اعلان

القس رفعت فكري سعيد لـ"أهل مصر": المسيحيون يحبون مبروك عطية وقانون ازدراء الأديان مطاط ويجب إلغاءه (حوار)

القس رفعت فكري سعيد
القس رفعت فكري سعيد

أكد القس رفعت فكري سعيد، رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية بمصر، أن القيادة السياسية تحاول أن ترسخ للتنوع والتعددية، وعلينا أن نُركّز على المشترك الإنساني ونمارس ثقافة التسامح وقبول الآخر.

وقال القس رفعت فكري، في حوار لـ'أهل مصر': إنه طالب بإلغاء قانون ازدراء الأديان لأنه مطاط، وليس محكمًا، متمنيًا أن تسود مفاهيم المحبة بين كل الناس.

القس رفعت فكري سعيد

بداية.. وجه كلمة للمسلمين والمسيحيين في عام 2023؟

في البداية أهنىء الرئيس عبد الفتاح السيسي وقيادات الدولة وكل الشعب المصري ببداية العام الجديد وأنا دائما بطبعي متفائل وبطلب من الجميع أن ننظر لسنة 2023 بنظرة كلها إيجابية وتفاؤل ولا يجب أن نطلب من السنة أن تكون الأفضل لأن السنوات ما هى إلا أيام، ويجب أن نكون نحن الأفضل ويكون تفكيرنا إيجابيا ولدينا يقين بأن مصر ستعبر كل التحديات والأزمات في عام 2023 وستكون أفضل من السنوات الماضية.

ما توصياتك عند وجود حوار وطني ديني؟

استمعت للرئيس عبدالفتاح السيسي، عندما طلب من الدكتور ضياء رشوان، منسق عام مجلس أمناء الحوار الوطني، أن يكون هناك حوار وطني ديني بين المسيحيين والمسلمين، والقيادة السياسية تحاول أن تُرسّخ للتنوع والتعددية، فعندما يكون هناك حوار وطني ديني أتمنى أن نُركّز على المشترك الإنساني ونمارس ثقافة التسامح وقبول الآخر بمعنى أن أنا ليس لي علاقة بدينك أو معتقداتك أو من يدخل الجنة أو النار، لأن هذا شئ بينك وبين الله وهو من له الحق في محاسبتك بالآخرة، وأطلب من الإعلام المصري أن يُركّز على اليوم العالمي للتسامح والتي أعلنت عنه الأمم المتحدة سنة 1995 ودعت العالم للاحتفال بهذا اليوم في 16 نوفمبر من كل عام، ويعني السماح بوجود آخر وقبول التنوع والتعددية.

ما المشترك الإنساني التي يجب إيجاده لنمنع الاضطهاد أو الفكر المتطرف؟

عندما نذهب للفكر الإسلامي نجد مثلا اسم من أسماء الله الحسنى 'الودود' وعندما نذهب للمسيحية نجد 'الله محبة'، هذا يعني مشترك إنساني في الإسلام والمسيحية، أيضًا عندما نتحدث عن الله السلام والسيد المسيح دعا لصناعة السلام 'هل طوبا لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون'، هذا يعني مشترك إنساني، ولا أتصور أن إنسانًا يؤمن بأن الله الودود لا يمكن أن يقتل أخوه في الإنسانية، وبالتالي جميع القيم الجمالية مثل 'الحب والرحمة والتسامح وقبول الآخر' كلها معاني للمشترك الإنساني لو ركزنا عليها سنقلل التعصب والعنف والإرهاب.

هل الإعلام المصري أو السينما مقصرين في وعي الناس بالمحبة؟

لا يجب أن نلقي بالتقصير على جهة معينة، فجميع مؤسسات الدولة عليها دور مهم في زرع المحبة والتسامح بين المسلمين والمسيحيين، فمثلا مؤسسة الأسرة 'البيت' الطفل عندما يُولد يكون 'عجينة طرية' أسرته تُشكله حتى يكبر، 'نتخيل مثلا أم مسيحية متعصبة تقول لابنها وهو ذاهب المدرسة لو لقيت صحبك اسمه محمد متلعبش معاه، وعلى الجانب الآخر أم مسلمة متعصبة تقول لابنها لما تنزل تشتري متروحش تشتري من جرجس'، هذا الجيل عندما يكبر على المدى البعيد سيكون لديه ثقافة التعصب، فجميع المؤسسات الدينية والتربوية عليها دور كبير.

لماذا طالبت بإلغاء قانون ازدراء الأديان؟

لأن مصطلح ازدراء الأديان غير واضح ومطاط، ويجب أن نحدد ما هى الأديان؟ هل المقصود الدين الإسلامي فقط أم المسيحية واليهودية أم الثلاثة معا أم هل هناك أديان أخرى؟، فمثلًا أنا كمسيحي أؤمن بالصليب هذا حقي، والمسلم لا يؤمن بصلب المسيح وهذا حقه، هل هذا يعتبر ازدراء أديان متبادل أم لا، ولذلك يجب أن نضبط المصطلح قانونيًا أولًا لفهم المعنى.

كيف تعاملت مع أزمة الشيخ مبروك عطية حول سخريته من السيد المسيح؟

أُكن كل الاحترام والتقدير لفضيلة الشيخ مبروك عطية، والفيديو الذي تحدث فيه عن السيد المسيح، خرج بعد ذلك واعتذر وذكر أن الإساءة غير مقصودة، وفي الحقيقة كلنا نغلط وجل من لا يسهو، كما أن جميع المسيحيين يحبون الشيخ مبروك عطية، وأتمنى أن يكون دائمًا تفكيرنا إيجابي تجاه الآخرين ونحرص على نشر القيم الإيجابية وقيم المحبة والتسامح، والسيد المسيح له كل التقدير والاحترام من المسلمين والمسيحيين والقرآن الكريم تحدث عنه في حوالي 93 آية قرآنية وأن السيد المسيح وُلد من القديسة العذراء مريم ولادة معجزية، كما أنه عَلَّمَ تعاليم سَامِيَةِ في الموعظة على الجبل والحب والتسامح وقبول الآخر والغفران وقال: 'إن أحببتم الذين يحبونكم فأي فضل لكم'، كما أن فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ذكر بأنه عندما قرأ 'تعليم الموعظة على الجبل' دمعت عيناه، واعتقد أن الشيخ مبروك عطية يتفق معنا في تقديره واحترامه للسيد المسيح.

ما ملامح قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين؟

جميع الكنائس ناقشت قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين واتفقت على كل مواد القانون وتم عرضه على وزارة العدل، ويوجد حوالى 98٪ من مواد القانون جميعها مشتركة في كل الكنائس مثل الخطبة وشروطها، ولكن كل كنيسة وضعت معتقداتها في جزئية الطلاق، مثل الكنيسة الكاثوليكية لديها معتقد الانفصال وليس الطلاق، كما أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وضعت بعض الشروط للطلاق كشرط 'الزنا والهجر'، واستطاعت حل مشكلات صعبة من خلال هذا القانون.

هل هناك صندوق رعاية الأسرة للمسيحيين في حالة الانفصال أو الطلاق؟

لا يوجد، ولكن هناك حديث عن الميراث في المسيحية، المرأة تَرِثُ مثل الرجل وذلك أيضًا وفقا للمادة الثالثة من الدستور وهذا إيمان بالمسيح والمساواة، وكذلك التبني في المسيحية لا يوجد مشكلة في التبني وفقًا للدستور.

تحدث البرلمان الأوربي عن اضطهاد للأقليات في مصر، هل تؤيد ذلك؟

هذا الكلام غير حقيقي، لأن مصر أصبحت مختلفة تمامًا في وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي، ودائما ما يكون حريصًا على الذهاب للكنيسة في ليلة العيد وتهنئة المسيحيين وهذا لم يَحدُث من قبل في تاريخ مصر، كما أنه حريصًا على بناء الكنائس بجوار المساجد وأصبح هذا واقعيًا في المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية بها مسجد الفتاح العليم وبجواره كاتدرائية ميلاد المسيح، كما أن اليوم لدينا الدكتورة منال عوض ميخائيل محافظ دمياط وهى امراة مسيحية، وسابقًا كان اللواء مجدي أيوب محافظًا لقنا في عهد الرئيس حسني مبارك، فلا يوجد بمصر ما يسمى باضطهاد الأقليات، واتمني أن معظمنا يفكر مثل القيادة السياسية.

هل المجتمع المصري متسامح؟

في الحقيقة الأغلبية من المصريين متحابين ومتسامحين ومتعايشين، ولكن هذا لا يمنع من وجود تجاوزات وطائفة متعصبين، فلا بد أن نشتغل ونعمل أكثر كي يصبح هؤلاء المتعصبين أكثر تسامحًا.

ما علاقتك بالقيادات الدينية في مصر؟

في أكثر من مرة التقيت مع فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، عند زيارته في الأعياد لتهنئته، دائمًا ما يقابلنا بكل محبة وكل احترام وتقدير فهو شخصية متسامحة، كما نزور الدكتور شوقي علاّم مفتي الجمهورية والدكتور محمد جمعة وزير الأوقاف وكل هؤلاء شخصيات تطبق مفهوم التسامح، وفي الحقيقة نجد منهم محاولات كثيرة لتغيير الأفكار السلبية الموجودة عند بعض الناس، كما أنه من ضمن اللافتات الجميلة عندما قمنا كطائفة إنجيلية بزيارة فضيلة مفتي الجمهورية في شهر رمضان الماضي وفوجئنا بوجود 'قزايز المياه على الترابيزات' وهذه كانت لافتة فيها إظهار للمحبة بأنه صائم ولكن لم يفرض علينا صيامه، 'مع إننا مش هنشرب'، ولكن هذا لافتة جميلة من قيادات دينية تترك رسالة طيبة للقاعدة الشعبية للتفكير بهذه الطريقة المتسامحة التي فيها قبول للآخر.

كيف رأيت الهجوم على الشيخ الشعراوي بعد الإعلان عن مسرحية تجسده؟

لا بد أن نحترم كل الأشخاص أي كان شكله ولونه ودينه ومعتقده، وعندما ننتقد لابد أن ننتقد الأفكار وليس الأشخاص، فمثلاً هناك بعض الأفلام بها عنف وبعض الأفكار فيها مدح للزوج وإن الزوجة لازم تكون منبطحة وتعتبر الراجل 'سي السيد'، هذه الأفكار لابد أن نتعامل معاها بموضوعية لأنها ليست مقدسة، أيضًا تجسيد الفنان كمال أبو ريه لشخصية الشيخ الشعراوي هذه فكرة لابد أن نناقشها بموضوعية نأخد منها الإيجابي ونرفض السلبي دون تزييف للتاريخ.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً