 من يناير الجاري، مما يتناقض مع تصريحات سابقة أصدرها الرئيس الأمريكي بأنه لم يصب أي أمريكي جراء الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران ردًا على اغتيال واشنطن لسليماني، وهو أكبر قائد عسكري لها، في 3 يناير الجاري.

ويعاني النظام الإيراني المحاصر من موجة من الإدانات الدولية والنقد الداخلي بعد أن اعترف بأن قواته أسقطت طائرة ركاب أوكرانية بعد محاولة للتستر على دوره في تلك المأساة.

وأعقبت مشاهد الحداد على "سليماني"، أربعة أيام من الاحتجاجات على كارثة إسقاط الطائرة، هتف خلالها المتظاهرون "الموت لخامنئي" و "يسقط رجال الدين". ولكن سرعان ما فرقت السلطات تلك المظاهرات بالذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع. وفقا لـ"الجارديان".

وفي خطبة الجمعة اليوم، ركز "خامنئي" على الوحدة الوطنية في مواجهة الأعداء الخارجيين. وقال إن قتل ترامب "الجبان" لسليماني قد تسبب في فقْد أكثر القادة فعالية في المعركة ضد الدولة الإيرانية.

وردا على حادثة الاغتيال التي وقعت في بغداد، أطلقت إيران مجموعة من الصواريخ الباليستية التي تستهدف القوات الأمريكية في العراق. وقال خامنئي إن تلك الضربات وجهت صفعة للصورة النمطية لأمريكا كقوة عظمى. وفي جزء من الخطبة التي ألقاها باللغة العربية، قال إن العقوبة الحقيقية ستتمثل في إجبار الأمريكان على الانسحاب من الشرق الأوسط.

وفي الوقت الذي استعد فيه الحرس الثوري الإيراني لهجوم أمريكي مضاد لم يسبق له مثيل، أسقط بطريق الخطأ طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار طهران الدولي، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 176 راكباً، معظمهم من الإيرانيين.

وكان معظم الركاب متوجهين إلى كندا، و 57 منهم كانوا مواطنين كنديين. واليوم الجمعة، حث رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إيران على إرسال بيانات الرحلة ومسجلات قمرة القيادة إلى فرنسا لتحليلها. وقال ترودو: "لا تتمتع إيران بمستوى الخبرة الفنية، ولا تمتلك معظم المعدات اللازمة القادرة على تحليل الصناديق السوداء التالفة".

ووصف "خامنئي" إسقاط الطائرة بأنه "حادث مرير" أحزن إيران بقدر ما جعل أعدائها سعداء. وقال إن أعداء إيران استغلوا الحادث للتحقيق مع الجمهورية الإيرانية والحرس الثوري والقوات المسلحة.

كما انتقد الدول الغربية قائلاً إنهم هم أنفسهم أضعف من أن يُركّعوا الإيرانيين. وقال إن حكومات بريطانيا وفرنسا وألمانيا، والذين فعّلوا، في وقت سابق هذا الأسبوع، آلية فض المنازعات في محاولة لإعادة إيران إلى الامتثال بالاتفاق النووي المنهار لعام 2015، هي حكومات جديرة بالازدراء و يعملون كخدم لأمريكا، مضيفا أن إيران مستعدة للتفاوض، لكن ليس مع واشنطن.

وشغل "خامنئي"- الذي حضر خطبته الآلاف من الناس الذين كانوا يقطعون حديثه أحيانًا وهم يهتفون "الله أكبر" و "الموت لأمريكا"- المنصب الأعلى في البلاد منذ عام 1989 وله الكلمة الأخيرة في جميع القرارات الرئيسية.

وتصاعدت التوترات بين طهران وواشنطن بصورة مطردة منذ سحب ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية، والذي فرض قيودًا على برنامج إيران النووي مقابل إلغاء العقوبات الدولية عليها.

وفرضت الولايات المتحدة منذ انسحابها عقوبات مشددة على إيران، والتي شملت صناعة النفط والغاز الحيوية، مما جرّ البلاد إلى أزمة اقتصادية أشعلت عدة موجات من الاحتجاجات المتقطعة التي شجعها ترامب علانية، حتى على تويتر وباللغة الفارسية، على أمل أن تؤدي تلك الاحتجاجات والعقوبات إلى إحداث تغيير جوهري في هذا البلد، عدوه منذ فترة طويلة.

وبعد مقتل سليماني، أعلنت إيران أنها لم تعد ملتزمة بالقيود المفروضة عليها طبقا للاتفاق النووي. وهو ما دفع الأطراف الأوروبية في الاتفاق إلى تفعيل آلية فض المنازعات، في وقت سابق هذا الأسبوع، والتي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها بمثابة موت لتلك الصفقة وقد تؤدي إلى مزيد من العقوبات.

كان "خامنئي" دائمًا ما يشكك في الاتفاق النووي، بحجة أنه لا يمكن الوثوق بالأمريكان، لكنه سمح للرئيس حسن روحاني- المعتدل نسبيًا-، وفقا للصحيفة البريطانية، بإبرام ذلك الاتفاق مع الرئيس السابق باراك أوباما. ولكن منذ انسحاب ترامب منه، قال مرارًا وتكرارًا إنه لا يمكن إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مصدر رفيع المستوى: اقتصار الاتصالات بين مصر وإسرائيل حول الهدنة على الوفود الأمنية فقط